الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
سمير صبرى وحكايات العمر كله

سمير صبرى وحكايات العمر كله

أغنى سمير صبرى فنه ومواهبه المتعددة بعشقه للحياة فأحبه الناس مذيعًا وممثلًا ومغنيًا، أطلق عليه يوسف إدريس لقب «أمير البهجة»، ورآه خيرى شلبى «صديق الكاميرا» أما أنيس منصور فقد قال عن سمير صبرى أنه «سفير الحب»، بينما وصفته اليزابيث تايلور بأنه سفير الفن، وأراه عاشقا للحياة، فقد عرف سرها الذى وجده فى كل معنى جميل فيقول: «من خلال رحلتى فى الحياة تعلمت أن الحب هو منبع كل جميل وكريم وعظيم ومن خلال تعاليم الحب تعلمت الحياة»، وفى كتابه «حكايات العمر كله» الذى نشرته الدار المصرية اللبنانية قبل عامين تقرأ سيرته الذاتية التى صوَّر فيها مشواره الإعلامى والفنى، وحياته التى عرف فيها رموز الفن والعطاء، وما أداره معهم من حوارات وما تعلمه من خبرات فهو يذكر أسئلة أستاذه فى كلية فيكتوريا والتى كان يلقيها على طلابه كل صباح: «هل استطعت إسعاد أحد أمس؟، هل أدخلت البهجة على أحد؟».



ويجيب سمير صبرى: «لقد ظلت هذه التعاليم هى منهج حياتى الخاصة والعامة»، البهجة والطاقة الإيجابية جذبتا إليه المستمعين والمشاهدين فكنت أحرص على سماع برنامجه «ذكرياتى» كل ثلاثاء على إذاعة الأغانى، كان الحب هو ضيفه الأول فيحتفى بكبار الفنانين والمبدعين فى حوارات إنسانية عميقة مشفوعة بأغنيات عذبة تبهج القلوب.

بدأ سمير صبرى رحلته مع الفن طفلًا فقد غنى مع المجموعة فى فيلم لعبدالحليم حافظ الذى قدمه إلى لبنى عبدالعزيز التى كانت تقدم برنامج «ركن الطفل»  فى إذاعة البرنامج الأوروبى، وبعد أن أتم دراسته بكلية الآداب.. بجامعة الإسكندرية عاد إلى القاهرة ليبدأ رحلة الفن والعطاء، وكان برنامج «النادى الدولى» أول برنامج «توك شو» فى مصر والعالم العربى فقد تحول من برنامج إذاعى إلى برنامج تليفزيونى عام 1973، وقد سَجَّل فيه حوارات مع أهم الشخصيات المصرية والعربية والعالمية، واستمر البرنامج لمدة تسع سنوات، ويقول عنه سمير صبرى فى كتابه: «لقد سجلت أحلى لقاءات فى حياتى الإعلامية مع أبطال مصر من الجنود، وكانت أغنيات النصر يتم تسجيلها فى استوديو 46، ثم تصَّور فى استوديو آخر ثم تذاع فى برنامجه «النادى الدولى»، ومن هذه الأغنيات الرائعة «يا حبيبتى يا مصر»، و«عاش اللى قال»، و«ع الربابة»، و«مصر هى أمى».

وعشق فن السينما فقدم أكثر من مائة وثلاثين دورًا مختلفًا بين الكوميديا والدراما، كما أنتج عشرين فيلمًا، حصل على الدكتوراه من جامعة إكسفورد عن «أثر السينما المصرية على المجتمعات العربية من 1940 - 1980». وداعًا سمير صبرى، سيظل كتابك «حكايات العمر كله» من أجمل ما كُتب فى محبة الفن والحياة.