الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
ولادك يـا بـلــــــدى

ولادك يـا بـلــــــدى

عادتهم ولا هيشتروها؟!. 



استغلال المناسبات.. وانتهاز الفرص لضرب الفرحة فى الأعياد والمناسبات. 

لكن فى مواجهة أفاعى الإرهاب، يقف ولادك يا بلدى.. رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه منهم من قضى نحبه.. ومنهم من ينتظر.. وما بدّلوا تبديلاً. 

من وراء محاولات ضرب الفرحة.. تستهدف أفاعى الإرهاب ضرب التنمية.. أو تهديدها.. أو تعطيلها.. أو الفت فى عضد شعب يسير للأمام بقوة.. وبقدرة.

 بقوة واقتدار أزاح المصريون الإخوان من الحكم. كان شعار الجماعة: «يا نحكمكم يا نقتلكم».

 

يثق المصريون تمام الثقة وأعظمها.. أنه لا قائمة للإرهاب فى وجود جيش قادر.. وقيادة سياسية وضعت رأسها على كفها.. لانتزاع ثعبان أرقط كان قد دفن نفسه فى الرمال.. ولون رأسه بألوان الطيف فى محاولات خداع.  لم تنطل الخدعة.. ولم تستمر اللعبة. 

ولما انكشف الثعبان، وأمسك به عبدالفتاح السيسى من ذيله، وعلقه فى الهواء.. كان أن أطلق الثعبان النيران من فمه.. والسموم من أضراسه عشوائيًا.. ثم خرج على شاشات ممولة يدعى المظلومية.. بدموع ملوثة بالدماء والآثام.. والخطايا.. والكبائر. 

مهما كانت محاولات الغدر.. أو أضغاث أحلام أصحاب الذقون.. فإن هذا بلد يقف على بواباته رجال لا يعرفون إلا الله.. ثم الوطن. 

وفى بيوت ذلك البلد.. وفى شوارعه.. وفى حواريه يوقنون أن ذيول الثعابين، تتلوى أحيانًا ذات اليمين.. وذات اليسار بعد رءوس مقطوعة علقها المصريون تحت صورة كل شهيد.. فى كل بيت. 

 

 

 

(1)

لا الإرهاب ممكن أن يوهن العزيمة، ولا شراذم موجات سموم الثعابين ممكن أن تحيد بنا أو تحيلنا عن الطريق السليم. 

لما استدعى المصريون عبدالفتاح السيسى لإزاحة تيار الظلام.. لم يكن كثيرون يدرون أن تيارات الظلام كما « ثآليل الخيول».. لا تخرج إلا بالدم. 

كان عبدالفتاح السيسى يدرك كامل الموقف.. وحجم المسئولية. 

وكان من وراء عبدالفتاح السيسى جيش قوي، ومؤسسات دولة على يقين، بأن الإرهاب «إن لم يحكم فسوف يقتل.. ويستمر فى القتل.. ثم يستمرئه.. من بعد إدمان الحرائق». 

وقد كان.. فالإخوانى يقتل.. ثم يتحرى القتل.. حتى يكتب فى السماء قاتلًا مأجورًا.. وتاجر أوطان.. وتاجر أديان.

(2)

لمحاولة الإرهاب الأخيرة فى غرب سيناء عدة دلالات، أولها أنها محاولة يائسة يسعى بها إرهاب لم يتبق فى صدره إلا أنفاسًا معدودة بعد عملية شاملة قضت على كل وظائفه الحيوية، ونزعت عنه أنابيب الغذاء، وخراطيم الهواء، يسعى للإيهام بأنه ما زال موجودًا.. علّنا لا ننساه. 

الحقيقة أن لا المصريون يمكن أن ينسوا، مع يقين بأن الإرهاب لم يعد لديه من الرمق إلا محاولات محتضر يزحف أرضًا عله يؤخر ميعاد مواراته التراب . 

طبيعى، ومتوقع ألا يسكت إخوان الإرهاب على «عريهم» فى ملحمة الاختيار. طبيعى ومتوقع أن يسعى إخوان الإرهاب لإطلاق «رصاصات صوت فى الهواء» استغلالًا لظروف اقتصادية عالمية، استطاعت فيها الدولة المصرية، الاستمرار فى تنمية، وتخطى العقبات، وإذابة الصخور.. وانارة الظلام.. باستراتيجيات مخططة واقتصاد يصمد. 

نجاحات الدولة المصرية سم الإخوان. 

التنمية تقض مضاجعهم فى الشقوق والجحور، ومصطلحات الاستقرار لدى إخوان الإرهاب،  كما لو أنها الرياح التى دخلت أذن إغريقى فى الأسطورة اليونانية القديمة وصولًا إلى مخه.. فتسببت فى موته صريعًا من كثرة الصريخ!

انتزع المصريون مصر من حكم الإخوان، بلدًا مهدمًا.. ووطنًا جريحًا. 

اقتصاديًا، كان وضعًا من أسوأ ما مرت به مصر فى التاريخ الحديث.. اقتربت فيه الدولة من الإفلاس. 

اجتماعيًا، كانت السيولة الشديدة قد ضربت الشارع المصرى، إضافة إلى تداعيات رهيبة، غير مسبوقة، لتداعيات شعبوية، حاول الإرهاب استغلالها فترة، حيث اختلطت لدى بعضهم السياسة، بألعاب الحواة، واختلطت لدى آخرين الشعارات بحيل الهدم والحرق. 

سياسيًا، كان الإقليم على شفا حفرة من نار، فى تهديدات صريحة ليس فقط لمكانة مصر ومكانها.. إنما بتهديدات واضحة، ومباشرة لأمنها القومى وحقها فى استغلال ثرواتها، وشرعيتها فى فرض هيمنتها القانونية على حدودها وعلى اتجاهاتها الاستراتيجية على محاور البوصلة المختلفة. 

منع نهوض الدولة المصرية واستعادة نفسها ظل الهدف الأول والأخير. ظنت قوى الشر أنها قادرة على مصر.

توهم بعضهم، أن أكاذيب فضائيات هنا.. وتخرصات سوشيال ميديا من هناك وسيلة يمكن أن تكون فعالة. 

على الأرض، بقى إرهاب وطّنه الإخوان فى سيناء، ورقة أخيرة، وعقار آخر لمنع الدولة من ارتقاء تل الهيمنة والسيادة فى الطريق للبناء. 

 

الارهاب يحاول إجهاض الفرحة بعودة الحياة إلي سيناء
الارهاب يحاول إجهاض الفرحة بعودة الحياة إلي سيناء

 

 

تبقى محاولة الإرهاب الأخيرة محاولة يائسة لإثبات وجود إرهاب.. لم يبق منه إلا شراذم.. تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتى. تبقى محاولة للإيهام بأن هناك من يمكن أن يوقف الدولة.. ويوقف البناء.. بعد استعادة مصر المكان والمكانة.  كلها أوهام. 

(3)

تلقى الإرهاب فى سيناء ضربات قاصمة، قصمت الظهر، وفصلت الجسد عن الأطراف منذ العملية الشاملة التى بدأتها القوات المسلحة فى 2018. 

تشتت الجماعات المتبقية من تنظيمات الإرهاب، بعدما سقطت رؤوسها، وسقطت منها الأذرع، وفقدت الاتجاهات، وارتمت جثثًا على الأرض.. وجيفًا فى الصحراء. 

خلال العملية الشاملة فى سيناء، قتل قيادى فلول أنصار بيت المقدس كمال علام فى ضربة موجعة، انقسم هذا التنظيم الإرهابى نفسه بعد مذبحة مسجد الروضة فى شمال سيناء، إلى مجموعة فلول وجماعات شاردة، دخلت فى حروب مع نفسها، وفى سجالات بالسلاح الآلى تارة وبسلاح التكفير تارة أخرى ضد بعضها. 

قضى الجيش المصرى فى العملية الشاملة على بؤر الإرهاب، وعلى خطوط إمداده، وعلى خطوط تواصله، وعلى مساحاته على الأرض. 

قضى الجيش المصرى على محاولات إرهاب على الأرض، استغل سيناء قطعة من تراب الوطن.. وتوهم إمكانية الاستمرار على قطعة من تراب الوطن. 

لا كان الإرهاب ممكنًا أن يستمر، ولا كانت تجدى محاولات الغزل الإخوانى للتصالح مع الشعب المصرى نفعًا.  منذ اقتلاعهم من حكم مصر والإخوان يلعبون على وتر الإرهاب مقابل المصالحة. ارجع لليوتيوب وتابع حديث الإرهابى البلتاجى يربط بين الإرهاب، وبين عودة مرسى. 

ارجع لمشاهد الاختيار، وتابع حديث الإرهابى خيرت الشاطر مع الفريق أول عبدالفتاح السيسى وقتها فى وقائع تهديد صريح، بأن توقف الدم، مرهون بتقبل المصريين لحكم القتلة. 

فى المشهد عظيم الدلالة، تساءل عبدالفتاح السيسى بجسارة: انت جاى تهدد قائد جيش مصر؟ 

صحيح.. كانت فلتة تهديد الشاطر، إشارة إلى وهم كبير فى ذهنية شياطين الإرهاب بإمكانية نجاحهم فى استخدام السلاح. 

كانت سيناء خلال حكم الإرهاب موطن التجهيز، ومحل توطين فلول من جماعات التطرف فى الإقليم. فى المشهد نفسه، تكلم الشاطر عن «ناس من الشيشان، وأفغانستان، وناس من جماعة الظواهرى....». 

لما فاق إخوان الإرهاب من غفلة، بدا منهم من يرسل ما يسمى برسائل «غزل المصالحة». 

كانت رسائل «غزل المصالحة» وهمًا آخر من أوهام عقول لا تدرك، وعيون لا ترى، وأجساد تستحق نار جهنم، فشعب مصر لا يمكن أن يكون مطروحًا لديه التصالح مع من تلوثت يده بدماء.. ولا من خزن فى عششه قنابل صناعة محلية، قتل بها بسطاء على محطات الأتوبيس.. ثم رفع السلاح فى وجه زهرة شباب البلد من رجال القوات المسلحة والشرطة فى سيناء. 

حسب مراقبين، فإن محاولة الإرهاب الأخيرة فى سيناء، ضمن دلالاتها، جاءت ردًا على دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لحوار وطني. 

القول المأثور بأن أعلى معدل غباء على وجه الأرض إخوانى ليست نكتة. هى حقيقة وواقع ولها مليون سند. لن يتسامح المصريون أبدًا مع من تلوثت يده بدماء الشعب، ولا يمكن أن يدخل ضمن التصورات إلا أن يوضع الإخوان فى إطارهم الصحيح.. فصيل إرهابى، قتل، وحرق، وحاول بيع البلد.. بعد عرضه فى المزاد أكثر من مرة.. لولا ستر ربنا.. وعبدالفتاح السيسى. 

 

هدوء في سيناء يحاول الإرهابيون إفساده
هدوء في سيناء يحاول الإرهابيون إفساده

 

(4)

يحمل محل محاولة الهجوم الإرهابى الأخير إحدى دلالات أهدافه. كما كان استمرار التنمية فى مصر بعد اقتلاع الدولة سم الإخوان، كان بدء الدولة فى تنمية غير مسبوقة لسيناء، أكثر أثرًا من السيانور الزعاف على إخوان الإرهاب.

وضعت مصر على طريق التنمية سيناء فى القلب. تغيرت خرائط سيناء، بالتوازى مع ضربات القوات المسلحة لشراذم التكفير. لأول مرة ترصد الدولة ما يزيد على 700 مليار جنيه لسيناء وحدها.. فى تاريخ مصر الحديث.  كانت محطات تحلية المياه وتوزيعها إحدى أبرز دلالات التنمية على أرض الفيروز، وصولًا إلى أهداف الدولة باستزراع أكثر من نصف مليون فدان فى شرق مصر لأول مرة. 

السنوات السبع الأخيرة كانت مصر على مسار تنمية شاملة. التنمية الشاملة فى أدبيات الدول، هى التنمية المتشابكة المتزامنة، على جميع المسارات. لا تنفصل فى التنمية الشاملة، تنمية البشر عن الحجر. ولا تنمية القدرة، عن استعادة المكانة. 

على أرض مصر، شهدت سيناء دفعة ونصيبًا من أكبر ميزانية رصدت، لإعادة رسم شكل الأرض، باستهداف جودة حياة المواطن، وخدمات تصل إليه حتى باب البيت. 

وصلت الدولة المصرية إلى الخاصرة، بتنمية التجمعات البدوية على خريطة سيناء كاملة. كانت التجمعات البدوية منذ ثورة يوليو 52 معضلة، تكلمت عنها حكومات سابقة كثيرًا، ورسمت على الأوراق رسومات بيانية لها كثيرًا.. لكن شيئًا لم يكن يجرى على الأرض.. حتى جاء عبدالفتاح السيسى. 

فى حين كان زهرة شباب القوات المسلحة يبذلون ملاحم الفداء لتطهير سيناء من الإرهاب،  كانت الدولة فى المقابل تصل بالتنمية إلى أخص خصوصيات المصريين من أهل سيناء. 

كان نجاح الدولة فى تغيير جودة حياة التجمعات البدوية، وإعادة ترتيبها، وإعادة تأسيسها،  ومدها بجميع الخدمات مشروعًا أول من نوعه.. ونجاحًا هو الآخر أول من نوعه. 

تنمية سيناء كانت واحدة من أبواب التنمية الكبرى فى مصر.. وكانت فى الوقت نفسه أكبر دلالات تنمية كبرى.. على كامل خريطة القطر المصرى.. إلى جانب مشروعات قومية جبارة على رأسها حياة كريمة. 

حياة المصريين الكريمة سم الإرهاب.. واستقرار الدولة المصرية واستمرارها على الطريق للمستقبل.. سيانور إخوان الإرهاب. 

عزاؤنا فى شهداء المحاولة الآثمة الأخيرة أنه لم يتبق على الأرض إرهاب يخشاه المصريون.. إنما الذى بقى هم المصريون كى يخشاهم الإرهاب. 

تحية إجلال لشهدائنا من أولاد البلد. هم ولادك يا مصر.. أحياء عند ربهم يرزقون. 

تعلى مسار الدول الأكثر نموًا فى الشرق الأوسط والمنطقة.. وفى العالم.