مدينة السحر والجمال

«أبدعوا بعقولكم.. وأحبوا الحياة بقلوبكم.. وانطلقوا نحو الغد الذى سيليق بكم» إنها كلمات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية التى تستهل كتيب حفلات قاعة الموسيقى بمدينة الفنون والثقافة التى تعبر عن إيمان السيد الرئيس بدور الفن والإبداع والثقافة فى تغيير الأمم، ودور الفنون كسلاح يواجه أفكار الظلام ويحارب تطرفهم ويجابه إرهابييهم. إن الفن والثقافة هما الذراع الفكرية والحسية التى تواجه عقول البشر فتحرك وجدانهم نحو قيم الحق والخير والجمال.

تزخر المدينة بعدد من المتاحف والمسارح ومراكز الإبداع والحدائق بجانب الأوبرا مما يجعلها بمثابة بيئة مثالية لتوطين الفنون والثقافة وإطلاقهما فى المحيط المحلى والإقليمى والعالمى، وكذا إطلاق نماذج مصغرة للمدينة فى محافظات الجمهورية ،مما يؤكد مساعى الدولة نحو العدالة الثقافية وترسيخ مفهوم بناء الإنسان فكرياً وحسياً من خلال مخاطبة وجدانه وتعاطيه مع الفنون الرفيعة التى تلعب دورها فى تغيير السلوك النمطى التقليدى لبعض الفئات والثقافات القابعة بما يحمله من مرجعيات عفى عليها الزمن ،لذا تكمن أهمية الدور الذى تلعبه هذه المدينة فى تأصيل أنماط حياتية وثقافية حداثية تتماشى مع مستقبل أبنائنا وشبابنا فى جمهوريتنا الجديدة، والتى تخطو الدولة المصرية خطواتها الوثابة نحو إرساء دعائمها بأيدى وسواعد أبنائها. حيث وضعت نصب أعينها بناء الإنسان الذى هو طرف المعادلة وبدونه لن تتحقق أهداف التنمية المرجوة، لذا جاءت مدينة الثقافة والفنون فى قلب العاصمة الإدارية الجديدة لتترجم الرغبة الحقيقية فى تغيير الثقافة السائدة بكل ما يبطنها من تراجع قيمى وأخلاقى لنؤكد أننا فى اللحظة الراهنة أمام هذا التحدى الأصعب لمواجهة ثقافات مغايرة تحمل قيماً وتقاليد وأعرافاً سادت لعقود بل لقرون فيما مضى، ولكن مع كافة تلك المتغيرات والتحديات التى تواجه المنطقة وتواجهنا من أعداء الوطن المتآمرين فى الداخل والخارج وفى ظل الانفتاح والتكنولوجيا، نجد السعى الدءوب يرسم مستقبلاً راسخاً لثقافة الجمهورية الجديدة مؤكدة على هويتها التى لا تنسلخ عن ماضيها وإنما أيضاً ساعية نحو حداثتها دون أن تتنازل عن مبادئها الضاربة فى عمق التاريخ والحضارة.

إن هذا التنوير بفلسفته العميقة إنما يطرح تقدير الدولة بدور الفن والفنانين ويفتح سبيلاً لتبنى الإبداع، ويعمل على تلاقح الثقافات وتبادلها لخلق أجيال ذات أفق متسع مشمولاً برعاية وطنه ومتجاوزاً الحدود الجغرافية من الداخل نحو رسم إبداع متجانس يطوف خارج هذا المحيط ليؤكد على تعزيز هويتنا وقيمنا الراسخة بريادة حقيقية تعيد إلينا السبق وتضع مبدعينا فى دائرة الاهتمام الدولى المرجو. فما تلعبه الفنون من تأثيرات تتجاوز القدرات السياسية والاتفاقيات الدولية.

فالإبداع الحقيقى يتجاوز كل المحددات والمعايير العقلية مخاطباً النفس البشرية بلغة شاعرية إنسانية يتلقاها الجميع لتحقيق المتعة بالجمال.

السيد الرئيس، اهتمامكم بالبشر والحجر له مغزى واقعى لبناء مصرنا الحديثة وبنهضة وتطوير غير مسبوق يؤكد بناء الجمهورية الجديدة.