السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

المؤهل ولاّ الفلوس؟!

يختلف نجوم كرة القدم فى قراراتهم الخاصة بالحصول على مؤهل دراسى بجانب احترافه للعبة كرة القدم، وبين من يفضل تجذبه أضواء الشهرة والمال فيقرر بمحض إرادته وضع المؤهل الدراسى فى المرتبة الثانية أو الثالثة أو حتى الأخيرة من اهتماماتهم.. بعضهم اعتبر ذلك قرارًا صائبًا، وآخرون ندموا على تلك الخطوة.



«صباح الخير» رصدت أسماء بعض نجوم كرة القدم الذين قرروا الابتعاد عن التعليم بمحض إرادتهم، فحصل محمود شيكابالا نجم الزمالك على الشهادة الإعدادية، بينما رسب رمضان صبحى فى اختبار الثانوية العامة مرتين ثم تجاوزها بمجموع 61 %، ونال الثنائى السيد حمدى وعمرو زكى «دبلوم الصنايع»، فيما استطاع النجم المحترف السابق أحمد حسن الحصول على الثانوية الأزهرية.

بينما واصل شريف إكرامى نجم الأهلى السابق ونادى بيراميدز، دراسته الجامعية وحصل على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية، وحصل مدير المنتخب المصرى الأول لكرة القدم وائل جمعة على ليسانس الآداب فى اللغة الإنجليزية، وتجاوز نجم الزمالك أحمد عبدالله، بكالوريوس الطب بنجاح، أما النجم المصرى محمد صلاح فحصل على شهادة معهد الدراسات المتطورة قبل أن يبدأ مرحلته الاحترافية فى أوروبا.

الدكتور عبدالمنعم عمارة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة الأسبق، روى لمجلة «صباح الخير» تجربته عن علاقة التعليم بنجوم كرة القدم، حيث قال: «عندما كنت صغيرًا لاحظ المسئولون داخل النادى الإسماعيلى موهبتى، وكنت سأواصل اللعب والانضمام إلى الفريق الأول، لكن أسرتى رفضت».

ويوضح «عمارة» أن هناك فارقًا كبيرًا جدًا بين التعليم والثقافة فهناك عدد كبير من اللاعبين لم يحصلوا على قدر كبير من التعليم، ولكن اعتمدوا على أنفسهم فى نيل قدر كبير من الثقافة فتجدهم أمام شاشات التلفاز يتحدثون بلباقة شديدة ولديهم ذهن يعمل باستمرار للخروج من المواقف بأقل الأضرار.

وقال عمارة: إن أغلب النجوم فى أوروبا أمثال ليونيل ميسى أو كريستيانو رونالدو وغيرهم من الأسماء الشهيرة لم يحصلوا على المؤهل الجامعى، ولكن القدر المناسب من التعليم، بينما لم يتركوا أنفسهم للسير وراء الأموال فقط، بل ذهبوا إلى تنمية مهاراتهم الذهنية واكتساب المعرفة اللازمة لصناعة شخصية جذابة قد تخفى عدم قدرتهم على نيل المؤهل الجامعى.. وحاليًا يمكن للكثير من الرياضيين الدراسة «أونلاين» وحضور محاضرات أمام شاشات الكمبيوتر، وهو ما لم يكن متوافرًا فى الماضى.

 

 

 

وأشار عمارة إلى أن النجم المصرى محمد صلاح يعمل باستمرار على اكتساب قدر كبير من الثقافة من خلال القراءة والاطلاع، لذلك فهو يسير بخطوات ثابتة فى عالم الاحتراف، وذلك بجانب موهبته التى ساهمت فى استمراره داخل قارة أوروبا منذ فترة طويلة.

واستكمل عمارة حديثه بأن هناك الكثير من اللاعبين المميزين والمهاريين ذهبوا إلى أوروبا وفشلوا رغم موهبتهم الكبيرة فى عالم كرة القدم، لكنهم لم يتأقلموا بسبب ضعف التعليم والثقافة وعدم القدرة على الالتزام بالنظام الاحترافى الصارم الذى يضع مسئوليات كبيرة على الجميع من خلال النظام الغذائى وعدد ساعات النوم والحضور بانتظام إلى مقرات التدريب والالتزام بالسلوك الحضارى داخل الملعب وخارجه لأنهم لو كانوا قد خططوا لحياتهم بشكل أفضل لما سقطوا فى هذا الفخ وحتما يلعب التعليم دورًا كبيرًا فى التخطيط السليم للمستقبل.

ويشدد فتحى مبروك المدير الفنى الأسبق للنادى الأهلى على أن الكثير من اللاعبين الصغار حين يذهبون إلى الأندية الكبرى يغيبون عن المدارس التابعين لها ويتعاملون مع الغياب عبر الخطابات التى يحصلون عليها من أنديتهم بأنهم مرتبطون بمباريات أو بطولات داخل أو خارج مصر، ولكن الأمر مختلف بالنسبة للتعليم الجامعى الذى يستوجب على الطالب الحضور والانتظام والمذاكرة كى يتجاوزه، وهو ما يمثل صعوبة للاعبين المحترفين فى التوقيت الحالى.

وأوضح «مبروك» أن اللاعبين يخوضون مباريات كثيرة ومعسكرات واستعدادات للمنتخب الوطنى، ثم يؤجلون خطوة التعليم إلى بعد ذلك.. ولكن على سبيل المثال لو افترضنا أن لاعبًا يوازن بين حياته الاحترافية ونجح فى الحصول على بكالوريوس الطب فستجده على الفور يجيد التعامل مع زملائه سواء فى التدخلات أو الإصابات وسيبدأ فى توجيههم بأن بعض الالتحامات غير المحسوبة قد تضر بهم وبزملائهم وكيفية التعامل مع الإصابات بمختلف أنواعها ومتى يجب على اللاعب طلب الاستبدال وعدم التحامل على إصابته لأنها فى مكان خطير.. فيكفى أن لاعبًا واحدًا يمكنه التأثير فى فريق بأكمله.. فالتعليم من أهم خطوات نجاح كرة القدم وخاصة لدى اللاعبين الذين يبذلون مجهودًا كبيرًا لنيل المؤهل الدراسى فى عالم الاحتراف.