الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

120 سنة على بنائه

جنون «ابن الهيثم».. وخزان أسوان!

فكرة بناء السد بدأت قبل الفاطمين
فكرة بناء السد بدأت قبل الفاطمين

فيضان نهر النيل.. كان موسمًا قاسيًا على مصر كل عام.. يأتى على الأخضر واليابس باندفاع المياه من جبال شرق إفريقيا وصولاً إلى الجيزة.



تغرق الأرض من الطريق ويدفع الأهالى للهرب كل عام من غضب النيل كما كان يعتقد البعض زمان. دفع الأمر قادة وحكام مصر للبحث عن حل ومحاولة ترويض النهر ليصبح مصدرًا لتنمية ورخاء.

 

صمم مشروع السد السير "ويليام ويلكوكس"
صمم مشروع السد السير "ويليام ويلكوكس"

 

وكانت فكرة قديمة لبناء خزان أسوان، بدأت مما قبل الفاطميين حتى عهد الخديو عباس حلمى.

المحاولة الأولى المسجلة لبناء سد قرب أسوان فى القرن الحادى عشر، حيث استدعى الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله، المهندس «ابن الهيثم» إلى مصر، لتنظيم فيضان النهر.

وبعد عمل «ابن الهيثم» الميدانى، أكد للخليفة الفاطمى عدم جدوى المشروع.

من شدة خوف «ابن الهيثم» غضب الخليفة، تصنع الجنون، ما أدى إلى أن وضعه الخليفة تحت الإقامة الجبرية عشرة أعوام تقريبًا وهى الفترة التى كتب فيها كتابه المؤثر فى «البصريات».

تجددت أحلام السيطرة على فيضان النيل فى عهد الخديو عباس حلمى الثانى الذى وضع حجر أساس لإنشاء خزان عند أسوان عند الشلال الأول عام 1899، لينتهى بناء أكبر سد فى العالم بعدها بـ3 سنوات عام 1902.

كانت مصر دولة تعرف تلك المشروعات الضخمة للاستفادة من مياه الأنهار وتخفيف آثار الفيضان.

 

ويليام ويلكوكس ومجموعة العمل
ويليام ويلكوكس ومجموعة العمل

 

صمم مشروع السد السير «ويليام ويلكوكس» الإنجليزى المولود فى الهند، الذى بدأ العمل مع وزارة الأشغال المصرية 1883 ووصل إلى منصب مدير عام الخزانات.

خطط «ويلكوكس» لخزان أسوان وأشرف على بنائه وحتى اكتماله كما صمم وساهم فى بناء قناطر أسيوط «القديمة»، والتى أنجزت أيضا 1902.

شارك «ويلكوكس» فى بناء خزان أسوان العديد من المهندسين البارزين ذلك الوقت، منهم السير «بنيامين بيكر» الإنجليزى والسير «جون أيرد» مقاول الهندسة المدنية الإنجليزى أيضًا.

كان التصميم على أحدث ما عرفته أساليب بناء السدود ذلك الوقت، حيث صممت جوانبه بمثابة دعامة لاستيعاب عدد من البوابات، تفتح سنويًا لتمرير الفيضان والرواسب بمغذيات التربة الزراعية، دون الاحتفاظ بأى كمية، من المياه.

وتمت الاستعانة فى البناء بأحجار الجرانيت فوق صخور شلال أسوان، مع ضمان تأمين الملاحة النهرية، بما يسمح بمرور سفن الشحن.

بعد ما يقرب من قرن وربع من الزمان على إقامة خزان أسوان، مازال للآن داخل الخدمة مساهمًا فى تصريف 42 مليار متر مكعب على مدار العام، تستخدم فى توليد طاقة كهربائية نظيفة من محطتى كهرباء أسوان 1، 2.

ويبلغ طول خزان أسوان 20141 مترا، وبعرض 9 أمتار و180 بوابة، وتم استغلال اندفاع المياه لإنشاء محطتين للكهرباء مع طريق عليه يربط بين ضفتى النيل.

بعد تشغيل الخزان مع أولى مراحل إنشائه تبين أنه لم يكن يكفى للاحتياجات المستقبلية، فتمت تعليته مرتين الأولى 5 أمتار بين 1907 و1912 والثانية 9 أمتار ما بين 1929 - 1933 فارتفع إنتاج الكهرباء وليصبح الخزان بطول 1950 مترًا، بارتفاع المياه 36 مترا فوق قاع النهر الأصلى.

 

كان الفيضان موسما قاسيا على مصر كل عام
كان الفيضان موسما قاسيا على مصر كل عام

 

شكل خزان أسوان «حائط الصد» الأكبر لحجز المياه الزائدة موسم الفيضان مع استخدامها لاحقًا ليصبح إحدى المنشآت التاريخية والعملاقة والفريدة.

يوافق العام الجارى 120 سنة على افتتاح خزان أسوان الذى أطلق عليه «محتبس النيل» وتكلف وقتها 3 ملايين جنيه مصرى!

الخزان بمقاييس الزمان أكبر المشروعات الهندسية على النيل ويبعد عن القناطر الخيرية بمسافة تصل إلى 946 كيلو.

الخزان كان أيضا خط الدفاع الأول عن السد العالى فتصميم السد ارتبط بوجود الخزان وارتبط تصميم التركيبات الخاصة بتوربينات السد العالى على أن يكون أقل منسوب للمياه أمام الخزان 105 أمتار وأعلى منسوب 111 مترًا.