الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
الـرجــــــالة

الـرجــــــالة

الجيوش الوطنية ميزان الاستقرار.. أو هى الاستقرار.



وفى مرحلة ما من التاريخ المصري كانت الأسوأ على طول خطوط الزمن.. لعب إخوان الإرهاب بالنار.

محاولة اللعب مع جيش مصر لعبا بالنار.. وتطويقا بالنار.. واعتقادًا وهميًا فى احتمالات القدرة على نضوج النار.

الاتجاهات الأربعة الأصلية للدولة المصرية، على امتداد خطوط التاريخ بوابات كبرى لآفاق أوسع.

فى الشمال بوابة البحر المتوسط ومنه إلى أوروبا غربًا.. وأعتاب آسيا شرقا.

وفى الجنوب.. امتداد جغرافي لإفريقيا، حيث الثروات ورغبات التنمية.

غربًا تتفتح البوابة المصرية على دول الغرب الإفريقى، وفى الشرق تمتد مساحات فى التاريخ بنشاطاته والجغرافيا بتعقيدات أكبر من تعقيدات السياسة والزمن وفيزياء الواقع ومعادلات السياسة.

منذ خطوط التاريخ الأولى كانت مصر مدخلا لآفاق رحبة، وكانت القاهرة مدخلا لمصر، وكانت القوات المسلحة مدخل البلاد.

فى معادلات ما سمى وقتها بالربيع العربى، كانت أضلاع المثلثات المستهدفة ثلاثة.

الشارع، ومؤسسات الدولة، ثم الجيش الوطني.

مارس الإخوان الألاعيب على الشارع، فوضعوا بعض المصريين فى مواجهة مؤسسات الدولة، ثم لم يبق إلا الجيش.. لتسقط الدولة.

لعب الإخوان بالنار.. أو قل إنها كانت آخر حلقة من حلقات كرة النار.

(1)

كشفت الحلقات الأخيرة فى مسلسل الاختيار 3 كواليس إحدى حلقات النار ببدء تنفيذ مشروع الميليشيات المسلحة.

فى الحلقة 13 ظهر رجل المخابرات لإحدى الدول «يامن عدنان».

حسب الأحداث دخل يامن عدنان مصر أكثر من مرة، وبعد زيارة رسمية، لجأ عدنان إلى الدخول صحفيا وتحت ستار.

تروى الأحداث توثيقا لخطة شيطانية، هندسها خيرت الشاطر فى محاولة للخروج المتصور عن قدرة الجيش المصري وقبضة رجال أجهزة سيادية كانت ترصد دبة النملة وحركة المرشد وغمضة عين الشاطر.

«خيبة الشاطر» بألف.. وقد كان.

فى بدايات عام 2013، نشرت الصحف الأوروبية أنباء عن دخول القائد الإيرانى قاسم سليمانى الأراضى المصرية متخفيًا وباسم مستعار وجواز سفر مستعار أيضًا.

قاسم سليمانى كان وقتها قائد فيلق القدس الإيرانى الذي قتل فيما بعد فى غارة أمريكية بطائرة بدون طيار فى العراق.

كان حضور سليمانى إشارة إلى بدء الإخوان تنفيذ خطة تأسيس «ميليشيات مسلحة» على نسق الميليشيات التي تأسست لحماية نظام آية الله الخمينى بعدما سمى بالثورة الإسلامية التي أطاحت بنظام شاه إيران محمد رضا بهلوى عام 1979.

تأسست هذه الميليشيات لحماية النظام لا ضمان استقرار البلاد.

بعد حوائط صد قابلها إخوان الإرهاب فى خطوط الدفاع بالقوات المسلحة المصرية ومؤسساتها السيادية، لم يبق أمام مكتب الإرشاد إلا محاولات الالتفاف. لم يكن جهلًا إخوانيًا محكمًا بطبيعة وقدرة رجال القوات المسلحة ومؤسسات مصرية وطنية سيادية فقط، إنما كان جهلًا إخوانيا بطبيعة خرائط السياسة الإقليمية وشكل التوازنات على الأرض.. ونسب احتمالات تحقق الخيالات على أرض الواقع.

اختلفت التقارير المنشورة فى الصحف الأوروبية عن عدد مرات دخول سليمانى مصر زمن حكم الإخوان. لكن المؤكد هو دخوله القاهرة بصفة رسمية مرافقًا للرئيس الإيرانى أحمدى نجاد خلال زيارته لمصر بدايات عام 2013.

كانت زيارة نجاد هى الأولى من نوعها لرئيس إيرانى منذ عام 1979 ورغم أن زيارة نجاد كانت لحضور قمة الدول الإسلامية، إلا أن مكتب الإرشاد من جانبه، إلى جانب الإعلام فى طهران أحاطوها عمدا بزخم إعلامى كبير.

حاول إخوان الإرهاب استغلال أصداء زيارة الرئيس الإيرانى للقاهرة وانعكاسات تلك الزيارة على دوائر صناعة القرار فى الولايات المتحدة، لترجمة تلك الانعكاسات بالبدء فى تكوين الميليشيات المسلحة الإخوانية على الأرض.

(2)

تظل القوات المسلحة عصية حتى على الشيطان.. وفى الظل كان هناك رجال من ذهب يستوعبون الأحداث، ويربطون الخيوط.. ويربطون الحبال.. بأحمال الجبال.

أخيرًا، كانت خطة خيرت الشاطر الالتفافية تعمد إلى تصور إمكانية تأسيس أجهزة أمنية ميليشياوية موازية للأجهزة الوطنية المصرية لحماية نظام مرسى الجاسوس.

حسب الخطة المفترضة أوكلت تأسيس تلك الميليشيات لقاسم سليمانى، لتبقى تلك الميليشيات تحت تصرف مكتب إرشاد الإخوان، خصوصًا بعد أن استعصت الأجهزة الوطنية المصرية على مرسى.

وفقًا لصحيفة التايمز البريطانية، زار قاسم سليمانى مصر لمدة 4 أيام، التقى فيها محمد مرسى وخيرت الشاطر، وعصام الحداد، وبعض مسؤولى مكتب الإرشاد، ووزير الشباب الإخوانى أسامة ياسين.

كانت المنافع متبادلة، فمن جانب الإخوان، غير بدء مشروع الميليشيات المسلحة، فإن الرسالة للولايات المتحدة والغرب قد تكون مناسبة فى ذلك التوقيت للتأكيد بنوع ما من المناورة على حرية الإخوان فى نسيج تحالفهم الإقليمى كما يرونه مناسبًا، حتى ولو كان الحليف هذه المرة هى طهران!!

من جانب طهران، فإن أكبر المنافع كان إقرار وضع جديد، وربما غير متصور، وغير منطقي، بتلاقى مركز الإسلام الشيعى فى إيران، مع خاصرة الإسلام السنى فى مصر الأزهر، فى تحالف واحد جديد، فى مواجهة الولايات المتحدة، وفى ضربة قاصمة، لإدارة باراك أوباما التي دفعت بالإخوان المسلمين إلى الحكم فى مصر!!

كانت طهران تبحث وقتها توسيع أفق تعاونها فى الشرق الأوسط، لتقدم لها إخوان الإرهاب الجسور للقاهرة على أطباق من ذهب، بينما فى المقابل كان مكتب الإرشاد فى المقطم، يبحث عن حليف قوى، يمكن أن يلعب به دور الضاغط القوى على الولايات المتحدة التي بدا أن الوقت حان كى يفكر الإخوان فى رد هدايا واشنطن كيفما تريد واشنطن!

كان مسلسل الاختيار ذاكرة للتاريخ.

فقد خططت الجماعة مع إيران، ضمن واحدة من دوائر النار التي أشعلوها فى عام ما يعلم به إلا ربنا، لكى تكون المؤسسات المصرية بالكامل من العناصر المنتمية للجماعة، فى حراسة ميليشيات مسلحة على غرار ما حدث فى إيران بعد عام 1979.

أفشل الرجالة المخطط، ثم سحقت 30 يونيو أوهام الإخوان.. وخدع الشيطان.

وفر عدنان يامن من مصر فورا بعدما علم انه مرصود .