السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
المرأة التى خدعت الكبار !

المرأة التى خدعت الكبار !

اسمها إليزابيث هولمز.. إنها شابة شقراء جميلة تألقت فى وادى سيليكون وانبهر بها كبار رجال أمريكا لسنوات عديدة بدءًا من 2003 , لأنها كانت صاحبة حلم كبير جدا وابتكار مبهر للغاية. مما دفع كبار أصحاب المال والاستثمار فى أمريكا إلى المساهمة بمئات الملايين من الدولارات من أجل نجاح شركتها ثيرانوس واختراعها الخاص بإجراء عشرات من الاختبارات التحليلية للدم.. من خلال سحب كمية قليلة جدا من الدم من إصبع اليد..



الفكرة كانت تبدو عظيمة، كما أن مشروعها الحلم صار حدوتة يرددها المستثمرون وأصحاب المال.. وتحولت إليزابيث هولمز إلى أسطورة وشخصية شهيرة تحتل أغلفة مجلات أمريكية وتحضر ندوات مع أصحاب القرار والنفوذ فى واشنطن. إلا أنه مع مرور السنوات وطرح التساؤلات والشكوك حول جدوى الاختراع المنتظر تبين أن ثيرانوس كانت خدعة وكذبة صنعتها وروجتها إليزابيث هولمز.. ومن أغسطس 2021 لبداية يناير 2022 كانت محاكمتها فى سان هوزيه بولاية كاليفورنيا. وقد صدر الحكم بإدانتها بأربع اتهامات من 11 اتهامًا موجهًا إليها بالنصب والاحتيال. ولم يحدد بعد مصير إليزابيت هل هو السجن لمدة قد لا تقل عن 20 عامًا أو قد تصل لـ80 عامًا أو إعادة المحاكمة بتهم أخرى؟ المحاكمة استمرت نحو أربعة أشهر.

محاكمات أهل الشهرة خاصة فى كاليفورنيا تكون عادة سيركًا إعلاميًا يخطف انتباه أهل المكان وأهل الكار نفسه وكل من له رغبة فى أن يكون فى الأضواء أينما كانت.. اذهب إلى حيث الأضواء.

كانت إليزابيث فى الـ 19 من عمرها عندما أسست شركة ثيرانوس قبل أن تترك الدراسة فى جامعة ستانفورد. إلا أن حسب ما تم وصفه من جانب الادعاء خلال المحاكمة فإن الفترة الزمنية من عمرها ما بين 26 و37 (عمرها الآن) هى التى تم فيها الاحتيال والنصب.. وبالتالى كانت بالغة فى العمر «بما يكفى لكى تعرف الفارق بين ما هو صح وما هو غلط» وجدير بالذكر أن شركة ثيرانوس وصلت قيمتها إلى نحو تسعة مليارات دولار. كما أن مجموعة الأموال التى جمعتها إليزابيث من المستثمرين وصلت إلى 945 مليون دولار.

 

 

 

وقد تم توجيه اتهامات الاحتيال والنصب لإليزابيث هولمز فى 2018  إلا أن محاكمتها تأجلت لأسباب خاصة باستكمال الأوراق والإجراءات ثم جاءت الجائحة ثم كانت ولادة ابنها فى شهر يوليو الماضى.

ومن الطبيعى أن يتساءل المراقبون: هل قضية ثيرانوس سوف تغير ثقافة أو ذهنية وادى سيليكون؟! ما حدث أو ما قد يحدث لإليزابيث هولمز غالبًا لن يعطى درسًا لوادى سيليكون! ..هل لعبت نفس اللعبة ولكنها أخفقت فى إكمالها؟ أم أنها لم تلتزم بقواعد اللعبة وعقلية المكان وانتهازيته..؟ وبالتالى كان عليها أن تخرج من اللعبة حتى لا تشوه صورة الملعب واللعبة واللاعبين الآخرين.. لسنوات طويلة (كما يقال) كان الشعار الخفى الكامن فى نفوس الذاهبين إلى وادى سيليكون مهد التكنولوجيا الحديثة.. بأنك تكذب وتدعى حتى تحقق ما تريده.. ولم يكن بالأمر الغريب أن نسمع وأن نقرأ أيضًا فى المقابل وحسب رأى أهل وادى سيليكون أن هولمز تعلمت كل الدروس الغلط.. أو الخاطئة. وأنها حاولت أن تكرر ما فعله ستيف جوبز (صاحب آبل) إلا أنها فى الوقت نفسه لم تستطع أن تتعامل مع الفشل.

جون كارييو كاتب التحقيقات الاستقصائية بصحيفة «وول ستريت جورنال» هو الذى بدأ من خلال كتاباته كشف حقيقة ثيرانوس ووهم المنتج الجديد لتحليل الدم والأهم فند أكاذيب إليزابيث هولمز.. والأوهام التى روجتها مع شريكها فى العمل والحياة فى سنوات المجد «سانى بالوانى» وابتزت بها مئات الملايين من الدولارات. ما كتبه كارييو من تحقيقات تم إصداره فى كتاب بعنوان Bad Blood (الدم الفاسد) صدر عام 2018.. كما أن منصة الأفلام HBO أنتجت فيلمًا وثائقيًا يتناول المخترعة الشابة والشركة الوهم وعقلية الخداع والابتزاز فى وادى سيليكون.

أن تتحدى مجتمع عمل وعالمًا يهيمن عليه الرجال.. وأن تحاط باهتمام وتنال دعم كبار أمريكا مثل هنرى كيسنجر وجورج شولتز.. والجنرال جون ماتيس.. أن تتحدث بقلبك وبحماس عن حلم يخص صحة الإنسان وأن تعرف كيف تحكى كل هذا فى توليفة مشاعر وأحلام وأكاذيب.. هذه هى إليزابيث هولمز أو التى كانت.