الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
ماجدة الجندى وزاد الرحلة

على فكرة

ماجدة الجندى وزاد الرحلة

حملت كتاباتها شغفا بالروح المصرية، والمجتمع المصرى فانحازت للوحات محمود سعيد، ورؤى سيد عويس لهتاف الصامتين، وللإنشاد الشعبى ترجمان أشواق المصريين.



أبرزت فى مقالاتها وحواراتها كل من عشق مصر وألهمته فكتبت عن جون لاكتوير الكاتب الفرنسى الذى كتب وزوجته سيمون كتابا عن مصر فى منتصف الخمسينيات تحت عنوان «مصر فى حركة»، فى سطورها الجميلة قد أتت، وهى تصوِّر يومًا فى حياة نفرتيتى، فتقول ماجدة الجندى فى مقالتها تلك: «لم أكن أدرى أن ولعًا مصريًا بالأجداد سيوقع بى ويحبسنى لأيام مع «خبيئة» من سلسلة الألف كتاب الثانى التى صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، هذا الولع الذى مَيَّزَ كتاباتها يمس قلب قارئها وعقله معا.

رحلت ماجدة الجندى الكاتبة المبدعة التى بدأت رحلتها الصحفية فى أوائل سبعينيات القرن الماضى على صفحات مجلة صباح الخير فكانت من أهم كاتباتها، كما عملت فى جريدة الأهرام فأشرفت على صفحة ثقافية مهمة هى «غذاء العقول» كما رأست تحرير مجلة «علاءالدين» للأطفال.

وظلت كتاباتها تحمل روحها المصرية العذبة بعمقها وحرصها على البحث عن الجديد والشائق وكتاب «كما تدور عجلة الفخار» الذى جمع فيه الكاتب والأديب إبراهيم فرغلى مجموعة من مقالاتها كتاب يوثق لرحلتها فى الكتابة الصحفية، وقد صدر الكتاب عن دار العين، وضم أيضًا عروض الكتب والحوارات المهمة التى أجرتها مع شخصيات من أبرز كُتاب العالم ومنهم جونتر جراس وامبرتو ايكو، وأندريه ماكين، لقد كانت ماجدة الجندى تعيش ما تكتب وتنتقى من رحيق الكتب الأكثر عمقًا، أحبت كلمات الكاتب الألمانى جونتر جراس فى حوارها معه وهو يقول: «حين أكتب أدوس بقلمى فوق موضع الألم»، وقد كان جراس يرى أن الكاتب لا يخاف من شيء قدر خوفه من صفحة بيضاء لا يجد الكاتب الرسالة التى يضمنها فى تلك الصفحة ويبعث بها إلى الناس، لذا قالت عنه ماجدة الجندى: «جونتر جراس كاتب الضمير».

وفى حوارها مع الكاتب الفرنسى أندريه مكين أبرزت مقولته: «الأدب هو خط الدفاع الإنسانى الأخير عن خصوصية البشر».

وفى حوارها مع محمد حسنين هيكل اهتمت بأن تنقل لقارئها مقولته ذات الدلالة العميقة:

«ثلاثة أسماء لا تفارقنى هى: ابن تغرى بردى، وابن إياس، والجبرتى، والثلاثة لا يمكننا بدونهم فهم روح مصر السياسية والفكرية فى التاريخ القريب، أما سيد عويس فقد أبرزت رؤيته فى قوله: «إن العمر المدون للمجتمع المصرى سبعة آلاف عام لكن العمر غير المكتوب لم يستطع أحد تحديده، ولا سبيل لفهم هذا المجتمع إلا بالعلم، ويعنى ذلك دراسة البناء والظواهر والقيم والعناصر المكونة والمعوقة أيضًا».

كانت الأسئلة تتدفق فى حواراتها وتأملاتها لترسم صورة المناخ القادر على إنبات الاندفاعات الإبداعية الجارفة والقادرة على حمل بذور الروح المصرية، والتى كانت ماجدة الجندى ممن يحملونها بصدق وإخلاص.