الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

سـيف الدندراوى لا يشبـهنى.. والعمل ليس موجها للمرأة فقط

شريف سلامة: «فاتن أمل حربى» جرس إنذار

لكل فنان مرحلة ما فى تاريخه تؤكد أنه قادر على لعب كل أنواع الشخصيات وكسر كل الصور الذهنية النمطية عنه، وهذا ما حدث مع الفنان شريف سلامة فى مسلسل «فاتن أمل حربى». فبالرغم من حالة النفور من شخص سيف الدندراوى وأفعاله تجاه زوجته وأطفاله فى المسلسل، فإننا توقفنا أمام موهبة كبيرة لفنان من حرفيته جعلنا ننسى هويته أثناء متابعة العمل.



 

تحدى شريف سلامة لم يكن سهلًا بالمرة، لكنه نجح فيه وبجدارة، فهو فنان متأن فى خطواته، ويترك بصمته فى أى عمل، لأنه يدرك جيدًا أن المعادلة الناجحة بالكيف وليست بالكم.

عن موقفه من ردود الفعل على المسلسل بعد انتهاء الموسم الرمضانى، وتفاصيل القضايا الاجتماعية الشائكة التى تناولها العمل، وأسباب مشاركته فى المسلسل منذ البداية، كان لمجلة «صباح الخير» هذا الحوار مع الفنان شريف سلامة.

كيف استقبلت ردود الفعل حول شخصية سيف الدندراوى؟

- تفاجأت بردود الفعل القوية منذ الحلقة الأولى، فلم أتخيل كل هذا الهجوم عليّ بشكل شخصى، إلا أن هذا يعد نجاحا بالطبع لى ولفريق العمل بأننا استطعنا أن نجعل الجمهور يتفاعل معنا ويصدقنا. صحيح إن الجمهور أصبح يخلط بين شخصية شريف الحقيقية وبين سيف الدندراوى، ولكن هذا أسعدنى فى كل الأحوال، لأن «الناس صدقت الشخصية وهذا هو هدفى بالتأكيد». أيضًا تلقيت اتصالات كثيرة من الأصدقاء والعاملين بالوسط الفنى الذين أشادوا بالدور وبالعمل ككل.

أحد أهم ردود الأفعال تلك كان بيان المجلس القومى للمرأة حول الولاية التعليمية.. كيف تابعت هذا القرار بعد عرض الحلقات الأولى؟

- الفنان يكون فى منتهى السعادة عندما يقدم عملًا هادفًا محترمًا، خاصة عندما يكون له دور كبير فى التغيير والتأثير،وهى بالتأكيد مسئولية كبيرة والنجاح فيها شرف كبير للفنان.

هل كان هناك تحدٍ ما أمامك قبل بدء التصوير؟

- كل الأدوار التى ألعبها فى أغلب الوقت تكون مختلفة عنى تماما، وهذا تحدٍ فى حد ذاته، وسيف كان مختلفًا. والتحدى كان أن أجعل الناس تُصدقه رغم أنه شخصية بعيدة عنى تمامًا وعن كل ما قدمته من قبل. وهذا لا ينفى كونه شخصية حقيقية وموجودة فى المجتمع، وبالتالى كان يهمنى أن تصل للناس بهذا الشكل وبهذه الواقعية وأن «يصدقوها».

المخرج محمد العدل صرح قبل عرض المسلسل بأن رهانه فى هذا العمل هو «شريف سلامة»..كيف عملت على تفاصيل هذه الشخصية؟

- محمد العدل مخرج متميز وصادق جدًا فى رؤيته وفي اختياراته و«فنان حقيقى». أما فيما يخص تفاصيل الشخصية فكل فنان يكون لديه مدرسة ومنهج يعتمده من مناهج التمثيل، وهى مسألة نسبية، فأنا أذهب للشخصية ولا أدعها تأتى إليّ، أدخل فى أدق تفاصيلها وأفكر فيها وفى كل حياتها حتى لغة جسدها، فأنا أشاهد الشخصية مثلى مثل المشاهد وأشعر بالدور وأتأثر به نفسيا وأملأ نفسى بكل تفاصيله إلى أن أكون هو. لذلك بمجرد أن أكون في موقع التصوير تصبح الأمور متروكة للموقف وكيفية تفاعل الشخصية معه.

هل سيف الدندراوى كان بمثابة خروج من الـsafe zone بالنسبة لنوعية الأدوار المعروضة عليك؟

- جزء كبير من سعادتى هو أن الناس تفاجأت بهذه الشخصية بشكل لم يتوقعوه،وهو ما يؤكد أننى قادر على لعب مليون شخصية غير متوقعة.

رغم مساوئ السوشيال ميديا إلا أن لها جانبا إيجابيا فى تسليط الضوء على القضايا المطروحة بالأعمال الفنية.. هل تتفق مع هذا الرأى؟

- السوشيال ميديا أداة مفيدة للدراما، وتقدم لها دعاية كبيرة ومهمة. وهذا ما تابعناه من خلال طرح قضية معاناة النساء وحقوقهن فى الولاية التعليمية وغيرها. وأعتقد أن هذا هو الجانب الإيجابى من مواقع التواصل، ألا وهو تسليط الضوء على الأعمال المهمة التى تناقش قضايا حقيقية تمس الناس.

ما أهمية طرح عمل يناقش قضايا المرأة ومعاناتها بشكل مباشر فى هذا التوقيت؟

- فى المطلق أى عمل يؤثر فى الصالح العام ويخدم الإنسانية هذا هو هدف العمل الفنى، وكذلك تقديم أى خطوة إيجابية وإلقاء الضوء على قضايا مهمة سواء بالنسبة للمرأة أو للإنسانية عموما. و«فاتن أمل حربى» من وجهة نظرى ليس موجها لقضايا المرأة فقط بل للمجتمع بشكل عام، لأنه إذا حصل أى حراك فى قوانين المرأة أو الولاية التعليمية على سبيل المثال، فهذا سيكون إفادة مجتمعية تنأى بنا عن لى ذراع الزوجين وغيرها من الأساليب المتبعة فى هذه الحالات كما شاهدنا. كما أنه سيقلل نسبة الطلاق لأن الرادع سيكون أقوى، وستكون فكرة الزواج من الأصل مدروسة بشكل أكبر مما يحدث الآن، فبعض الرجال يتعاملون مع الزواج من منظور سيف الدندراوى، من باب التجربة، لأنه يعلم أنه لن يخسر شيئًا، إذن هذا النوع من القضايا مفيد للإنسانية بشكل عام.

ما أصعب مشاهد المسلسل بالنسبة لك؟ 

- صعوبة سيف بالنسبة لى كانت فى حقيقة سيف. بمعنى أن أقدم سيف الدندراوى حقيقى كما هو، باستثناء هذا أنا داخل الشخصية وأفكر فى معطياتها التى تجعل الشخصية حية وحقيقية، أى أن الصعوبة فى المجمل بالنسبة لى فى كل المشاهد هى أن أكون سيف الدندراوى.

وهل كان هناك master sceneانتظرته لسيف الدندراوى؟

- العمل كله مهم ومشاهده مهمة، ولكن أستطيع القول إنه مشهد المواجهة بين سيف ووالدته.

كيف كانت تجربتك مع نيللى كريم؟

- نيللى ممثلة حساسة وواعية تماما وليست نمطية، ومن أجمل أنواع الممثلين الذين أفضل العمل معهم، فهى تفاجئك دومًا برد فعل ممثلة حية وليست ممثلة تحفظ الحوار فقط.

لذلك كنت منبهرًا بها على المستوى المهنى وأهتم بمتابعتها، لكنها أبهرتنى على المستوى الشخصى والإنسانى، فهى إنسانة هادئة ودؤوبة ومتفانية، وفعلا من أجمل الفنانات اللاتى تعاملت معهن.

كيف وجدت تجربة العمل الدرامى الأول للكاتب إبراهيم عيسى؟

- أستاذ إبراهيم عيسى من الكتّاب الذين أحترمهم للغايةوأحرص على متابعتهم، حيث تعجبنى طريقة طرحه للموضوعات. لذلك كنت سعيدًابمجرد وجود اسمه على العمل، وكان من أحد أهم عوامل قبولي للمسلسل، فأنا أحترمه جدا، وعندما قرأت السيناريو ووجدته عملًا هادفًا، قلت إنه يجب أن أشارك فيه وأن أكون جزءًا منه.

هل تتعمَّد التأنى فى اختياراتك الفنية؟

- اختياراتى تكون وفقا لقناعتى الشخصية واحترامى لجمهورى. وقد أنتظر لفترات طويلة حتى أجد الدور الملائم، وكنت أرفض أعمالًا كثيرة حتى أجد عملا يحترم فكر المشاهدين، لأن هذه هى مسئولية الفنان. أنا أذاكر وأجتهد والنجاح والتوفيق من الله.