الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الرهـــان علـــى الهويـــــة

مرَّت عدة أعوام سابقة دون شىء جديد يتم تقديمه للطفل على الشاشة، مما ترك مساحة للأعمال الأجنبية لتشكيل عقل الطفل المصرى، لكن موسم رمضان 2022 شهد عودة قوية للفن المصرى فى مجال الرسوم المتحركة بمسلسل «يحيى وكنوز»، فالمسلسل الكرتونى المصرى الموجه للأطفال كان مفاجأةالموسم الرمضانى الحالى، وأصبح واحدًا من أفضل الأعمال الدرامية الموجهة للأطفال عن تاريخ مصر القديمة، وذلك بمعالجة تاريخية ممتازة وكتابة سلسة ساعدت فى توصيل المعلومة للأطفال، مع تطور ملحوظ فى أعمال الجرافيك والمونتاج.



 

سبب الاتجاه للعمل التاريخى 

فى حواره مع مجلة «صباح الخير»،قال محمد عيد مخرج العمل إن سبب الاتجاه للعمل التاريخى، هو وجود مشكلة كبرى لدى الجيل الحالى بسبب انتشار القنوات التليفزيونية العالمية وتداخل الثقافات، مما تسبَّب فى ضياع الهوية المصرية لدى كثير من الأطفال المصريين. على عكس الجيل السابق الذى كان لديه شعور عالٍ بالانتماء، ويشعر بالفخر بسبب حضارته، موضحا أنه لاحظ ذلك فى الأطفال المقربين فى محيطه.

يضيف أنه بمجرد تقديم المشروع من خلال الكاتب محمد عدلى تمسك به، وأصر على تواجد عوامل الجذب من خلال الجرافيك كى يجذب اهتمام الأطفال، لافتا إلى أن الطفل يجب أن يرى أعمالا مصرية بنفس الجودة، حتىلا نتركه للعمل الأجنبى يزرع فيه أفكارًا لا تناسب مجتمعنا. ويوضح أنه كرجل يعمل بالميديا يجب أن يوجه الطفل بعوامل الجذب ثم القصة الجيدة، ليجعله يغوص فى تفاصيل تاريخه، ويدرك هويته الحقيقية.

رهان ناجح وتحد للعودة

وفى حوار مع محمد عدلى مؤلف مسلسل «يحيى وكنوز»، أكد أن العمل على هذا المشروع كان بمثابة «انتحار»، لأن تنفيذ الفكرة بدأ قبل خمسة شهور، رغم أن الجرافيك يستهلك وقتًا كبيرًا، خاصة مع وجود 90 موقع تصوير، موضحا أنه اتخذ من هذا الأمر تحديًا للنجاح. يضيف عدلى لمجلة «صباح الخير» أنه تعامل مع «يحيى وكنوز» كعمل درامى كامل، وليس مجرد رسوم متحركة ملونة بلا قصة، فالمحتوى هو البطل الرئيسى،لأنه يحترم عقلية المشاهد. لذلك حاول أن يضيف قيمة يعيد بها هيمنة مصر فى مجال الرسوم المتحركة. 

تابع: «النجاح سببه الفريق الذى كان خلف العمل من جرافيك وتوثيق معلومات ومونتاج وهندسة صوتية وإخراج، خاصة شركة الإنتاج التى تحمَّست للمشروع ووفَّرت كل الدعم، وهى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التى لم تخف من مشروع للأطفال، وراهنت على يحيى وكنوز، وفازت بالرهان بالفعل». 

يواصل محمد عدلى حديثه عن أسباب النجاح، مشيدًا بالفريق القوى المتكامل الذى ضمه العمل، بداية من ضيوف الشرف مثل الفنان أحمد السقا والفنان أحمد العوضى، وعدد كبير من النجوم الذين ساعدوا كثيرًا فى خروج العمل بهذا الشكل، وخصَّ «عدلي» بالشكر، مهندس الصوت إسلام عبدالحكيم، ورامى عيد مشرف عام على التنفيذ، والمونتير أحمد كامل، والمخرج الصوتى عماد إسماعيل، وكل الممثلين المشاركين.

التوثيق التاريخى

بسؤاله عن التوثيق التاريخى للمعلومات، أشار الكاتب محمد عدلى إلى أنه تجنب الوقوع فى خطأ المغالطة التاريخية، فلجأ للدكتور خالد غريب والدكتور عادل نصر الدين،كمدققين للتاريخ، بترشيح من مهندس الصوت إسلام عبد الحكيم، موضحا أنه كان يتم تدقيق كل التفاصيل قبل تنفيذها، بداية من الملابس والمبانى وحتى شكل الأجساد، مع تصحيح كل المعلومات التاريخية بمراجع معتمدة منهما، مما جعل العمل ممتازا على المستوى التاريخى، مشددا على أنهم كانوا يعملون لأوقات طويلة ومستمرة، ليخرج العمل بشكل ممتاز وفى الوقت المحدد، تحت ضغط سرعة الإنتاج ليلحق بشهر رمضان المبارك.

استغلال موكب المومياوات

يوضح كاتب العمل محمد عدلى أن أى عمل فنى له أهداف، وفكرة «يحيى وكنوز» كانت استغلالا للحدث الحضارى العظيم «موكب المومياوات الملكية»، لذلك كتب حلقات أولية، وبمجرد عرضها على المنتج والمخرج محمد عيد، قررا تقديمه، وبتقدم كتابة الحلقات بدأت بلورة الفكرة،لافتا إلى أن التفاعل على السوشيال ميديا يؤكد أنهم على الطريق الصحيح. 

ويختتم عدلى حديثه قائلا: «على الرغم من صعوبة فهم الحضارة المصرية القديمة من عمل واحد، لكن (يحيى وكنوز) يعطى لنا مساحة لأعمال ثانية، والشكل الدرامى والتوثيق التاريخى متكاملان. والتحدى الحقيقى كان البعد عن التلقين، ففكرة أن البطل يحيى هو المحرك للأحداث، سهَّل ذلك البعد عن استعراض المعلومات، لذلك كان الخطان متوازيان».