الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

لماذا فرح المصريون بخيانة بيكيه لشاكيرا؟!

الحقيقة هذا الترند كان الأكثر غرابة واستفزازًا على الإطلاق بمواقع التواصل الاجتماعى! وهو سعادة وفرحة أغلب رواد المواقع بخبر خيانة بيكيه لاعب كرة القدم للمغنية المعروفة من أصل لبنانى «شاكيرا» وكأن الطرفين سواء الرجال أو النساء وجدا مبررًا للخيانة أو لتقبلها!



أصبح الترند مهما كان بعيدًا عنا وعن مجتمعنا.. يؤثر فينا تأثيرًا كبيرًا، يصل لحد التشاحن والجدال فيما بيننا، ولا يعى الرجل أنه ليس «بيكيه» ولا أنت يا سيدتى «شاكيرا» فأين الصلة ولمَا الفرحة؟!

فى حين أن هذا الذى أصبح«ترند» هنا على صفحات التواصل ما هو إلا خبر عادى عابر فى الولايات المتحدة الأمريكية ومتابعة للحدث مما تلى الخيانة من إجراءات للطلاق وتوزيع ممتلكاتهما وما إلى ذلك من إجراءات.

وهذه المتابعة لأنهما مشهوران ومرتبطان منذ فترة، وأما عن ردود أفعال الأمريكان نفسهم، فهم فى غاية الحزن من هذا الخبر، وكيف انتهت قصة الحب نهاية حزينة بهذا الشكل، لا وجدنا رجلاً يقارن نفسه باللاعب بيكيه ولا امرأة تقارن نفسها بشاكيرا وتعبر عن فرحتها بأنها وقعت فى تلك الأزمة، ولم تجد رجلاً ينشر «بوست» ويرسله لزوجته ويقولها لها: «عشان ما تبقيش تزعلى على نفسك»!

تقول الدكتورة نادية رضوان أستاذ علم الاجتماع تعليقاً على ردود الأفعال على مواقع التواصل أن كل إنسان ينظر بمنظوره والحقيقة هذه ليست الحالة الأولى التى يتم  خيانة مشهور لزوجته، هذه ظاهرة إنسانية، وهناك أيضًا سيدات يخن أزواجهن ومشهورات  أيضًا.

المشكلة أن كل شىء ليس له قيمة أو فائدة، أو انفجار أو حتى إضافة.. أصبح الشغل الشاغل لأغلب الناس!

ففى الخارج لا يهتم الناس أبدًا بتلك التفاهات لأن ليس لديه الوقت ليضيعه.. إما إن يعمل أو لا يجد ما يأكله!

لكن نحن، عيوننا دائما على الآخر، لا نهتم بحياتنا ولا مستقبلنا والحقيقة، هذا مؤشر أن هذه النوعية من البشر ستظل دائماً فى آخر الطابور!

وهذا الفرح والشماتة ما هو إلا نوع من الحقد والغيرة!

وعندما سألتها عن علاج أو حل لتلك الظاهرة.. قالت رضوان: هذا الشعب يحتاج للتعليم، فى صغرنا كانوا يعلموننا من خلال دروس المطالعة عدم الكذب، عدم الطمع، عدم إيذاء الآخر، فتظل تلك المبادئ راسخة بداخلنا وهذا ما نحتاجه لخلق جيل جديد يهتم بما هو مهم ومحترم وما يخصه فقط.

ثم تطرقت الدكتورة رضوان للتحدث عن آخر ترند وهو فتاة كفر الدوار التى لم تر أو تفهم لما كل هذا الهجوم عليها؟! هل طلبت ما يشين؟!

ولكن نحن شعب ازدواجى يبدع فى ارتداء الأقنعة والمفروض نهتم بتنمية الأمانة بداخلنا حتى نكون أمناء فى إبداء رأينا على السوشيال ميديا.

فى حين ترى الدكتورة شيرين الدرديرى «استشارى الصحة النفسية وأستاذ علم السلوك» أن المجتمع أصبح يهتم بالترند بدلا من القضايا المهمة!

حتى الأمهات أصبحت اهتماماتهن تافهة! ولماذا أنت كسيدة متزوجة وأم تنشرين هذا الكلام مثل: «كلنا بنتخان حتى شاكيرا» أو غيره وتحبطى البنات المقبلات على الزواج؟! هذه مشكلة كبيرة فى مجتمعنا الآن.. البنات خايفة والشباب مش لاقى!

الخيانة نفسها ليست جديدة، لكن التشهير بها والحكايات فى كل الصفحات تجعل البنات يخفن من التجربة، فى حين أن كل واحد له تجربته وشخصيته، لماذا تفرضن تجربتكن على غيركن وتتسببن فى مأساة؟!

فكرة فرحة السيدات بخيانة «بيكيه» لـ«شاكيرا» هى ميكانيزميات الدفاع تقوم بها المرأة لنفسها وتعزيز ثقتها!