الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
السعادة اختيار

على فكرة

السعادة اختيار

«السعادة ليست حالة يجب الوصول إليها، لكنها سلوك- يجب اتباعه»، هكذا تقول «مارغريت لى رانبيك»، بينما ترى «كاتى كوان» أن السعادة هى حالة ذهنية، فإذا تنفست بعمق، وتأملت المشاهد والروائح والأصوات، إذا تقبلت كل يوم على صورته، وتوقفت عن التفكير فى أن العشب أكثر اخضرارًا فى مكان آخر، أو على الجانب الآخر من السياج، ففى هذه اللحظة التى تعيش فيها الحاضر، وتفكر فيما لديك بالفعل، ستكون سعيدًا.



أما «ريمز ساسون» فيرى أن السعادة مهارة يجب تعلمها وتطويرها، إنها تبدأ من داخل المرء، لا من خارجه. أبحرت فى الأفكار التى يطرحها كتاب: «نحن الشخص الذى يجعلك سعيدًا» والذى ترجمته إيناس سمير، وصدر حديثًا عن دار عصير الكتب للنشر والتوزيع، والذى ضم العديد من المقالات التى ترجمتها وتتحدث جميعًا عن أسرار السعادة، ومن تلك المقالات اللافتة ما كتبه «مابل كاتز» تحت عنوان: «كن سعيدًا كل يوم» فيقول: «فى أجزاء كثيرة من العالم، يوجد تقليد جميل يسمى «اليوم الأصفر»، إنه احتفال بأسعد يوم فى السنة، ويوافق اللحظة التى تصل فيها الشمس إلى مدار السرطان، أعلى نقطة فيه، الفكرة بسيطة: مزيد من الشمس، مزيد من الضوء، مزيد من السعادة فى أيام الصيف البطيئة والعطلات الطويلة».

ومن الطريف أن بعض الدول تدفع راتبًا إضافيًا لموظفيها للاحتفال بهذه المناسبة، لكن «مابل كاتز» يرى أنه رغم إعجابه باللون الأصفر، وبكل تقليد بيرز حاجتنا إلى أن نكون سعداء فإنه يعتقد أنه لا يوجد أسعد يوم فى السنة، بل إن يوم السعد هو اليوم، أو كل يوم عندما نقرر ذلك، فالسعادة قرار شخصى، ورغم أنه يحب الصيف، ويفرح بالراتب الإضافى إلا أنه يقول: «الفصول تتغير، وكذلك حساباتنا  المصرفية، ولا يمكن أبدًا أن تكون سعادتنا نتيجة لتغيير المواسم أو تغيير الحسابات المصرفية، تحتاج فقط إلى اتخاذ قرار لتظل سعيدًا، لتعيش الحاضر، وتكون شاكرًا لما لديك، لتحب وتقبل نفسك كما أنت.

ويتفق معه فى ذلك د.«توماس جيلوفيتش» أستاذ علم النفس بجامعة كورنيل الذى ظل يبحث عن تأثير المال على السعادة لمدة عقدين من الزمن فيقول: «نشترى أشياء تجعلنا سعداء وننجح، لكن يحدث ذلك فقط لمدة من الوقت، فإذا كنت تشعر بالحاجة إلى إنفاق المال فأنفقه على الخبرات، اخرج واكتشف الحياة فى أمكنة أخرى، اقض بعض الوقت فى الحدائق الجميلة فهى من الأماكن التى ستجد سعادتك فيها.

أما «جوشوا بيكر» فهى تؤكد أن الاعتقاد بوجود شخص آخر يمكنه أن يجلب السعادة الكاملة إلى حياتك ما هو إلا مشروع فى رحلة لا وجهة، وترى بيكر أن علاقاتنا تصبح أقوى بكثير بل وأكثر إرضاء عندما نتوقف عن البحث عن شخص ما لتلبية احتياجاتنا أو يسعدنا لذا كن الشخص الذى يجعلك سعيدًا.