السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

فى الذكرى الـ 40 لتحرير أرض الفيروز

سـيناء .. ملحمة التنمية ودحر الإرهاب

تمشيط كل شبر من أرض سيناء
تمشيط كل شبر من أرض سيناء

 معركة شرسة خاضها الجيش المصرى لتطهير سيناء من الإرهاب الأسود بعدة عمليات شاملة بذل فيها أبطال القوات المسلحة أرواحهم حتى يحافظوا على التراب والأرض التى استعادها جيل أكتوبر 73 قبل أربعة عقود، وها هى سيناء تتزين بحلى جديدة بعد القضاء على الإرهاب الذى هددها لسنوات، ويعود أهلها فى رفح ليستكملوا خطوات البناء والتنمية ضمن الخطة المتكاملة للدولة المصرية.



 

القضاء على بؤر الإرهاب
القضاء على بؤر الإرهاب

 

 

وبدأ أهالى القرى الحدودية فى نطاق مدينة رفح بمحافظة شمال سيناء، العودة إلى منازلهم بعد انتهاء القوات المسلحة من تطهير جميع المدن بنطاق المحافظة، وتمشيط وتطهير القرى من «دنس الإرهاب الأسود»، حتى خط الحدود الدولية الشرقية، وضمت تلك الجهود قرى المهدية، ونجع شبانة، وأبو مسافر، والمزحلف، والعجرا، والطايرة، وقوز أبو رعد.

وانتهت القوات المسلحة من تطهير وتفتيش كل متر من تلك القرى فى الأيام القليلة الماضية، بعد مغادرة أهالى القرى الحدودية لها، وانتقالهم للعيش فى مدن العريش والإسماعيلية والزقازيق والقاهرة وغيرها، لمنح القوات المسلحة الفرصة لاستخدام «القوة» فى مواجهة العناصر الإرهابية، دون أية مخاوف على الأهالى، وهو الأمر الذى تزايد فى فترات سابقة حتى استخدامهم كـ«دروع بشرية»، لإحباط عمليات «التطهير».

وارتكزت عملية التطهير على معلومات دقيقة وفرتها هيئة الاستخبارات العسكرية، بالتعاون مع أهالى قرى مدينة رفح، والمنطقة الموجودة جنوبها، بتنسيق كامل مع القوات المسلحة بنطاق محافظة شمال سيناء، لضمان ضبط العناصر التكفيرية، أو التعامل معها، دون الإضرار بالأبرياء من أهالى تلك القرى.

واستمرت أعمال التفتيش والمداهمات فى المناطق الصحراوية، لضمان تطهير شبه جزيرة سيناء من فلول الإرهاب، وحماية أهاليها من شرورهم، وذلك بالتزامن مع العمل على تحقيق مشروعات التنمية الشاملة، والتى تكفل لأهالى تلك القرى «الحياة الكريمة».

 

وأولى المناطق التى بدأ أهاليها فى التوافد عليها، قبل أيام قليلة من شهر رمضان والتى تبعد 2 كيلو متر فقط عن خط الحدود الدولية كانت قرية المهدية.

 

الرجالة فى سيناء
الرجالة فى سيناء

 

عدنا لبيوتنا

أكد أحد مشايخ قبيلة السواركة من سكان قرية «المهدية»: أن أهالى قرى مدينة رفح كانوا يعيشون فى حالة من اليأس والحزن الشديد، بسبب التنظيمات الإرهابية ووجودهم داخل قراهم، مع استخدام العنف والقوة معهم لإجبارهم على طاعتهم، مشيرًا إلى أن من يخالف رأيهم كانوا يصفونه بـ«المرتد»، ويعذبونه أمام الجميع أسوأ أنواع العذاب حتى الموت، ليرهبوا أهالى القرية، مثل ذبح البعض بحجج واهية، وإطلاق النيران على آخرين، وصولًا لاستخدام «الشنيور» فى قتل أهالى تلك القرى.

وأضاف: إن الإرهاب انتهى من قراهم، بعد ملاحم متتالية للتعاون بين أهالى سيناء والقوات المسلحة، وانتهت القوات المسلحة من تطهير قريتهم الحدودية قبل عدة أشهر، لكن لم يُسمح لهم بالعودة إليها، إلا بعد تمشيط كل متر فى القرية، للاطمئنان على عدم وجود فخاخ، أو متفجرات أو ألغام أو بقايا مخلفات الحرب معهم، والتى قد تضر الأهالى وأبنائهم.

ويواصل: مثلما بدأ أهالينا فى بناء قريتنا، سنبنيها، وسنعمر أراضينا، ونزرعها، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة والجهات المسئولة فى الدولة تواصلت معهم، وسيتم توفير كامل احتياجاتهم التنموية، لإصلاح ما دمره الإرهاب.

ويقول أحد أبناء قبيلة الرميلات، من سكان قرية المهدية الحدودية: إن السواد الأعظم من أهالى شبه جزيرة سيناء وطنيون، وأن «القبائل» تبرأت بشكل تام وكامل من «أى خائن ممن سعى للمال على حساب وطنه».

ويوضح أن ظهور الإرهابيين فى قرية المهدية، وتحولها لـ«بؤرة إرهابية» حدث فى يوم وليلة خلال عام 2013؛ حيث فوجئ أهالى القرية ذات صباح بوجود أشخاص أغراب عن القرية وقلة قليلة من الأهالى المتعاونين معهم، وبحوزتهم سيارات، وأعلام وسلاح، وهؤلاء التكفيريون كان بينهم أشخاص من سيناء، ومن الوادى، ومن فلسطين، وسوريا، وليبيا، وحتى دول غربية، موضحًا أن تلك التنظيمات كان بينها «أجانب كثر»، ما يعنى أن مصر كانت تُحارب ميليشيات مدعومة خططيًا واستخباراتيًا من الخارج، وليس مجرد أشخاص «معتادى إجرام»، أو ذوى فكر خرب فقط.

ويكشف ابن قبيلة الرميلات، أن الإرهابيين فخخوا عددًا كبيرًا من منازل قريتهم، حتى يتم تفجيرها سواء عن بُعد أو باستخدام ما يُعرف بـ«شراك خداعية»، مما فجر عددًا كبيرًا من منازل الأهالى.

من جانبه أضاف أحد أبناء قبيلة السواركة، والذى يعيش فى منطقة «الطايرة»، القريبة من الحدود المصرية الشرقية أن أهالى سيناء حاربوا الإرهاب جنبًا إلى جنب مع القوات المسلحة، حتى إذا اضطروا إلى مغادرة أراضيهم بسبب «العناصر الإرهابية» فإنهم واصلوا التواصل مع القوات المسلحة، وتوافقت القبائل السيناوية على منع دفن أي من أبنائهم المنتمين إلى التنظيمات الإرهابية فى مقابرهم، وعدم نسبه للقبيلة أو الأعراب عمومًا، بسبب الدمار والخراب الذى ألحقوه بقراهم.

 

أيادى الرجالة تطال كل المناطق فى سيناء
أيادى الرجالة تطال كل المناطق فى سيناء

 

مشروعات تنموية

فيما قال أحد أبناء نجع شبانة - القريبة من خط الحدود الدولية - صاحب الـ17 عامًا والعائد مؤخرًا لقريته برفح بعد تطهيرها من العناصر الإرهابية، أنهم غادروا منازلهم بإرادتهم فى ظل تواجد العناصر الإرهابية، بعد أن رفضت الغالبية العظمى التعاون معهم، لذا لجأ الإرهابيون لتخويف الأهالى، وتدمير منازلهم.

وأوضح أنهم لم يكونوا يحلمون بالعودة لأراضيهم مرة أخرى، لكن القوات المسلحة نجحت فى استرداد الأرض، بل ويجرى التنسيق لإطلاق حزمة كبيرة من المشروعات الخدمية والتنموية للقرية، ما سيكفل لأهالى القرية مصدر دخل وحياة كريمة بعيدًا عن أية أنشطة غير قانونية قد يسعى البعض لاستقطابهم إليها.

ويوضح أن قرى رفح على موعد مع منظومة «بنية تحتية» متكاملة، ورجال القوات المسلحة؛ حيث يجرى عمارة منازلهم، وتجديدها وحتى بناؤها حال تضررها بشكل كامل، كما يجرى رصف الطرق، وحفر آبار، مع السعى لتوفير المزيد من المشروعات فى الفترة المقبلة.

وعن الأنفاق بين «رفح»، وقطاع غزة، قال: إن الأهالى كانوا يبلغون القوات المسلحة عنها، وأى شىء سلبى يتم رصده، مضيفًا: «فى البداية كنت تستطيع أن تقول إن هناك 5 آلاف نفق أو يزيد، وهى الأنفاق التى (بوظت البلد)، عبر استخدامها لمرور السلاح والأفراد والعتاد وغيرها، حتى استطاعت القوات المسلحة  القضاء على خطرها جميعًا.

ويشدد أحد أهالى قرى رفح المُحررة من العناصر الإرهابية، على أنه لولا الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، وجهود القوات المسلحة، لم يكن الإرهابيون ليتركوا مدن وقرى شمال شرق سيناء التى حولوها لبؤرة لهم فى وقت سابق، موضحًا أنهم يجولون أراضيهم ليلًا ونهارًا حاليًا بدون خوف من التنظيمات والعناصر الإرهابية، كاشفًا عن أن القوات المسلحة توفر لهم حصصًا ومواد غذائية، وجميع احتياجاتهم المعيشية حتى يقضوا يومهم بـ«حياة كريمة».