الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
مفيد فوزى وكواليس نجوم أهل الفن!

مفيد فوزى وكواليس نجوم أهل الفن!

أظن أن كواليس الأستاذ الكبير المحاور مفيد فوزى هى بحق «حديث المدينة» وهو اسم برنامجه الأشهر الذى ظل التليفزيون المصرى يذيعه طوال عشرين عامًا حتى تم اغتياله ووقفه فى زمن الجماعة إياها!



كل ما يخطر على بالك من كواليس وحكايات ستجدها فى كتابه الممتع «حكايات لها معنى وربما مغزى» «كتاب اليوم»، وكل نجوم مصر الذين أضاءوا حياتنا فنًا وموسيقى وغناءً وتمثيلاً وكتابة لهم مكان فى الكتاب.

عشرات الأسماء تحدث عنها الأستاذ والمحاور مفيد فوزى، لكنى سوف أتوقف هنا عند بعضها لأهمية تفاصيل ما جاء بها!

 

بداية الكواليس مع الفنان العندليب «عبدالحليم حافظ» الذى خصّه الأستاذ مفيد قبل سنوات بكتابة كتاب كامل عنه «صديقى الموعود بالعذاب» وقد طبع أكثر من مرة، ويحكى الأستاذ «مفيد»:

«كان عبدالحليم فى بعض الأحيان حينما لا تعجبه كلمة فى قصيدة من القصائد التى غناها لنزار قبانى يفتح التليفون مع «دبى» حوالى ثلث ساعة أو نصف الساعة حتى يغير «نزار» كلمة! مجرد كلمة، وقد حضرت جزءًا من هذا النقاش وكانت قصيدة «قارئة الفنجان».. وكانت فيها كلمات جنود وكلاب وجمال.. وكان رأى عبدالحليم أنه لا يستطيع أن يغنيها وقال لنزار:

فاتن حمامة مع مفيد فوزى
فاتن حمامة مع مفيد فوزى

 

 

يا ريت تغيرها! ونزار قبانى بعبارته الشهيرة رد: يا عبدالحليم كأنك أنت الشاعر وأنا المغنى!

وقال عبدالحليم: أنا الشاعر والمغنى معًا، لأنى الذى أتحمل مسئولية ما أغنيه!

هنا كان المعنى أن مسئولية الغناء يتحملها المغنى نفسه، ليس الشاعر وليس الكاتب!

كان كامل الشناوى يقول: إن عبدالحليم حافظ لا يصدق إلا حين يغنى!

وأضيف من خلال صداقتى واقترابى منه أن عبدالحليم نصف وزنه ذكاء اجتماعى، فهو يحفظ مواعيد أعياد الميلاد لأصدقائه المقربين ومواعيد زواجهم ومناسبات كثيرة لهم ولأبنائهم!

وبالمناسبة لا يتصل تليفونيًا.. بل يقدم ورودًا أو هدية ثمينة أو هدية عادية أو هدية محببة للشخصية.. كان هذا الذكاء الاجتماعى هو الذى أوصل عبدالحليم حافظ إلى المكانة الرفيعة فى قلوب محبيه».

••

وعن غضب سيدة الغناء العربى «أم كلثوم» يروى الأستاذ مفيد قائلاً:

- «كنت أقدم برنامجًا فى إذاعة الشرق الأوسط تقدمه نجمة الإذاعة «سناء منصور» المعروفة بصوتها الرقيق العذب بعنوان «أوافق.. أمتنع» وأتذكر أننى حينما كتبت هذا البرنامج كان ضيوفى: صلاح جاهين ويوسف إدريس وسعد الدين وهبة».

يوسف إدريس قال فى موقع ما: أنا لست أريد أن أنكد على نفسى ولا أدخن فى حفل أم كلثوم، وأسمعها فى بيتى أفضل وأدخن على مزاجى!

أما صلاح جاهين فقال: إن أغنية «أنت عمرى» هى الابنة المراهقة لأعمال أم كلثوم التى غنتها مع «السنباطى»! وقال سعد الدين وهبة: إن أم كلثوم تغنى الشعر ليس لنا، ولكن للبلاد العربية!

غضبت أم كلثوم غضبًا شديدًا وما الذى فعلته، فعلت شيئًا لا يمكن أن يتصوره أحد بقوتها، حيث منعت إذاعة أغانيها من إذاعة الشرق الأوسط وقالت لآمال فهمى: لن تذاع أغانٍ لى فى محطتك!

 

حوار مع الفنان محمد عبد الوهاب
حوار مع الفنان محمد عبد الوهاب

 

وأكثر من هذا غضبت السيدة أم كلثوم منى فطلبت من وكيل وزارة الإعلام أن يشطب برنامجى الحديث جدًا الذى أذيعت منه أربع حلقات فقط، وكان اسمه «الغرفة المضيئة»، وكانت تقدمه لى السيدة لبنى عبدالعزيز وتعلمت درسًا عميقًا ألا أغضب الست، لأن غضبها شديد جدًا».

ومن «الست» إلى موسيقار الأجيال «محمد عبدالوهاب» ودرس آخر يتعلمه الأستاذ «مفيد» ليس فى الموسيقى، بل عن «مضغ الطعام» فيقول: 

«كان لدى موعد مع الموسيقار «محمد عبدالوهاب» فى حدود الساعة الواحدة ويستغرق الحوار مع الأستاذ «عبدالوهاب» ساعة إلا ربعاً وفى الثانية يتناول غداءه ظهراً.

فى نفس الوقت كان هناك ضيف فى الدولة وحدثت أزمة فى المرور بشدة وأذن لى «محمد عبدالوهاب» بأنه يسمح لى بالحضور الساعة الثانية.. وهذا ليس من طبعه لأن المواعيد أحد المقدسات فى حياة محمد عبدالوهاب!

وجلست فى الغرفة حتى ينتهى عبدالوهاب من تناول غدائه الذى استمر ساعة كاملة، وبعد الساعة جاء إليّ وبادر بقوله:

- طبعا أنت مستغرب أوى أنى أستغرق ساعة فى الوجبة الواحدة أما السبب فهو جملة قالها لى «شوقى بك (أحمد شوقى بك أمير الشعراء): يا محمد عندما تتناول إفطارك أو غداءك أو عشاءك امضغ جيداً، لأن المضغ الجيد يفيدك ويفيد معدتك ويريح جهازك الهضمى، وأنا مضطر أقول هذه الجملة لك قبل إجراء حوارنا: امضغ جيداً فتفيد جهازك الهضمى وتستفيد من الطعام».!

وحكاية أخرى عن الموسيقار «عبدالوهاب» يحكيها الأستاذ «مفيد» قائلا:

- كنت أتحدث مع الموسيقار عبدالوهاب وسألته سؤالا واحدا عن جمال المرأة وطريقة اختيارها للحذاء! قال بالحرف الواحد: إن المرأة التى ترتدى شبشب ليس لها كيان! أما المرأة التى ترتدى حذاء بكعب عالٍ، فالكعب هو المسئول عن إعطاء فكرة عن تفاصيل الجسد البشرى وهذا فى رأيى هو الجمال!

وحينما أدركت أن عبدالوهاب أبدى إعجابه بفكرة الكعب بادرته بالسؤال: امرأة بلا كعب كم تساوى؟! فقال: لا تساوى شيئا ولا تعرف عنها شيئا وتجهل تفاصيلها الحقيقية»!!

 

نزار وعبد الحليم
نزار وعبد الحليم

 

•••

ويكشف الأستاذ «مفيد» كواليس غضب المطربة الرائعة نجاة الصغيرة قائلاً:

اعتاد إحسان عبدالقدوس فى الأول من يناير وهو يوم عيد ميلاده أن يكون هناك فنانة محترمة تجلس وتدعى إلى هذا المكان، وقد دعيت الفنانة الجميلة الرقيقة «نجاة الصغيرة».

•••

وفى أثناء غياب «إحسان عبدالقدوس» فى مكان ما وهو يرحب بضيوفه قال أحدهم: يا ست نجاة قبل ما نطفى الشموع سمعينا حاجة!!

وقد ذهلت نجاة وضاقت بشدة بما قيل وقامت وأشارت بعينيها إلى أن أقوم وراءها وسألتنى: مفيد أنا مدعوة لشخصى أم مدعوة كمطربة؟

قلت: أنت مدعوة لشخصيتك!

واحتجت ونزلت، وحين علم إحسان عبدالقدوس غضب من نجاة من هذا الموقف!

ويعلق الأستاذ مفيد على الواقعة بقوله: أدبياً لا ينبغى إطلاقاً أن نطلب من المطرب أن يغنى إلا إذا طلب هو!! فى أدبيات الغناء لم يُطلب من «عبدالحليم حافظ» حين يحضر أعياد ميلاد «أحمد فؤاد حسن» (قائد الفرقة الماسية) أن يغنى، وإنما فى بعض اللحظات يمد يده يأخذ طبلة ثم يبدأ يدندن!

وأرادت نجاة الصغيرة أن تكون مدعوة لشخصها وهذا يعطيها قيمة كبيرة وليست مدعوة لفنها وصوتها».

ومن عيد ميلاد إحسان إلى عيد ميلاد فاتن حمامة، حكاية أخرى يرويها قائلا:

السيدة فاتن حمامة صديقة عزيزة وأحترمها وأحبها وبيننا مساحات كبيرة من الود.. وقد شاهدت لها فيلم «يوم حلو ويوم مر» وكتبت ذات مرة فى باب سماعى «شاهدت يوم مر.. ويوم مُر»!!

بكت فاتن حمامة بشدة بل انقطعت علاقتنا بشكل كامل لمدة شهر، وكان ذلك فى شهر مايو ولكن فى شهر يونيو يقع تاريخ ميلادها قبلى أو بعدى فما كان منها إلا أن دعتنى إلى حضور عيد ميلادها».. وفهمت أنه زال من قلبها الغضب الشديد وقالت إنها غضبت من الجملة وقالت بالحرف الواحد: ياريتك كنت فسرت لكنك حكمت كالمقصلة!

وفى هذا الوقت كانت فاتن حمامة تمثل فيلماً يخرجه «عادل الأعصر» المخرج الذى اتصل بى تليفونياً ليخبرنى قائلاً: يا أستاذ مفيد بكرة عيد ميلاد فاتن حمامة حضرتك مدعو أن تكون موجوداً. فقلت له: قل للسيدة فاتن حمامة إننى سوف آتى ومعى طاقم برنامج حديث المدينة وذهبنا فعلاً مع طاقم التصوير حيث طلبت هى أن يتم التصوير بكاميرات السينما لا بكاميرات التليفزيون، لأن كاميرات السينما تذيب بعض تعاريج الزمن وخطوطه!

وجاء فى حديثها التليفزيونى عدة نقاط حيوية قالت: إنها تميل إلى الهدوء الشديد وأنها تعد رمزاً لعصر الروقان وأن الصخب يسبب لها حالة عصبية وقالت إن كرامتى فوق حبى».

عزيزى الأستاذ مفيد «اسمحلى أشكرك» وأهنئك على كتابك الممتع.