الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
أسبوع إجازة من الإنترنت!

أسبوع إجازة من الإنترنت!

ماذا يحدث لو قررت الابتعاد عن الإنترنت.. فى إجازة قصيرة، مدتها أسبوع واحد؟!



كان هذا موضوع دراسة علمية قام بها باحثون من جامعة «باث» البريطانية، بقيادة الدكتور «جيف لامبرت»، من كلية الطب. 

ونشرت نتائجها فى مجلة طبية متخصصة فيما يطلق عليه «سايبرسايكولوجى» أى الصحة النفسية لمستخدمى الإنترنت.

وخلال الدراسة خضع 154 متطوعًا فى أعمار بين 18 وحتى 72 سنة ممن يتعاملون مع مواقع السوشيال ميديا عبر الإنترنت يوميًا بمتوسط 8 ساعات كل يوم، وطلب منهم إما مواصلة ما يفعلونه كل يوم، أو الحصول على إجازة لمدة أسبوع.

 

وبالنسبة لمن قرروا التمتع بالإجازة، كشفت الدراسة أن متوسط تحسّن الحالة الصحية العامة ارتفع لديهم بنسبة 19 % من 46 إلى 55 درجة وفق مقياس الصحة العقلية السائد.

بئر الاكتئاب

من جهة أخرى هبط مستوى الشعور بالاكتئاب لديهم بنسبة 35 % من 7.56 إلى 4.84 درجة من مقياس يبدأ من صفر- 4 وينتهى عند 5-9 درجة التى تعنى «الاكتئاب الشديد»، وهذا يعنى أن البعد عن الإنترنت والسوشيال ميديا لمدة أسبوع واحد فقط يمكن أن يحمى الإنسان من الوقوع فى بئر الاكتئاب الشديد.

وماذا عن القلق؟..

هبط معدل الشعور بالقلق لدى المتطوعين، بنسبة 35 % وفق المقياس العام للقلق المرضى.

والطريف فى الأمر أن المجموعة من المتطوعين الخاضعين لهذه الدراسة الطبية، التى قررت مواصلة روتينها اليومى مع الإنترنت والسوشيال ميديا، وعدم أخذ إجازة، تحسنت أحوالها بنسبة بسيطة جدًا مقارنة مع من حصلوا على سبعة أيام إجازة بعيدًا عن الإنترنت.

وقال الدكتور «لامبرت» المشرف على الدراسة: 

الكثير منا يندمجون يوميًا فى التواصل ومتابعة السوشيال ميديا بطريقة الإدمان بحيث يمارسونها دون الانتباه أو التفكير، طوال اليوم، منذ اللحظة التى نفتح فيهاعيوننا فى الصباح وحتى نغمضها ليلاً لننام، ونحن نعلم أن استخدام السوشيال ميديا يتزايد، ولهذا فهناك اهتمام بالغ وتوجس من تأثير ذلك الإدمان على الصحة العقلية والنفسية للمدمنين عليها. وبهذه الدراسة نريد أن نرى إن كان مجرد الابتعاد عن الإنترنت والسوشيال ميديا لمدة أسبوع، يعود بالفوائد على الصحة العقلية والنفسية لمدمنيها.

 

 

 

الإجازة ضرورية.. ومفيدة

ويضيف: بالطبع السوشيال ميديا أصبحت جزءًا من حياتنا، وبالنسبة للكثيرين هى جزء لا يمكن الاستغناء عنه ويعبر عن شخصيتهم ومن يكونون، وكيف يتفاعلون مع الآخرين، لكن لو كنت تستهلك الساعات كل يوم أمام شاشة الكمبيوتر لمتابعة مواقع السوشيال ميديا، والانغماس فى اتصالاتها، وتشعر أن هذا تترتب عليه آثار سيئة تضر بصحتك النفسية والعقلية والبدنية، فقد يكون من المفيد أن تأخذ إجازة من كل هذا.. لمدة أسبوع لترى إن كان ذلك يساعد.

عدد من يستخدمون السوشيال ميديا تزايد بسرعة فى السنوات الأخيرة، وفى عام 2011 قال حوالى 45 % من البريطانيين إنهم يستخدمون المواقع ومنصات التواصل، وقد ارتفع العدد بنسبة 71 % فى العام الماضى، وبين المجموعات العمرية من سن 16 إلى 44 يستخدم 97 % منهم وسائل التواصل الاجتماعى الإلكترونية التى نسميها «سوشيال ميديا».

والنتيجة العامة للدراسة هى أن الحصول على إجازات من الإنترنت من وقت لآخر، يحسن الصحة العامة ويخفف كثيرًا من مشاعر القلق والاكتئاب.. ويرتقى بالصحة العقلية والنفسية بصفة عامة، فلماذا لا نبادر إلى الفوز بإجازة أسبوع من الإنترنت؟!

الوصايا العشر  

بالمناسبة قدمت إحدى الصحف البريطانية فى مجلتها الأسبوعية عشر وصايا لمدمنى الإنترنت والسوشيال ميديا نختار منها:

تعامل بحذر مع المواقع التى تستفيد من اهتمامك بها، وتحقق من كل محتوياتها.

ارصد كم من الوقت تمضيه فى زيارة مواقع السوشيال ميديا كل يوم، ثم فى أسبوع، اضرب مدة الأسبوع فى 52 تعرف كم من عمرك مضى أمام شاشة الإنترنت، كيف تنظر لكل هذا الوقت؟ماذا لو أتيح لك استعادة كل هذا الوقت من عمرك؟..

كم من الوقت يمكن أن يمر قبل أن تزور موقع السوشيال ميديا المفضل عندك؟.. تحدّ نفسك بأن تكون أكثر انضباطًا، حاول القيام بنشاط آخر، قبل أن تفتح الموقع اليوم. 

ابتعد عن المنصة التى تبلغك بعدد من تابعوك أو راقبوا نشاطك الإلكترونى، فأنت لست فى حاجة لأن تعرف، وهم قد يزيدون من شعورك بعدم الأمان.

تذكر أن السوشيال ميديا يمكن أن تتسبب فى تضخيم مشاعرك السلبية، لذا عليك أن تستعملها عندما تكون فى حالة شعور بالثقة فى نفسك والسعادة.

حاول أن تعيش حياتك.. تستمع بالصحبة والأهل والأصدقاء والهوايات والرياضة والنزهة، بعيدًا عن الاستغراق فى السوشيال ميديا كل يوم لساعات وساعات تضيع من حياتك الحقيقية.