الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

رجالة.. وجاهزين للمونديال

مانيه وصلاح .. تحدى الأصدقاء
مانيه وصلاح .. تحدى الأصدقاء

بعد إجازة قصيرة، يواصل منتخب مصر استعداداته لمقابلة منتخب السنغال فى مباراتى الذهاب والعودة فى تصفيات كأس العالم، بعد منافسة شرسة خاضها منتخب مصر وبطولة أظهرها المنتخب فى أمم إفريقيا؛ حيث  اجتاز المنتخب الكثير من المعوقات والطرق الصعبة حتى وصل للمباراة النهائية وخرج بركلات الترجيح بعد أداء مميز.



واستمرت الإشادات للمنتخب المصرى فى الصحف العالمية والإفريقية، وما أظهره الفراعنة من تحمُّل كثير من الضغوط التى عاشها نجوم مصر والجهاز الفنى منذ أن وطأت أقدامهم الكاميرون ومرورًا بأول مباراة أمام نيجيريا فى دور المجموعات، ورغم عدم توفيق المنتخب فى المباراة؛ فإن موقعة نيجيريا كانت بمثابة نقطة الانطلاق الحقيقية للفراعنة والتى ساهمت فى تصحيح المسار حتى الوصول إلى المباراة البطولية أمام السنغال.

 

 

 

مصاعب الطريق

لم يعش منتخب مصر أى أجواء طبيعية فى الكاميرون؛  بداية  من التنظيم السيئ  والانتقادات الكبيرة للدولة المستضيفة بسبب ضعف الإمكانيات، ومرورًا بعدم وجود أى مراكز للاستشفاء والتخلص من الإجهاد واضطرار اللاعبين لاستخدام «البراميل» من أجل التعافى من الحمل الزائد على العضلات. 

 مهم الإشارة إلى أن منتخب مصر فوجئ حين وصل إلى الدور  نصف النهائى بأن صامويل  إيتو رئيس الاتحاد الكاميرونى  لكرة القدم دعم الاتجاه  لتصوير لقاء منتخب بلاده مع الفراعنة على أنه حرب يجب الانتصار فيها، وهو ما نقل  إلى جمهور البلد  المستضيف  وتحول الملعب  إلى حلبة ضغط غير عادية  خرجت عن روح الرياضة طوال 120 دقيقة حتى الوصول إلى ركلات الترجيح والتى تفوق فيها الحارس محمد أبوجبل ببراعة.

وحسب مراقبين، فإن إيتو اضطر لاختلاق حالة من الضغط على المنتخب المصرى كوسيلة للتمويه بعد الانتقادات اللاذعة التى تعرضت لها بلاده بسبب سوء التنظيم  والذى ظهر  من خلال انتشار فيروس كورونا بين المنتخبات الإفريقية والوفيات التى نتجت من حادثة التدافع الشهيرة التى لقى منها بعضهم مصرعه والتى لم يتم إعارتها أى اهتمام، دلالة على أن مستوى الفوضى وصل إلى قمة مستوياته. 

 وما زاد من الضغوط على المنتخب المصرى كانت المؤشرات التى تحققت فيما بعد، بأن التحكيم سيكون اللاعب الإضافى للفرق المنافسة، وقد تعرض الفراعنة للكثير من حالات الخشونة داخل الملعب وقوبلت  بفتور من جانب الحكام وكان المبرر لذلك هو  أن أسلوب اللعب داخل إفريقيا يميل إلى العنف!.

 

خطورة تريزيجيه .. ورقة رابحة فى المنتخب
خطورة تريزيجيه .. ورقة رابحة فى المنتخب

 

 وعانى منتخب مصر فى الكاميرون بسبب انتشار العدوى بفيروس كورونا، وسط شائعات استهدفت الفريق والجمهور المصرى،  منها الإشاعة الأكبر بإصابة محمد صلاح بكورونا ما يمنعه  من اللعب!.

 وتعرض الجهاز الفنى لسلسلة من المطبات تفوق عليها كلها منها الإصابات التى تعرض لها نجومه بداية من الحارس المخضرم محمد الشناوى ومرورًا بحمدى فتحى ومحمد أبوجبل الذى لعب رغم الإصابة وبمجهود كبير من الفريق الطبى  للمنتخب لإعداده للعب, كان  المطب الآخر هو إصابة أكرم توفيق بقطع فى الرباط الصليبى للركبة خلال مباراة نيجيريا وخضوعه لجراحة عاجلة فى أوروبا  حرمته العودة إلى البساط الأخضر لمدة 7 أشهر تقريبًا، ما أدى إلى أن خسره منتخبنا خلال البطولة.

 وبخلاف الضغوط البدنية كانت الضغوط النفسية أكبر على لاعبى الأهلى الذين كانوا يدركون أن المباراة النهائية سيتبعها على الفور رحلة طويلة إلى الإمارات العربية من أجل استكمال مباريات كاس العالم للأندية بدلا من الحصول على قسط من الراحة جراء الماراثون الطويل من المباريات والأشواط الإضافية الأكثر عددًا فى خلال رحلة البطولة الإفريقية. 

 أما المباراة النهائية مع السنغال فكانت أحداثها مثيرة، عكس فيها منتخبنا رجولته فى الملعب، فى مواجهة  القوة البدنية المفرطة للاعبى السنغال ومرورًا بوقوف الجمهور الكاميرونى ضد الفراعنة بعدما تسببت مصر فى إقصاء البلد المستضيف. 

وتأثر المنتخب بغياب كيروش بعد إيقافه فى مباراة نصف النهائى  واضطر لإدارة موقعة السنغال من المدرجات  حيث كان بجوار المشجعين.

 وكلل منتخبنا نجاحه بأنه عقب كأس الأمم الإفريقية ظهر تقدم مصر فى تصنيف الفيفا ليصل إلى المرتبة رقم 34 بعدما كان فى المركز 51 وبات حاليًا رابع أقوى منتخب بعد كل من السنغال والمغرب ونيجيريا مع رغبة أكيدة وإصرار لنجوم المنتخب للتأكيد على أن لديهم الكثير ليقدموه مع منتخب السنغال فى الطريق لكأس العالم.

تكريم لائق 

 وأثنى عمرو الجناينى رئيس اللجنة الخماسية التى كانت تدير اتحاد الكرة سابقا على التقدير الشعبى للمنتخب من جمهور الكرة المصرية، لافتًا إلى أن إشادة الرئيس عبدالفتاح السيسى بأداء المنتخب كانت عاملًا أساسيًا لدعم إصرار المنتخب فى المباريات المقبلة.

وأوضح الجناينى أن اللاعبين خاضوا مباريات كأس الأمم الإفريقية فى ظروف غير طبيعية وأن الوصول إلى النهائى فى ظل الأجواء التى عاشها الفريق هناك بمثابة إنجاز كبير.

وشدد الجناينى على قدرة الجهاز الفنى بقيادة البرتغالى كارلوس كيروش على خوض المنافسات  خلال الشهر المقبل فى التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم والتى سنواجه فيها السنغال أيضًا فى مباراتى الذهاب والإياب. 

 وأشار الجناينى إلى أن رجال المنتخب يملكون خبرة التعامل مع السنغال وهم قادرون على استدراك أى  ثغرات.

وأشار الجناينى إلى أن ما يثير الإعجاب هو أن المنتخب خاض جميع المباريات الإقصائية عبر الوقت الإضافى واستطاع الوصول إلى المباراة النهائية دون أن يقصر أى من اللاعبين أو الجهاز الفنى؛ حتى أن السنغال حسمت اللقب بمجرد ضربة حظ كما يقال. 

 واختتم الجناينى حديثه بأننا لدينا الثقة فى حجز بطاقة التأهل إلى كاس العالم. 

 

إمام عاشور تفوق على مانيه وفقا للإحصائيات
إمام عاشور تفوق على مانيه وفقا للإحصائيات

 

دفاع مميز.. هجوم أقل 

من جانبه، أكد أسامة عرابى نجم الأهلى الأسبق أن الأداء المميز لمنتخب مصر ظهر بقوة فى الأدوار الإقصائية وتحديدًا بداية من موقعة كوت ديفوار، مشيرًا إلى أن البعض  فهم تصريحات كارلوس كيروش المدير الفنى البرتغالى لمنتخب مصر خطأ والتي قال فيها أنه لا يفكر سوى فى التأهل إلى كأس العالم  وهو ما فهمه البعض أن الفراعنة لن يحققوا شيئًا فى كأس الأمم الإفريقية.

وأثنى عرابى على كيروش وأدائه، مؤكدًا على أن أهم ما يميزه أنه أدى جميع المباريات بواقعية؛ حيث كان يدرك أدواته وحاول استغلالها بالشكل الأمثل.

مؤكدًا أن وصول اللقاء إلى ركلات الترجيح بعد الشوطين الإضافيين  هو الروح الكبيرة والأداء المميز من اللاعبين. 

وأشار عرابى إلى أنه حين تدخل مصر بطولة لكأس الأمم  عادة ما تكون مرشحة للفوز باللقب باعتبارها أكثر الفرق التى حصلت على تلك البطولة من قبل. 

 وأكد عرابى أن الجانب الدفاعى لمنتخب مصر كان شديد الخبرة وننتظر  من كيروش تطوير الجانب الهجومى من أجل البحث عن مزيد من الأساليب  غير التقليدية التى لا يتوقعها المنافس.

وتقدم عرابى بتحية وتقدير للاعبي المنتخب المصرى وخاصة الخط الخلفى الذى يتكون من الشناوى وأبوجبل ومحمود حمدى الونش ومحمد عبدالمنعم وعمر كمال وأحمد أبو الفتوح والذى كان يمثل الركيزة الأساسية لدفاع الفراعنة على الأداء الذى قدموه طوال البطولة، مشيرًا إلى أن الكثير من النجوم الدوليين فى الفرق المنافسة أصيبوا بالإحباط  الشديد بعد فشلهم فى التسجيل فى مرمانا.

انتقادات مرفوضة 

 ومن جانبه، رفض النجم فاروق جعفر قائد الزمالك الأسبق ما لجأ إليه البعض فى توجيه انتقاد اللاعبين فى التوقيت الحالى خصوصا أن الفريق أدى بقوة وأن الجهاز الفنى بأكمله أدى ما عليه فى ظل الأجواء غير الطبيعية التى أقيمت فيها كأس الأمم الإفريقية.

 واشار جعفر إلى أهمية الدعم بالتفكير فى المستقبل من أجل إسعاد الجمهور بالوصول إلى كأس العالم مرة أخرى. 

 وأوضح جعفر أن منتخب مصر تحمل الكثير من الضغوط الفترة الماضية ويجب أن يفتخر الجمهور بما حققوه خصوصًا وأن مصر كانت قريبة من إحراز اللقب لولا ركلات الجزاء التى ابتسمت للسنغال.

 واعتبر علاء عبدالصادق مدير الكرة الأسبق بالنادى الأهلى أن الجهاز الفنى لمنتخب مصر هو الأجدر بتحديد العناصر التى تفيده سواء أثناء البطولة أو فى المستقبل خاصة  فيما يتعلق باختيار اللاعبين والتشكيل لأنهم الأقرب لمعرفة كل التفاصيل الصغيرة بوضع كل لاعب.

واستكمل عبدالصادق حديثه بأن الفراعنة قدموا ما عليهم وأظهروا روحًا كبيرة فى التعامل مع المواقف  الصعبة ومثل هذه البطولات هى التى تكشف معادن الرجال.