الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

كيف مر «الحفيـد» على المسـرح القومـى؟

لقطة من مشهد استعراضى بمسرحية الحفيد يجمع لوسى وتامر فرج
لقطة من مشهد استعراضى بمسرحية الحفيد يجمع لوسى وتامر فرج

يشهد المسرح القومى مؤخرًا، عرض «الحفيد» أحد أبرز النصوص الأدبية الناجحة بسينما الستينيات والسبعينيات، والمأخوذة عن رواية الأديب عبدالحميد جودة السحار، من بطولة لوسى وتامر فرج وعابد عنانى، ويعدها ويخرجها للمسرح يوسف المنصور.



«الورق والمخرج الشاطر السبب فى عودتى للمسرح».. هكذا تستهل النجمة لوسى وصفها لما جذبها لتقديم مسرحية «الحفيد» بعد غياب عن خشبة المسرح لما يزيد على 15 عامًا تقريبًا، فى حديثها الخاص لـ «صباح الخير»، مضيفة أنها ذهبت لمشاهدة مسرحيته «أفراح القبة» التى قدمها قبل خوضه هذه التجربة الجديدة.

عودة لوسى

تقول: «يوسف المنصور لايزال فى بدايته؛ لكنه موهوب وذكى، أعجبت بعرضه «أفراح القبة»، رأيت فيه قدراته التمثيلية وأقنعته بذلك بجانب الإخراج، فهو يجسد شخصية ابنى الصغير فى «الحفيد»، يعيبه بعض العصبية لكننى أعذره لإدراكى لحجم المسئولية التى يتحملها بهذا العمل المهم على خشبة المسرح ذات التاريخ العريق».

تشير إلى أنها دومًا ما تميل لمواجهة الأمور بـ«هدوء»، خاصة أنها مازالت بـ«تترعب» من الوقوف على خشبة المسرح، ومن كل دور تجسده سواء فى السينما والدراما، مفسرة: «أقلق لأننى أعمل حسابًا للجمهور وأتمنى دومًا أن أكون عند حسن ظنهم، لكننى أتوكل على الله، وأعتاد ذكر الله بين المشاهد ليقوينى».  

يضم «الحفيد» أيضًا مجموعة من المواهب التمثيلية الشابة، وبسؤالها عن رأيها فى بعض الآراء التى تميل لـ«عدم التزام» الكثير من أبناء الجيل الجديد بالمقارنة مع رواد المسرح، تقول: «ليس كلهم. المشتركون فى «الحفيد» شباب من المعهد، سعيدة بموهبتهم للغاية، ومن واجبى تقديم النصائح لهم إذا تطلّب الأمر، فنتيجة العرض الجيد ستعود علينا جميعًا».

تطل لوسى على جمهور «الحفيد» بدور «زينب» الذى جسدته فى السينما النجمتان «كريمة مختار» و«تحية كاريوكا»؛ مؤدية بعض العروض الاستعراضية بجانب التمثيل، وبسؤالها عن الأزياء وقدر ملاءمتها مع المراحل الزمنية المختلفة، تجيب أنها فضلت اختيار كل هذه الملابس بنفسها، أمّا سبب رشاقتها فيعود لاهتمامها بالمواظبة على الأكل الصحى و«التمشية» ضمن روتينها اليومى.

عن تحضيرها لـ «الحفيد» توضح أنها استغرقت 10 أشهر فى الاستعداد لـ «بروفة» العرض، لافتة إلى أنها كانت تبتعد عن مشاهدة فيلمى «الحفيد» و«أم العروسة» خلال هذه الفترة، كما ترفض المقارنة معهما؛ مشيرة إلى أن هناك اقتباس أجزاء من الفصول، لكن المعالجة الدرامية والحالة مختلفة بالمسرح.

تتابع موضحة: «نناقش فكرة المقارنة فى المسرحية وسيلاحظ الجمهور ذلك مع المشاهدة، ولا أحبذها الحقيقة؛ لأننى لن أكون كريمة مختار أو تحية كاريوكا، فكل له بصمته الخاصة فى أعماله التى لا مثيل لها، وهكذا الحال لعبد الحليم وأم كلثوم والسنباطى والجيل الذى يليه».

كوميديا جادة

يقدم «الحفيد» حالة من الصراع بين الماضى والحاضر بسبب اختلاف الأجيال، مع إلقاء الضوء على سلبية نتائج تحكمات الأهل فى قرارات ومصائر أبنائهم، وذلك فى إطار من الكوميديا بشكل درامى استعراضى، موضحًا التباين بين زمن التسعينيات والألفينات باستخدام الإضاءة واختلاف الأزياء المناسبة لكل عصر.

المفردات المستخدمة على ألسنة الأبطال توضح رغبة صناعه فى تقديم عرض مسرحى معاصر، كذلك المواقف الدرامية الجادة والتى لا تخلو من كوميديا الموقف، لذا توجهنا بالسؤال لـ يوسف المنصور، من أين جاءت هذه الرؤية تحديدًا فى تقديم معالجة تدمج بين فيلمى «أم العروسة» و«الحفيد»؟

يقول فى حديثه لـ«صباح الخير»: «شغلتنى الفكرة منذ فترة طويلة، كنت أتمنى تقديم عمل كوميدى يتناول قضايا مهمة، يجمع بين العناصر التجارية والفنية، بعيدًا عن السطحية أو الارتجال العشوائى أو الابتذال، وهذه الحالة راودتنى عند قراءة الروايتين للأستاذ عبد الحميد جودة السحار».

يضيف: «هذه النصوص ألهمتنى بسؤال: ماذا لو كل هؤلاء الأبناء أصبحوا هكذا..؟، ومن ثمً بدأت تتوالى التساؤلات عما كانوا عليه قبل أحداث الرواية وبعدها. ومن هنا قررت المحافظة على قالب اللايت كوميدى بجانب التتابع الدرامى غير التقليدى والذى يأتى من منطق الأسباب ونتائجها».

اختلاف الأزمنة

يصف ضبط الإيقاع السريع للعرض وسط التتابع الزمنى بين الماضى فى الثمانينيات والحاضر بـ«الأصعب»، قائلاً: «هذا التكنيك صعب للغاية على مستوى التنفيذ، يمكن فى الكتابة شبيه بالكتابة السينمائية، لكن على خشبة المسرح أكثر تعقيدًا بالنسبة لفريق العمل ككل بمن فيهم الممثلون؛ فالمحافظة على الشعور والإحساس أكثر إرهاقًا فى «اللايف» بالمقارنة للاستعداد لتصوير هذه المشاهد لشاشة السينما أو التليفزيون».

وعلى صعيد آخر، واجه «المنصور» صعوبة إضافية فى التوازن بين مسئولياته كمخرج وممثل فى «الحفيد»، موضحًا: «مرهق للغاية، حاولت لفترة طويلة أراقب الشخصية من الخارج بعين المخرج؛ لملاحظة خطوط حركاتها مثلما أتعامل مع بقية الشخصيات، ثم أحاول أتناسى ذلك مع صعودى على خشبة المسرح لتقديم الدور».

أمًا تسكين الأدوار وسبب اختياره لـ «لوسى» و«عنانى» و«فرج»، فيقول إن الأولى إضافة لأى عمل لأنها فنانة شاملة؛ عندها قدرة على الرقص والغناء والتمثيل، وناضجة فنيًا ولديها وعى كبير، والثانى كان أهم وأول اقتراح لدور «سامى» يمتلك نضجًا مميزًا، فيما أن الثالث يراه يمتلك روحًا مختلفة، عنده قدرة اللعب على وتر حساس بين الدراما والكوميدى، أداء منضبط بين اللونين المختلفين، فهو ممثل من طراز خاص يستطيع تقديم المنطقتين بهدوء وانسيابية.