الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«هابيـل المصـرى» يظهـر فى الواحــات

الديناصور هابيل
الديناصور هابيل

نجح فريق دولى من علماء الحفريات الفقارية بقيادة مصرية فى توثيق حفرية ديناصور مفترس عاش قبل 98 مليون سنة فى الواحات البحرية بصحراء مصر الغربية، وكشف البحث العلمى الذى أعلن عنه الأسبوع الماضى أنه منذ نحو 98 مليون سنة مضت، وفى منطقة الواحات البحرية فى صحراء مصر، عاش ديناصور شرس يشبه إلى حد كبير ديناصور «تى ريكس» الشهير.



وتم اكتشاف الديناصور فى إحدى الرحلات الحقلية المشتركة بين مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية وعلماء من وزارة البيئة فى منطقة الواحات، وعثر الفريق على حفرية لفقرة مغطاة برواسب صلبة من الحديد والرمل، وبالدراسة التشريحية المفصلة والتى استغرقت عدة سنوات تبين أنها تمثل الفقرة العنقية العاشرة من رقبة ديناصور ضخم آكل للحوم.

وفق ما أعلن الفريق البحثى؛ فإن هذا النوع من الفقرات تجمع من الصفات التشريحية ما يكفى ليوضح أنها تنتمى لفرد من عائلة من الديناصورات تسمى أبيلوصوريات أو ديناصورات «هابيل»، ويرجع أصل تسمية «هابيل» إلى روبرتوا هابيل العالم الأرچنتينى، الذى اكتشف أولى حفريات هذه العائلة.

وتتميز هذه الديناصورات بشكلها المرعب وجمجمتها المخيفة، وتخرج من فكوكها أسنان حادة أشبه بأنصال السكاكين، بينما تُظهر قدماها الخلفيتان كتلة عضلية ضخمة لتساعدها فى الهجوم والافتراس، ورُغْمَ قِصَر طرفيها الأماميين لدرجة الضمور؛ فإن تلك الديناصورات كانت من بين الأشرس على الإطلاق.

من جانبه، يقول بلال سالم، المعيد بجامعة بنها وعضو فريق «سلام لاب» والمحرر الرئيسى للدراسة: «لطالما عُرِفت الواحات البحرية بغناها بالمحتوى الحفرى لما أنتجته من هياكل لأكثر الديناصورات شهرة فى العالم، إلا أنه لم يتم تسجيل أى ديناصور ينتمى لعائلة ديناصورات «هابيل» من الواحات البحرية من قبل، ولذا فإن هذه الدراسة تكشف أسرارًا مهمة عن الحياة السحيقة فى المنطقة برصد ديناصور مفترس متوسط الحجم يقدر طوله بنحو 6 أمتار بين بقية عائلته، ويُعَد حجمه وسطًا بين أبناء عشيرته من ديناصورات الواحات البحرية».

ويقول هشام سلام، مؤسّس مركز الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة ورئيس الفريق المصرى والأستاذ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة: إنه وقبل نحو 98 مليون عام لم تكن تعرف الواحات البحرية بهذا الاسم؛ بل كانت «واحة الديناصورات» بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

فى حين قال مات لمانا، عالم الديناصورات الأمريكى المؤلف المشارك فى الدراسة: «إن الواحات البحرية اتخذت مكانة شبه أسطورية بين علماء الأحافير؛ لأنها أنتجت أول أحافير معروفة للديناصورات التى أدهشت العالم، ولكن لقرابة القرن كانت تلك الحفريات موجودة فقط كصور بسبب تدميرها أثناء قصف متحف برلين بألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية».

يُذكر أن ديناصورات «هابيل» كانت تجوب القارات الجنوبية القديمة (جندوانا) وأوروبا، لذا قام الفريق البحثى بمقارنة تلك الفقرة مع مثيلاتها من مختلف القارات، وأظهرت نتائج شجرة الأنساب وجود قرابة وثيقة بين ديناصور «هابيل المصرى» وأقرانه من ديناصورات أمريكا الجنوبية.