الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مبارك شعبى مصر

«النور المقدس» فى القبر

 عيد القيامة المجيد أكبر الأعياد المسيحية السنوية . 



عيد «القيامة» يمثل عبورًا من الظلمة إلى النور ومن الموت إلى الحياة ندعوا فيه إلى الوحدة والتماسك بين كل المصريين دون استثناء ومن أجل الارتقاء بالوطن والنهوض به والوقوف معا ضد قوى الشر والتطرف.

وما أكثر ما تعرضت له مصر من مؤامرات دنيئة تريد النيل من هذا الوطن سواء فى الداخل أو خارجه، ولكن مصر دائما مباركة يحفظها الله من كل سوء، وقد قال عنها السيد المسيح: «مبارك شعبى مصر»،

 

 ذلك البلد الذى تم ذكره فى الكتاب المقدس أكثر من 538 مرة.. مصر بلد الحضارة والتاريخ والإنسانية التى لا تنكسر أبدا لأن الله يرعاها وقد تمرض، لكنها تعود معافاة من جديد وأشد قوة من خلال فجر جديد.

الذين يحتفلون بالأمل أو الرجاء فى يوم العيد دائمًا وأبدا تسودهم روح المودة والتسامح ويجمعهم العيش فى سلام ومصر المحروسة الأرض المباركة التى احتضنت السيد المسيح وأمه مريم العذراء فى رحلة العائلة المقدسة المعروفة وهروبا من بطش هيرودس ونالت أرضها البركة الربانية.

وعيد القيامة هو الأكبر أو الأعظم فى التاريخ المسيحى أو الكنسى ونحن نحتفل بقيامة السيد المسيح من الموت بعد ثلاثة أيام «وبالموت داس الموت» وقام من بين الأموات دون سواه، ولذا يدعى «بالمسيح الحى».

 وبقيامته المجيدة أعطانا الأمل والرجاء نحو حياة أبدية لا تنتهى بعيدًا عن الأرض، ولكن كل إنسان بأعماله التى فعلها فإن كان خيرا سيكون له وإن كان دون ذلك أو شرا فعليه.

فالقيامة هى الجسر نحو الأبدية وفناء الجسد أو موته ما هوإلا انتقال للروح إلى خالقها فنحن جميعا أو كل البشر من التراب وإليه نعود بالجسد.

والمعروف هو أن عيد القيامة يوم الأحد يسبقه «سبت النور» وفيه يذهب المسيحيون إلى مدينة القدس للتبرك ونوال البركة وزيارة القبر المقدس وكنيسة القيامة وعدد من الأماكن الأخرى مثل طريق الآلام الذى سار فيه السيد المسيح حتى موضع «الجلجثة» أو المكان الذى صلب فيه السيد المسيح على الصليب.

 وآخرون يتوجهون إلى نهر الأردن الذى شهد عماد السيد المسيح بالماء والروح القدس بيد يوحنا المعمدان وهذا المكان يحج إليه المسيحيون من شتى بقاع العالم يقومون بتغطيس أنفسهم فى مياه نهر الأردن المباركة.

وفى الكتاب المقدس ذكرت «القيامة» وتحققت النبوءات من خلال العهد القديم والمزامير وحتى قبل مولد السيد المسيح ومجيئه والتى يسبقها الصلب رمز المسيحية وجوهرة الحياة.

وغالبًا ما يكون الاستعداد أو التحضير لعيد القيامة المجيد بعد ختام فترة طويلة من الصوم المقدس امتد طوال 55 يومًا وقبل ذلك يكون أحد الشعانين «السعف» الذى دخل فيه السيد المسيح مدينة أورشليم «القدس».

 وفيه يستقبل الشعب السيد المسيح ملوحًا بأغصان الزيتون التى ترمز للسلام وكذلك سعف النخيل، وهم يفترشون ثيابهم على الأرض يسبحون ويشكرون الرب على عطاياه، ثم يعقب ذلك أسبوع الآلام ثم خميس العهد والعشاء السرى حتى نصل إلى يوم الجمعة العظيمة التى صلب فيه السيد المسيح.

 ويلى ذلك «سبت النور» ثم أحد القيامة الذى يمثل ذروة الاحتفالات الدينية.

 وفيه قام السيد المسيح من بين الأموات والعبور من الظلمة إلى النور.

 وفى هذا اليوم يقدم السيد المسيح الصورة المثالية رسالته إلى العالم بما يتضمنه من خير وسلام ومحبة للخليفة على الأرض.

وتقام صلوات قداس يوم القيامة وفيه تمتد الصلاة حتى الساعات الأولى من فجر اليوم الثانى.

فى صباح يوم العيد يستقبل قداسة البابا تواضروس الثانى ضيوفه من المهنئين بالعيد طوال اليوم.

وفى ظل هذه المناسبة قال قداسة البابا إن عيد القيامة يمثل رحلة عبور جديدة نحو الأمل والرجاء وفى اتجاه حياة أفضل خاصة أن القيامة كانت بعد مشوار حافل من العطاء والمعاناة أو كذلك الذين يعيشون فى الضيق.

 فلا شىء فى العالم يستطيع أن يقف ضد كأس الموت الذى نتجرعه جميعا فنحن البشر إلى زوال بالجسد.

 لكن المسيح كسر شوكة الموت وهزمه إلى الآن.. حينئذ يجب أن يعى كل إنسان أن نهايته على الأرض هى الموت خاصة أن لكل شىء تحت السماء وقتًا وعليه يجب أن نتمسك بالأمل من خلال الأبدية ولا نيأس أبدا فمشوارنا على الأرض محدود جدا والقيامة هى رمز للحياة الأبدية التى لا تنتهى.

كذلك عبر نيافة الأنبا رافائيل الأسقف العام عن الفرحة بهذه المناسبة، فعيد القيامة يوم فرح تمتد أيامه إلى الخماسية المقدسة فى الوقت الذى أشار فيه إلى انبثاق النور المقدس من قبر السيد المسيح وقال إن من يشك فى هذا الأمر عليه أن يذهب ليرى بنفسه ليقطع الشك باليقين خاصة أن الملايين من المسيحيين فى العالم يأتون للزيارة والتبرك من القبر المقدس.

 كما أن زيارة القدس متاحة للجميع ولا توجد أى موانع وقيامة السيد المسيح عبور من اليأس إلى الأمل والرجاء.  وعلينا أن نجعل من قوة القيامة شريانا يتدفق للحياة على الأرض نتغلب فيه على السيئات أو فعل الشر ونتجه بسلوكياتنا نحو الله بالعمل والتعبد والصلاة وحب الإنسان لأخيه فى الخليقة أو البشر.