الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

تقبل شروط عقد الجواز ؟!

خانة الشروط الخاصة فى عقد الزواج حق منحه الشرع والقانون لكل فتاة مقبلة على الزواج، لتضع أى شرط تريده لضمان نجاح الحياة الزوجية، ورغم وجود هذه الخانة منذ سنوات طويلة، لكن القليل من الزوجات التى أصرت على الاستفادة من هذا الحق.



 

تعمل سوزان حسن مدرسة فى مدرسة دولية بمنطقة التجمع الخامس، وعلى الرغم من بعد المسافة بين منزلها وعملها، لكنها متمسكة بالانتظام به خاصة أن الراتب مجزٍ ويساعدها على تلبية متطلباتها.

عندما ارتبطت بزوجها مصطفى أحمد الذى يعمل محاسبًا فى إحدى الشركات الخاصة انتقلت لتعيش معه فى منطقة الزيتون، وطلب منها أنها فى حالة إنجاب أطفال ستترك عملها لتتفرغ للاهتمام بالصغار، أو تبحث عن مدرسة قريبة من المنزل لتوفر الوقت الضائع فى المواصلات.

وافقت سوزان على هذه الطلبات بشرط واضح كتبته فى عقد الزواج، حيث ألزمت زوجها بدفع راتبها الذى كانت تحصل عليه من عملها فى حالة استقالتها، ووافق الزوج على هذا الطلب لأنه بجانب عمله كمحاسب يمتلك مشروعًا خاصًا مع إخوته.

أما ندى منتصر صاحبة الـ 24 عاما فوضعت شرطًا خاصًا أثناء عقد القران، حين أصرت على أنها لن تقبل الانتقال لتعيش فى قرية زوجها فى الأرياف.

تعرفت ندى على زوجها خلال دراستهما فى برنامج FMI بكلية التجارة، وأعجبت بطموحه وتفوقه ووافقت على الارتباط به واتفقا على أن يستأجر فى بداية حياتهما شقة متوسطة فى مدينة الشيخ زايد بجانب عائلتها ومكان عملها.

لم تفكر ندى فى كتابة هذا الشرط فى عقد الزواج فى البداية، لكنها شعرت بتلميحات من عائلة زوجها بإعادة التفكير فى السكن بمنزل العائلة، فقررت وضع الشرط ليكون الأمر محسومًا من البداية وغير قابل للنقاش.

فى حين حققت نورا سيد حلم عائلتها وتخرجت فى كلية الطب، واستجابت لرغبة والدها وتخصصت فى مجال الأورام الذى تعانى منه بعض النساء فى عائلتها بشكل وراثى، ومع ممارسة العمل شعرت أنه واجب إنسانى ليس مجرد مهنة تؤديها.

تأخر سن زواج نورا حتى عمر الـ35، وتمنى المقربون منها أن تكتمل الصورة المثالية للطبيبة الوحيدة فى العائلة أن تؤسس حياة زوجية ناجحة، وبالفعل وافقت على الزواج من مهندس صديق للعائلة لكن طبيعة عمله تحتم عليه السفر لفترات فى الخارج.

خلال فترة الخطوبة اقترح عليها أنه إذا وجد فرصة عمل بالخارج سيفكر فى نقل حياتهما هناك، رفضت نورا هذه الفكرة لأن عملها بالتأكيد سيتأثر وفكرت فى كتابة شرط عدم إجبارها على السفر والاستقرار فى الخارج، وعندما أخبرت أهلها بقرارها فوجئت بوالدتها تعترض على هذه الفكرة واعتذرت لخطيبها بالنيابة عنها.

وقالت الأم لابنتها أن الحياة الزوجية لا تقام بالشروط والندية بين الزوجين، لكن التفاهم والتراضى هو أساس النجاح، وأكدت لها أن بعد الزواج ستفكر أولاً فى مصلحة الأبناء، وبالفعل تزوجت دون أن تكتب هذا الشرط وأصبحت تحاول التوفيق بين عملها والزواج، وفى كثير من الأحيان تطلب إجازة من عملها للسفر مع زوجها عدة أشهر.

فى المقابل, أغلب الرجال لا يفكرون فى كتابة شروط فى عقد الزواج، لاعتقادهم بأنهم أصحاب القرار فى الحياة الزوجية، وبالتأكيد ستقبل الزوجة برأيه سواء بالتراضى أو بعد الضغط عليها.

 

 

 

فمحمد حسام يقول إنه يقدس مفهوم العائلة ويرى أن الأبناء لهم الأولوية فى الحياة، ورغم عمله كمبرمج مواقع إلكترونية، لكنه طلب شيئًا غريب لكتابته فى خانة الشروط الخاصة، وفاجأ حضور عقد القران برغبته فى عدم زواج زوجته مرة أخرى بعد رحيله فى حالة وجود أبناء، لأنه يريد أن ينشأ الأطفال مع والديهما وليس مع أشخاص غريبة، احترم الحضور رأيه لكن المأذون رفض كتابة هذا الشرط لأنه يحرم شيئًا حلله الله.

أما وفاء قطب فتعمل مأذونة منذ 8 سنوات تقريبًا، وتولت مسئولية عقد قران ما يقرب من 2700 حالة، وفى كل مرة كانت حريصة على إبلاغ الزوجين بخانة الشروط الخاصة، وتطلب من العريس والعروسة التفكير فى الشروط التى يريدون وضعها، لكن فى أغلب الحالات لا يكون للطرفين أى شروط.

وأكدت أنها طوال مدة عملها بهذه المهنة لم تسجل شروطًا خاصة فى عقد القران إلا لحالات تعد على أصابع اليد، وكشفت أنه من أهم الشروط التى تتذكرها أن العروس طلبت كتابة شرط بعدم تغيير مسكن الزوجية، وذلك لأنها اتفقت مع زوجها من البداية باختيار سكن قريب من منزل أهلها.

وفى عقد آخر طلبت العروس من زوجها السماح لها باستكمال الدراسات العليا التى بدأتها بعد تخرجها فى الجامعة، وفى حالة حصولها على بعثة دراسية للخارج يدعمها ولا يعترض على هذه التجربة.

أما أغرب شرط زواج كانت وفاء شاهدة عليه فى عقد الزواج، فكان طلب العروس تطليق نفسها بنفسها كيفما تشاء ووقتما تشاء، وكانت المفاجأة أن الزوج وافق على التوقيع على هذه الصيغة فى عقد الزواج رغم انتماء الطرفين لمنطقة شعبية، ووقتها وضحت المأذونة للعروس أنها لا يحق لها استخدام هذا الشرط إلا مرة واحدة فقط، بمعنى إذا طلبت من الزوج ردها أو تم كتابة عقد القران مرة أخرى لن يحق لها وضع هذا الشرط مجددًا.

وكشفت وفاء أن خانة الشروط الخاصة فى عقد الزواج يتم التعامل معها بطريقة مختلفة عند عقد القران، فمن الضرورى أن يوقع الزوج والزوجة والشهود أسفل هذه الشروط بشكل منفصل عن الإمضاء المتعارف عليه على قسيمة الزواج نفسها، وذلك لضمان علم الطرفين والأهل بالشروط المكتوبة فى العقد.

وأكدت وفاء أنه فى حالة إخلال أحد الطرفين بشروط عقد الزواج، يتم طلب الطلاق بالتراضى بين الزوجين، وفى حالة الرفض يتم اللجوء للقضاء لإثبات واقعة الإخلال بشروط العقد، ويتم وقتها تطليق الزوجة وإعطائها كل حقوقها الشرعية والقانونية.

بينما أكد المأذون عبدالله حسن أن بند الشروط الخاصة لا يستخدم بشكل كبير فى الزيجات بمصر، فعلى الرغم من أنه موجود فى عقد الزواج منذ سنوات، لكن أغلب عاقدى القران لا يوضحون للزوجين تفاصيل العقد وإمكانية استخدام هذه الخانة، بالإضافة إلى خجل أغلب الأهالى كتابة الشروط.

وقال عبدالله: إن المستوى الاجتماعى والتعليمى ليس له علاقة بإملاء شروط خاصة فى عقد الزواج، مشيرًا إلى أن الكثيرين لا يهتمون بكتابة شروط بقدر الاهتمام بكتابة مؤخر كبير.

ويوضح أن أغلب الشروط التى تتم كتابتها فى عقد الزواج تكون من الزوجة، وفى الأغلب لا يستطيع عبدالله كتابتها لأنها تطلب عدم زواجه مرة أخرى أو عدم زواجه إلا بعد موافقتها، لأن كتابة الشروط يجب ألا تحرم ما حلله الله أو تعلقه بشرط قبول الزوجة.

وأكد أنه يجب على الزوج إخطار زوجته فى حالة اقترانه بأخرى هى الصيغة التى تناسب هذا الشرط، وفى أغلب عقود الزواج لا يستطيع عبد الله كتابة أى شىء غير هذه الجملة، لأنها الصيغة الوحيدة التى لا تتنافى مع الشرع والدين.

وأضاف أنه فى هذا حالة وضع هذا الشرط تقوم الزوجة الأولى بتقديم عقد الزواج من الزوجة الجديدة للمحكمة ويتم الحكم بالطلاق لصالحها مع إلزام الزوج بإعطائها كل حقوقها الشرعية.