الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
مفيد فوزى.. وحكايات لها معنى وبهاء

مفيد فوزى.. وحكايات لها معنى وبهاء

فى كتابه الجديد «كواليس حكايات لها معنى وربما مغزى» يتألق الكاتب والمحاور المبدع مفيد فوزى برؤى عميقة عن الحياة وعالم الكتابة والصحافة، وقد صدر حديثًا عن «كتاب اليوم» بدار أخبار اليوم.



وأرى أن هذا الكتاب إضافة ثرية لسيرته الذاتية التى كتبها بعنوان «نصيبى من الحياة»، ففى الكواليس التی رصدها كاتبنا برهافة ودقة العديد من المواقف والمشاهد التى تلقى الضوء على سيرته ورحلته الصحفية التى اقترب فيها من نجوم الإبداع فى الثقافة والصحافة والفنون بحيث يمكننا أن نقول:

«الكتابة عنده درجة من درجات الغناء» كما وصفها بعض قرائه.

قدم كاتبنا فنه الصحفى على صفحات مجلة صباح الخير: حوارات مهمة وتغريدات مكثفة فى كلمات أو سطور فى باب «سماعى»، ورحلة الكتابة عنده كرحلة الحياة بدأت بعشق الكلمة، ومما ذكره وله معنى ومغزى أنه بلغته الصحفية المبكرة حرر لجيرانه فى بنى سويف جريدة حائط يحتفل فيها بأفراح سكان العمارة وأخبارهم، ويشكر كاتبنا ذاكرته التى لاتزال تحتفظ بذكرياته، ويراها رزقًا من الله، ومن هذا الرزق الوافر نستمع إلى إيقاع الكلمات التى يكتبها وقد تأثر فى ذلك بكلمات سلامة موسى له عندما كان يحضر محاضراته فى جمعية السلامة القبطية ونرى الكلمات التى يفتحها كما لو كانت زهورًا، والحوار الذى يبدأ بحدوتة وقد تأثر فى ذلك بكلمات قالها له فتحى غانم، وقد أبدع مفيد فوزى فى هذا المجال فكان أول من قدم فكرة التحقيق الصحفى التليفزيونى من خلال برنامجه «حديث المدينة»، الذى قدمه على مدى عشرين عامًا، وكان من أوائل البرامج التى خرجت فيها كاميرات التليفزيون إلى الشارع المصرى.

وفى الكتاب لقطات دالة من حياة النجوم والمشاهير فنلمس إعجابه بموضوعية أحمد بهاء الدين، وعنايته بالمحتوى لأنه عنوان الكاتب، ومحبته لكتابات محمد حسنين هيكل، مما جعله يجرى معه حوارًا طويلاً ضمه كتابه «هيكل الآخر»، وفى الكواليس أيضًا حكايات عن عبدالحليم حافظ الذى كان يطالب نزار قبانى بتغيير بعض كلمات قصائده ليغنيها فيقول له نزار كأنك أنت الشاعر وأنا المغنى فيقول حليم فى ثقة: أنا الشاعر والمغنى لأنى أتحمل مسئولية ما أغنيه.

الكلمة هى البطل الحقيقى فى حياة مفيد فوزى حتى فى حياته العاطفية فعندما صدر كتابه الأول «كندا حلم المهاجرين»، كتبت له آمال العمدة أول رسالة عاطفية عقلانية عن الكتاب فيقول عنها: «لقد دخلت قلبى من عقلى»، فكانت الخطبة والزواج، والوفاء لذكراها مبدعة وشريكة للحياة.

ومن بين سطوره تطل حكمته فيقول: «الحياة خبرات متبادلة»، ومن أهمها ما قاله له توفيق الحكيم: «رغم أن فى قانون الحياة حصة من الألم والوجع إلا أنك إذا ضحكت يضحك لك العالم».

ومن أجمل ما قرأته فى كتابه: «أن الكتابة درجة من درجات الغناء».