الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

النوم والأكل ومقادير المياه وعدد الخطوات بالموبايل

صراع التكنولوجيا.. و«تعاليق رمضان»!

تطور الحياة وتفاعل أفراد المجتمع مع القفزات الجديدة فى مجال الأجهزة الإلكترونية والتطبيقات الإلكترونية أثر بشكل كبير على الكثير من عادات ومظاهر رمضان. 



واختفت القعدة مع بعض فى المدن والقرى حتى متابعة المسلسلات تضاءلت وتراجعت الزيارات لتحل محلها S.M.S أوWhatsApp.

 

 

 

لم يقتصر الأمر على ذلك فقط، لكن دخلت الإليكترونيات حياتنا أكثر من اللازم، واعتمد الكثيرون فى تنظيم احتياجاتهم من أكل ومياه ومتابعة الحالة الصحية على تطبيقات الموبايل، أشهرها تطبيق الساعات التكنولوجية، التى يقال إنها تساعد فى إنقاذ الحياة عند اضطراب الأجهزة الحيوية للجسم. 

 حتى النظام الغذائى وأنواعه وكمياته أصبحت تطبيقات بتوجيهات وتنبيهات على الموبايل أو الساعة .

الوضع بهذا الشكل له بالضرورة آثار على نفسياتنا وعلى المجتمع، وحسب الدكتورة إيمان عبدالله خبيرة الصحة النفسية، فالأزمة حولت المناسبات لصورة فانوس، ورسائل إلكترونية على الفيس بوك أو معايدة برسالة قصيرة مع جفاف المجتمع، ومشاعره وروابطه.

 

 

 

حل التليفزيون بمسلسلاته وبرامجه مكان الزيارات، وتراجعت الزينة الرمضانية فى الشوارع، وإن كانت موجودة على استحياء خصوصًا فى الأحياء الشعبية. 

 تفتقد د. إيمان عبدالله أيام زمان حيث التفنن فى تبادل التهانى بمناسبة دخول الشهر الكريم، ونذكر تبادل أطباق الكنافة والقطايف بين الجيران، حيث تبعث الأسرة بطبق ليعود لها مرة أخرى بحلويات نوع آخر. 

ويظل الوضع هكذا حتى ينتهى الشهر.

 

 

 

ترى د. إيمان أن التكنولوجيا ساهمت فى غياب حرف تراثية مثل المسحراتى التى اختفت تقريبًا رغم استمرارها نسبيًا فى الأحياء الشعبية والقرى، تقول د. إيمان إن المسحراتى ليس لإيقاظ  النائمين فحسب لكن للتعبير عن الفرحة برمضان والاحتفال بأحد مظاهره.

تذكر د. إيمان أيام فوانيس الشمع، وتقول إن التطور أدى إلى اختفائها، وتتذكر أيضًا عادات المجتمع والأطفال بعد صلاة العشاء، وكل يحمل فانوسه مع أغنية «وحوى يا وحوى إيوحا» ليعطيهم الجيران قروشًا لشراء الحلوى، احتفالًا بشهر الكرم والعطاء.

 

 

 

تقول : «النهاردة أصبح أمرًا معيبًا بالنسبة للأهالى؛ مع مخاوف من الزحمة وسرعة السيارات فى الشارع، بينما تحولت تسالى الأطفال للآيباد أو الموبايل، حيث يعيش كل طفل فى عالم خاص وحده متوحدًا مع وسائل التواصل، ولم يعد مدفع رمضان ملفتًا للانتباه، حيث أصبحت سيرته مجرد تذكار للزمن. 

وحذرت د. «إيمان» من الفشخرة التى تعد فى رأيها من أهم سلبيات التكنولوجيا؛ حيث يتم نشر كل الأنشطة اليومية عبر التواصل من الأكلات والمشروبات رغم أن رمضان فى الأصل شهر للتقرب من الله والتقليل من الماديات وزيادة الروحانيات.

من جانبه يوضح استشارى برامج الحماية الاجتماعية الدكتور يحيى هاشم، أن رمضان فى الماضى كان فرصة لتغذية الروح وزيادة العلاقات ترابطًا، حيث يتسابق الجميع فى الخير، وتأصيل عادات وتقاليد أصبحت مهددة بالتراجع بسبب التكنولوجيا بآثار مباشرة على سلوكياتنا بشكل ملحوظ.

 

 

 

يقول د. هاشم أنه لابد من الحديث المتكرر عن تسبب التكنولوجيا فى إبعاد الأطفال عن ممارسة الحياة العادية، ومنها الاستمتاع بالأجواء الرمضانية.

 ويضيف: فى الماضى كنا نتناول الإفطار فى رمضان كأسرة كبيرة، وبعده نجتمع فى جو البهجة والحب، وهو ما كان يدعم قيمًا معنوية مضافة فى نفوسنا وفى شخصياتنا بخلاف الصورة الحالية بعد سيطرة التكنولوجيا على كل فرد منخرطًا فى عالمه الافتراضى ليسود الصمت والبرود. 

 يتذكر د. هاشم رمضان زمن طفولته يقول: «كنا نجتمع لمشاهدة الفوازير التى كانت أيقونة ترفيهية يجتمع حولها الكبير والصغير إضافة للأعمال الدرامية التى لم يكن متاحًا مشاهدتها فى أى وقت خلال اليوم، أما الآن اختفت الفوازير وأثرت التكنولوجيا وفرقتنا، إذ إنه متاح لكل فرد أن يتابع ما يريده من دراما منفردًا من خلال المواقع والمنصات. 

 

 

 

 أكد د. هاشم فى نهاية حديثه على أنه لا بد من خطة لهزيمة تأثير التكنولوجيا سلبًا علينا، لا يعنى هذا إنكار التقدم، لكن لا بد من إعادة صياغة سلوكياتنا وتعزيز  ثقافة رمضان المميزة للمصريين بين الشعوب. 

هل ممكن أن يعود باختصار رمضان بتاع زمان ؟!