الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

كيف تحتفل النائبات بعيد الأم

برلمانية نعم.. لكن «أم» أولًا

النائبة مايسة عطوه وأحفادها
النائبة مايسة عطوه وأحفادها

عيد الأم هو مناسبة خاصة جدًا على قلب كل أم سواء كانت ربة منزل أو عاملة، فمع قدوم أول مولود للدنيا ومع أولى صرخاته تتبدل الحياة رأسًا على عقب، ويعاد ترتيب الأولويات، فلا يكون هناك أى مكان للأنانية، ويحتل الصغير المرتبة الأولى فى الاهتمام، لكن عندما تكون المرأة ناجحة وتمتهن مهنة صعبة يكون التحدى أكبر. 



(صباح الخير) التقت بأجيال مختلفة من نائبات البرلمان كل منهن لها تجربة مختلفة وجميعهن عشن الأمومة بكل تفصيلة فيها، وواجهن تحديات عديدة مرتبطة بالمجتمع والأسرة وتنظيم الوقت. 

 

نشوى الشريف وابنتها كيان
نشوى الشريف وابنتها كيان

 

أد التحدى 

النائبة نشوى الشريف عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، تقول أنها بدأت رحلة الأمومة بعد ثلاثة أيام من حلفها اليمين تحت قبة البرلمان فقد أنجبت ابنتها كيان، نشوى عاشت تجربة مختلفة حيث رفضت أخذ أجازة وضع وباشرت عملها البرلمانى بعد ثلاثة أيام من الولادة، ولم تقصر أيضًا فى واجبها كأم، فاصطحبت كيان معها فى كل مكان تذهب إليه لتؤدى عملها.

تقول نشوى: المرأة قادرة على فعل أكثر من شىء فى وقت واحد وبنفس الكفاءة، فلم أأخذ أجازة وضع ونزلت للعمل بعد ولادتى مباشرة حتى أننى سافرت لحلايب وشلاتين خلال فترة الدعاية الانتخابية. 

وتضيف: بداخلى طاقة تحدى كبيرة، فأنا تحت القبة لا أعبر عن نفسى فقط، لكنى أعبر عن كل امرأة مصرية، لذلك لا بد أن أعطى صورة مشرفة للمرأة المصرية التى تعمل وتنافس فى عملها وتستطيع أن تتولى أى مسئولية فى أى فترة من حياتها، فهى قادرة وناجحة فى أى منصب هى موجودة فيه.

وتكمل: تعلمت ذلك من أمى، فهى السيدة فاتن رضوان عضو مجلس نواب فى 2010 وكانت نقابية على مدار 25 عامًا متتالية فى 5 دورات نقابية متتالية، وكانت السيدة الوحيدة الموجودة على رأس نقابة عمالية فكانت رئيس نقابة مصر للبترول، وقطاع البترول من القطاعات المهمة والحيوية جدًا والقوية ومن الصعب أن تثبت سيدة فيها جدارة وتواجد، لكنها أثبتت ذلك ونجحت ولم تكن القيادة السياسية وقتها تدعم المرأة كما يتم حاليًا وعلى الرغم من ذلك كانت تنجح وباكتساح، وكان يطلق عليها المرأة الحديدية، وقد تعلمت منها الكثير لأنى كنت أذهب معها فى كل مكان، علمتنى كيف أكون جريئة وأن يكون كلامى له حجة، وكيف أقف مع الحق مهما كانت النتائج ولا أتراجع أبدًا. فتجربة والدتى هى أساس نجاحى وتجربتى من غير ماما بعد الله سبحانه وتعالى لم أكن لأنجح فيها، وأنا حاليًا أسير على نفس خطاها.

تقول نشوى: علمتنى أن أدافع باستماتة عن الحقوق وهى نفس فلسفة التربية التى سأعتمدها مع ابنتى كيان. وتشير نشوى إلى أنها اختارت اسم كيان لابنتها لقناعتها وحبها بكيان تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.

تغير جذرى 

نائبة أخرى من شباب نواب التنسيقية وهى النائبة أميرة العادلي تربطها علاقة خاصة جدًا بابنتها ليلى ذات الـ6 سنوات، فبمجرد أن ترى صورهما معًا أو تسمع كلامها عن ابنتها ستعرف مدى الحب وخصوصية العلاقة، تقول أميرة: ليلى غيرت الكثير فى حياتى قلبتها رأسًا على عقب، فأنا صحفية فى الأساس والعمل فى الصحافة تقريبًا 24 ساعة، وكنت أنشط فى العمل السياسى، فكان تحديًا كبيرًا جدًا عندما ولدت ليلى، وقتها كنت عضوة بالمكتب السياسى فى حزب المصريين الأحرار، وكنت أستعد لخوض انتخابات 2015 البرلمانية، فى حين كنت أتجهز للترشح للانتخابات عرفت أنى حامل، فكان أول سؤال سألته لنفسى: هل أنا مستعد ة لدخول البرلمان وتولى مسئوليات جديدة وأنا ما زلت مقبلة على حياة جديدة ومسئوليات أكبر، والتزام لرضيعة تحتاجنى أكثر من أى شىء آخر؟ فكان قرارى ألا أترشح فى الانتخابات، وقتها كنت أرى أنى سوف أقصر فى حق ابنتى وحق البلد، لأنى لن أستطيع أن أقوم بدورى بالشكل المطلوب، واقتصر تواجدى فى عملى وداخل الحزب، وجنبت التفكير فى مستقبلى السياسى من أجل مصلحة ابنتى.

وتضيف: العمل الصحفى من المهن الصعبة، فأنا لست موظفة أنجز عملى فى الساعة الثانية ظهرًا وأعود لمنزلى، ولكن أعمل على مدار اليوم كله تغطيات إخبارية وحضور كورسات وشيفتات، وأول سنة حصلت على أجازة بدون مرتب، لكن كنت أحضر اجتماعات المكتب السياسى وأصطحبها معى، وبعدما دخلت حضانة أصبح هناك نوع من تنظيم الوقت، لكن بالطبع فى كل مرحلة تزيد المسئوليات ويصبح الأمر أكثر صعوبة كى لا أقصر فى حقها، فأنا حريصة على أن أحضر لها «اللانش بوكس» بنفسى، وأذاكر معها وأوصلها لباص المدرسة صباحًا، وأتابع معها مواعيد تمارينها الرياضية، بالطبع تغير الأمومة الكثير من صفاتنا فى سبيل تكوين شخصية طفل .     

 

أميرة العادلى وابنتها ليلى
أميرة العادلى وابنتها ليلى

 

وتشير العادلى إلى أنها كأى أم مصرية عاملة تعرضت لبعض الضغوط النفسية عندما كانت تسافر أو تأخذ ابنتها معها لاجتماعات العمل فتشعر ببعض تأنيب الضمير، لكن بعد سنوات من النضج والتجربة أدركت أنه عندما تكون الأم ناجحة وتترك لأولادها ما يجعلهم فخورين بها فهو إنجاز كبير. 

وعن الاحتفال بعيد الأم قالت: أجمل شىء أستيقظ عليه صباحًا هو كلمة كل سنة وأنت طيبة، ثم تغنى لى أغنية عيد الأم، وفى المدرسة تقوم برسم بعض الكروت وكتابة جمل حب، والأعمال الفنية الصغيرة لتقديمها لى، وهو أمر يسعدنى ويفرحنى كثيرًا.

وتكمل: أنا وابنتى علاقة خاصة جدًا، فقد عودتها من وهى صغيرة أن يكون بيننا تعبير عن المشاعر، ويوميًا لا بد أن نقول لبعض «إننا بنحب بعض»، فالكلام وسيلة رائعة للتعبير عن المشاعر، وكلمة أنا بحبك التى تقولها لى ابنتى بالدنيا كلها تمحو أى تعب أو مجهود أو حزن.

قبل الجميع

جيل آخر من النساء عاش مراحل مختلفة، احتاج أن يثبت نفسه ويلقى بحجر فى المياه الراكدة، الكاتبة الصحفية الكبيرة وعضو البرلمان فريدة الشوباشى قالت: أشعر من مكانة ابنى أننى استطعت أن أربى كما ينبغى، وكما كنت أطمح لابنى فى مستقبل مشرف أطمح أيضًا لحفيدى نفس الشىء، وتضيف قائلة: فقدت زوجى الكاتب على الشوباشى عام 2001، لكن كان غرس في بذرة الإحساس بالمسئولية وهى الأساس، فالأم التى تشعر بالمسئولية تجاه أولادها وترعاهم عندما تتقدم فى العمر تجد أكبر جائزة من الممكن أن يحصل الإنسان عليها وهى العرفان بالجميل والحنان وهى مكانة خاصة جدًا تسعد أى أم.

وتشير الشوباشى إلى أن ابنها نبيل مقيم فى باريس لكنه يتصل بها يوميًا، والعلاقات بينهما كلها مودة وحب وحنان. سألتها: كنت إعلامية مرموقة وناجحة ومشغولة دائمًا فكيف كنت توفقين بين عملك وبين رعاية ابنك؟ فقالت: الحقيقة أن ابنى كان قبل أى شىء فى الدنيا، هو كان أولًا ثم تأتى بعده كل الأشياء، الأمومة إحساس مختلف، والاحتفال بعيد الأم هو تكريم للمرأة، فهى أساس الوجود ولا يوجد عظيم فى العالم بدون امرأة ولدته وساندته فى حياته.

 

الشوباشى مع حفيدها
الشوباشى مع حفيدها

 

أمى أولًا 

لكل أسرة تقليد فى الاحتفال بعيد الأم روتين جميل فى هذا اليوم، عن هذا تقول النائبة مايسة عطوة: أهم شخص فى هذا اليوم هو أمى، هى أولًا، أبدأ يومى معها من الصباح الباكر، أحتفل بها كأم وابنة وصديقة، نحاول جميعًا أن نسعدها ونعوضها عن أى تعب مرت به فى حياتها، وبالنسبة للهدية فأنا شخصية عملية جدًا، أحب شراء الهدية التى ستستفيد منها وتكون فى حاجة إليها، وبعد الاحتفال بأمى يأتى الدور على زوجة ابنى وبناتى، حيث أقضى الوقت مع أحفادى، نخطط لشراء الهدايا ومفاجأتهم وجعل اليوم مميزًا وتعزيز ثقافة تقديم الهدايا والعرفان بالجميل مشيرة إلى أن لديها ثلاث بنات وابنًا.

وعن كيف كانت توفق فى عملها ونجاحها وتربية أربع أبناء قالت: إن كلمة السر فى الزوج الواعى طالما مع المرأة زوج متفهم ومتعاون يقف بجوارها ويساندها لن تشعر المرأة أبدًا بأى تقصير، مؤكدة أنها نقلت ذلك لأولادها فعلمتهم الاعتماد على النفس والمشاركة.

كبيرة العائلة 

النائبة هالة أبوالسعد وكيل لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ترى أن نجاحها الأسرى والمهنى سببه وجود زوج داعم ومؤمن بعملها وبأهميته، مشيرة إلى أنه على الرغم من انشغال زوجها ومسئولياته الجسيمة فهو المستشار مصطفى درويش رئيس محكمة الجنايات، لكنه إنسان متفهم وداعم لى، ولم يكن بمقدورى تحقيق هذه النجاحات من دون دعمه.

أبو السعد لديها ثلاثة أبناء، أحمد 26 عامًا مهندس، وطارق 24 وكيل نيابة، ونادر فى آخر عام دراسى فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.

وعن الاحتفال بعيد الأم تقول: والدتى متوفية لكن لدى أختى الكبيرة هى كبيرة العائلة وفى مقام أمى، لذلك نحتفل معها كل سنة نجتمع كعائلة، وبالنسبة للهدايا فأولادى حريصون دائمًا على تقديم الهدايا لى، ويقدمونها فى شهر مارس مرتين، مرة فى عيد ميلادى، والذى يوافق 3 مارس، ومرة فى عيد الأم، ولا أحب أن يسألوننى عن ما أحتاجه أو أريده لأنى أحب المفاجآت جدًا.

ضغوط المجتمع 

المرأة عندما تكون امرأة ناجحة وعاملة تواجه الكثير من الصعاب أقساها وأصعبها اتهام المجتمع لها بالتقصير، هذا ما تعرضت له الكاتبة الصحفية الكبيرة وعضو مجلس الشيوخ فريدة النقاش فى سنوات شبابها وعملها بالسياسة والصحافة تقول: كتبت يوميات من قبل بجريدة الأهالى بعنوان «لا أخون أمومتى»، لأن الناس من حولى كانوا يحملوننى المشقة ويوجهون لى اللوم لأننى أعمل فى السياسة، وهناك من كان يتهمنى بالتقصير، وكانوا يقولون «لماذا تعملين أنت وزوجك.. يكفى أحدكما فقط»، ويطالبوننى بالكف عن العمل فى السياسة وأن أهتم بأبنائى، لكننى كنت أرى أن الأمومة أكبر بكثير من الوظائف البيولوجية لها، فلم أختار أن أترك أبنائى، وكنت أدافع فى الوقت ذاته عن اختياراتى السياسية.

وعن دور الزوج الراحل فى حياتها وحياة الأبناء أكدت أن التربية كانت قرارًا مشتركًا، لم يكن فى العلاقة تقسيم للأدوار، من يستطيع أن يفعل شيئًا للأولاد كان يفعله.