الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
سمير فرج.. ومتعة فى عالم السياسة

سمير فرج.. ومتعة فى عالم السياسة

أشعر بزهو وفخر حينما أتحدث عن أستاذ ومعلم ومفكر، بل محلل استراتيجى وخبير عسكرى ورجل وطنى من طراز فريد، أستمع وأستمتع دائمًا بأحاديثه وتحليلاته سواء بالمقابلات الشخصية والتشرف بحضور هذه الفعاليات والأمسيات أو من خلال حواراته الإعلامية الشيقة فى كثير من القنوات، فهو ليس فقط رجلًا عسكريًا ومحاربًا عتيدًا، بل إنه أيضًا رجل إعلام ويعى معنى الكلمة ومدى تأثيرها.



له الفضل فى إنشاء الإعلام العسكرى فى قواتنا المسلحة، كما يرجع له تطوير الشئون المعنوية وغيرها من المسئوليات التى أوكلت إليه فهو رمز للنجاح الإدارى أينما كان وخير شاهد على ذلك دار الأوبرا المصرية ومحافظة الأقصر. وأحظى بشرف التعلم من خبراته، وحنكته الإدارية والعمل تحت رئاسته، فهو أبى الروحى الذى يوجهنى فى كثير من أمور حياتى ونصائحه دائمًا تصيب الهدف المرجو وتحقق ما ننشده.

إنه سيادة اللواء أركان حرب الدكتور سمير فرج والذى شرفت مؤخرًا بحضور ندوة أخرى تمت استضافته خلالها وتحدث مستفيضًا عن الأحوال السياسية الأخيرة والحرب الروسية الأوكرانية، وتأثير الأزمة الاقتصادية العالمية محليًا ودوليًا، وغيرها من القضايا الملحة.

فى الواقع إننا نحظى بعقول وطنية تنتمى للعسكرية المصرية لديهم الخبرة والقدرة على التحليل السياسى والاستراتيجى، لكن دكتور سمير فرج يتميز عن غيره بقدرته على الإقناع وتوصيل المعلومة بسهولة ويسر لشرائح مجتمعية مختلفة وثقافات مغايرة.

كما أن قدرته على استشراف الأحداث المستقبلية وتوقعها ووضع سيناريوهات بديلة، وأخرى فى حالة تأهب لرد الفعل تجعل من أفكاره وتحليلاته رؤية ثاقبة تخلق حالة من المصداقية والتفاعل مع كل ما يطرحه, وفى لقائه الأخير تحدث عن جيبوتى وما تمثله من منطقة حيوية واستراتيجية، وأكد على زيارة سيادة الرئيس لها وما تمثله تلك الزيارة، بينما لم يلتفت لها الكثيرون ولأهميتها الاستراتيجية وتأمين شريان البحر الأحمر عسكريًا، باتفاقات أبرمها الرئيس السيسى لها توازنها الدولى واعتباراتها الإقليمية، فعودة السيادة فى هذه المنطقة تستحق كل تقدير لما تبذله القيادة السياسية على كل الأصعدة. كذلك أشار لنقاط عديدة أتوقف عند بعضها فعقيدة الجندى المصرى أذهلت العالم وكانت سببًا فى تغيير أشكال الحروب. كما أشار لما تعلمه فى إنجلترا من أساليب حديثة وتطرق لضرورة معرفة متى ستنتهى الحرب، فدائمًا نعرف موعد البداية، لكن ينبغى للعسكرى تحديد توقيت النهاية، وهو أمر واجب استراتيجيًا.

أما عن ديمقراطية التخطيط ودقة التنفيذ فهى أيضًا من الاعتبارات التى ينتهجها العسكريون وبالأخص القائد المغوار حتى يصل لمبتغاه ويتحمل نتيجة قراراته التى يجب أن تكون مدروسة بالشكل الأمثل.

لم يترك فرج موضوعًا يتعلق بالشأن المحلى أو الإقليمى أو العالمى فى الآونة الأخيرة إلا وتطرق له مرورًا بأهم الذكريات التى تمس وطنيتنا بعودة الأرض والعرض واستعادة الكرامة بتحرير سيناء ونصر أكتوبر المجيد وعودة طابا، والحروب الحديثة والبيولوجية وتأثير السوشيال ميديا وغير ذلك.

وكان الحضور عالى المستوى من العقول المفكرة والشخصيات العسكرية والوطنية الذين تفاعلوا بأسئلتهم ووجهات نظرهم، ما أثرى الحوار وجعله متعة حقيقية فى عالم السياسة.