عمــــــل لا يتـــــوقـف

لا تخلو الأچندة الرئاسية أسبوعيًا من اجتماعات مهمة للرئيس عبدالفتاح السيسى تغطى كامل الاهتمامات المصرية محليًا وإقليميًا ودوليًا، وهو ما أكدته لقاءات الرئيس خلال الأسبوع الماضى التى تراوحت بين شواغل محلية وأخرى إفريقية؛ فقد أشاد الرئيس بقوة الدفع التى تشهدها مصر وتنزانيا خلال السنوات الأخيرة.. مؤكدًا على الأهمية التى توليها مصر لتعزيز العلاقات مع زيمبابوى فى مختلف المجالات.. أمّا داخليًا فتابع جهود تطوير مجموعة الأراضى الفضاء داخل محافظة القاهرة.. واطلع على سَير العمل بمختلف مكونات مدينة مصر الدولية للألعاب الأولمبية.. موجهًا بتطبيق أحدث الأنظمة التكنولوچية الخاصة بشبكات الاتصالات لربط محطات القطار الكهربائى الخفيف.

علاقات إفريقية

واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى وزيرة خارجية جمهورية تنزانيا ليبراتا مولا؛ وذلك بحضور سامح شكرى وزير الخارجية، والدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان، ومشاركة مدير إدارة إفريقيا بوزارة الخارجية التنزانية.

وطلبَ الرئيسُ نقل تحياته إلى الرئيسة التنزانية «سامية حسن»، معربًا عن اعتزاز مصر بالعلاقات التاريخية المتميزة مع تنزانيا، ومشيدًا بقوة الدفع التى تشهدها تلك العلاقات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة، وما شهدته من تفعيل آليات التعاون المشترك فى مختلف المجالات.

من جانبها؛ نقلت وزيرة الخارجية التنزانية رسالة خطية إلى الرئيس السيسى من رئيسة تنزانيا سامية حسن، تضمّنت الإعرابَ عن تقدير تنزانيا الكبير لعلاقاتها التاريخية العميقة مع مصر، والحرص على الاستمرار فى الارتقاء بأطر التعاون بين الجانبين، والتطلع للاستفادة من الخبرة المصرية العريضة فى مجال المشروعات التنموية العملاقة، كما تضمّنت الرسالة الإشارة إلى الموقف التنفيذى ومستجدات التعاون المشترك مع مصر لإنشاء سد «جوليوس نيريرى» لتوليد الطاقة الكهرومائية فى تنزانيا.

وتناول اللقاءُ كذلك قضية «سد النهضة»؛ حيث شدّد الرئيسُ على موقف مصر الثابت بالحفاظ على أمنها المائى وعلى الحقوق التاريخية المكتسبة فى مياه النيل، من خلال التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل السد على نحو يصون حق الأجيال الحالية والقادمة فى مياه النيل المَصدر الأساسى للمياه لمصر.

 

 

 

فى الشأن الإفريقى أيضًا؛ استقبل الرئيسُ المبعوثَ الخاص لرئيس جمهورية زيمبابوى سيمباراش مومبنجيجوى؛ وذلك بحضور السفير كوامى موزاوازى الرئيس التنفيذى لمعهد المعرفة الإفريقية، والسفير شيبا شومبياوندا سفير جمهورية زيمبابوى بالقاهرة. وطلبَ الرئيسُ نقل تحياته إلى أخيه الرئيس «إيمرسون منانجاجوا»، مؤكدًا الأهمية التى توليها مصرُ لتعزيز العلاقات التى تربطها بشقيقتها زيمبابوى فى مختلف المجالات؛ لا سيما التبادُل التجارى والاستثمار، إلى جانب التعاون الفنى وبناء القدرات ودعم البنية التحتية.

وأشار الرئيسُ إلى حرص مصر على تعظيم التنسيق والتشاور مع الجانب الزيمبابوى، فيما يتعلق بسُبُل تعزيز آليات العمل الإفريقى المشترك، سواء المؤسّسية أو السياسية أو التنموية، بما يساهم فى تحقيق النمو والاستقرار الذى تصبو إليه الدول الإفريقية.

من جانبه؛ أعرب المسئول الزيمبابوى عن تشرُّفه بلقاء الرئيس؛ ناقلًا لسيادته رسالة خطية من أخيه الرئيس «منانجاجوا»، التى أكد فيها اهتمامَ بلاده لتطوير مسار العلاقات الثنائية ودفع أطر التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين على شتى الأصعدة، والتطلع إلى الاستفادة من خبرة الدولة المصرية فى المشروعات التنموية؛ خصوصًا ما يتعلق بمجال التشييد والبناء فى ضوء اعتزام زيمبابوى بناء متحف ضخم مخصص لعرض تاريخ ومسيرة التحرير الإفريقية؛ أخذًا فى الاعتبار أن مصرَ كان لها دورٌ محورى ورائد فى تلك المسيرة الإفريقية.

الدلتا الجديدة

وخلال اجتماعه مع اللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمرانى، واللواء أ.ح إيهاب الفار رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة؛ اطلع الرئيسُ على مستجدات المشروع القومى العملاق للإنتاج الزراعى «الدلتا الجديدة»، الذى يهدف إلى زيادة الرقعة الزراعية فى مصر على امتداد محور الضبعة؛ حيث يضم المشروع فى نطاقه عدة مشروعات محورية للتنمية الزراعية من ضمنها مشروع «مستقبل مصر».

ووجَّه الرئيسُ بالاستمرار فى تعزيز جهود الاستصلاح الزراعى فى مشروع «الدلتا الجديدة» وما يتبعه من إنشاء مجتمعات عمرانية ممتدة، وهو ما يحقق أهدافَ الدولة فى سعيها لإنشاء مراكز تنمية شاملة جديدة بالتوسع الأفقى بعيدًا عن مناطق التكدس السكانى. كما تابع الرئيسُ جهودَ استغلال وتطوير مجموعة الأراضى الفضاء داخل محافظة القاهرة؛ خصوصًا فى منطقة شرق القاهرة، موجّهًا سيادته بإتمام هذه العملية وفق نهج شامل يتكامل مع المشروعات التنموية الضخمة التى تقيمها الدولة وجهود التنسيق الحضارى فى المحافظة.

وفى اجتماع آخر للرئيس ضم الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والمهندس شريف إسماعيل مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيچية، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والدكتور محمد معيط وزير المالية، والدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، واللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمرانى، واللواء محمد أمين مستشار رئيس الجمهورية للشئون المالية، واللواء أ.ح إيهاب الفار رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة؛ اطلع الرئيسُ على سَير العمل بمختلف مكونات مدينة مصر الدولية للألعاب الأولمبية، التى تُعَد صرحًا رياضيًا ضخمًا متكامل الأركان والخدمات وفق أعلى المواصفات العالمية.

ووجَّه الرئيسُ بسرعة الانتهاء من الأعمال الإنشائية بالمدينة بمختلف منشآتها وفق الجداول الزمنية المحددة وطبقًا لأرقى المواصفات العالمية؛ وذلك على نحو يعظم من قدرة وجاهزية المدينة لتنظيم كبرَى الفعاليات الرياضية الدولية فى مختلف الألعاب. كما شهد الاجتماعُ عرْضَ خطط وسيناريوهات إدارة وتشغيل مدينة مصر الدولية للألعاب الأولمبية بالاسترشاد بالخبرة الأجنبية العالمية فى هذا المجال، بما يتفق ويليق بحجم المدينة وتجهيزاتها الحديثة، فضلًا عن استعراض جهود الإدارة الاقتصادية للمنشآت الشبابية والرياضية على مستوى الجمهورية.

 

 

 

وقد وجَّه الرئيسُ بأن يكون الهدف الأساسى لعملية الإدارة الاقتصادية للمنشآت الشبابية والرياضية على مستوى الجمهورية هو ضمان كفاءة واستدامة حُسن إدارتها، وتوفير فرص عمل للشباب داخل تلك المنشآت، إلى جانب تحقيقها لعوائد اقتصادية تؤدى إلى تنمية مواردها الذاتية.

المشروعات المتوسطة

واجتمع الرئيسُ مع رئيس الوزراء، ونيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة التى استعرضت أداء جهاز المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر خلال الفترة من يناير 2021 حتى مارس 2022، والتى تضمنت نحو 200 ألف مشروع وفّرَت مئات الآلاف من فرص العمل بجميع القطاعات التنموية، فضلًا عن مشاركة الجهاز فى العديد من المبادرات القومية؛ خصوصًا مبادرة «حياة كريمة» على مستوى محافظات الجمهورية.. وكذلك المشاركة فى المبادرات القومية الأخرى المتنوعة مثل البرنامج القومى لتحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعى، ومبادرة المجمعات الصناعية التى تهدف إلى دعم القطاعات الصناعية الصغيرة بالقطاعات الواعدة على مستوى المحافظات، وكذلك مبادرة تطوير الصناعات الحِرَفية والتراثية.

كما استعرضت وزيرة التجارة والصناعة الموقف التنفيذى لمَعارض منتجات المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى القاهرة ومختلف المحافظات، إلى جانب المَعارض الخارجية المتنوعة التى تم تنظيمها خلال تلك الفترة فى كلٍ من البحرين وجنوب السودان والأردن وجنوب إفريقيا.

كما تم عرضُ التحضيرات الخاصة بدورة العام الجارى من مَعرض «تراثنا 2022»، الذى يستهدف دعمَ صغار مصنعى الحِرَف اليدوية والتراثية وفتح منافذ تسويق لمنتجاتهم؛ حيث وجَّه الرئيسُ باستكمال الخطوات المتخذة فى سلسلة مَعارض «تراثنا» لمشاركة ممثلى جميع محافظات الجمهورية؛ خصوصًا المحافظات الحدودية، بما يساهم فى ترسيخ الهوية الوطنية.

واستعرضت «جامع» جهودَ التحول الرقمى فى جهاز المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، التى تهدف إلى إنشاء بنية معلوماتية تعمل على إتاحة جميع المعلومات والخدمات والمبادرات المقدمة إلى رواد الأعمال والشركات الناشئة من الجهات والمؤسّسات الحكومية والجمعيات الأهلية والقطاع الخاص.

ووجَّه الرئيسُ بإسناد تشغيل المنصة الإلكترونية للتحول الرقمى لجهاز المشروعات إلى أحد بيوت الخبرة العريقة فى مجال إدارة منصات رواد الأعمال.

إلى ذلك اجتمع الرئيسُ مع الدكتور مصطفى مدبولى، وهشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام، والفريق كامل الوزير وزير النقل ونيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة؛ لمتابعة الموقف التنفيذى الخاص بتطوير منظومة الموانئ على مستوى الجمهورية.

وقد وجَّه الرئيسُ بالاستمرار فى جهود تطوير منظومة الموانئ البحرية المصرية وفق أعلى المعايير لتحقيق أقصى استفادة من الموقع الجغرافى المتميز لمصر بالتكامل مع محور قناة السويس كهَمزة وصْل بين الشرق والغرب، وبما يساعد على تعظيم عملية التبادل التجارى مع مختلف دول العالم.

من جانبه؛ عرض الفريقُ كامل الوزير الجهود القائمة لتطوير الموانئ المختلفة؛ خصوصًا مشروعات «ميناء الإسكندرية الكبير»، الذى سيضم ميناء الإسكندرية وميناء الدخيلة والميناء الأوسط بمنطقة المَكس، بما فى ذلك مستجدات إنشاء البنية التحتية لساحات التخزين الجديدة، ومحطة «تحيا مصر» متعددة الأغراض، إلى جانب حاجز أمواج كبير ومناطق لوچستية مختلفة، وكذلك إعادة تأهيل رصيف الخدمات البحرية بالميناء.

 

 

 

كما تم عرضُ سَير العمل فى مشروعات ميناء سفاجا، والموقف التنفيذى الخاص باستكمال وتطوير ميناء العين السخنة الذى سيتم ربطه بشبكة خَط القطار الكهربائى السريع.

كما عرضَ الفريقُ كامل الوزير أيضًا مشروعات تطوير ميناء دمياط، بما فى ذلك تعميق المَمَرّ الملاحى، وإنشاء محطات الحاويات ومتعددة الأغراض.

وشهد الاجتماعُ كذلك عرْضَ الموقف التنفيذى لتطورات المرحلة الثالثة من الخط الثالث لمترو الأنفاق، إلى جانب مستجدات الأعمال التنفيذية الخاصة بالقطار الكهربائى الخفيف الذى يبلغ طوله نحو 103 كم ويبدأ من المحطة التبادلية عدلى منصور، ثم يمتد إلى كلٍ من مدينة العاشر من رمضان والعاصمة الإدارية الجديدة، ومن ثم سيساعد على إحداث نقلة نوعية غير مسبوقة فى منظومة النقل الجماعى فى القاهرة الكبرى.

ووجَّه الرئيسُ بإيلاء أهمية لتطبيق أحدث الأنظمة التكنولوچية الخاصة بشبكات الاتصالات لربط محطات القطار الكهربائى الخفيف.