الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الجمهـوريــــة الجـديـــــدة

الرئيس : محدش هيحب مصر أكثر مننا
الرئيس : محدش هيحب مصر أكثر مننا

كان اللقاء المفتوح للرئيس عبدالفتاح السيسى مع المراسلين والصحفيين الأجانب أحد أهم فعاليات منتدى شباب العالم، إذ اتسم بالصراحة الشديدة والوضوح الكامل من رأس الدولة الذى لم يرفض الإجابة عن أى سؤال.



وفى بدايته، قال الرئيس إن منتدى شباب العالم فرصة لكى نسمع بعضنا البعض، والآراء المختلفة، مشددًا: مفيش حد له الكلمة العليا فى أى موضوع إذا كنا بنؤمن بالحوار الحقيقى، والرقى الفكرى الحقيقى.. ومحدش يتصور إنه عنده رؤية العالم يمشى عليها، وده اللى الجماعات المتطرفة عايزاه.

 

يحيا شباب العالم
يحيا شباب العالم

 

وتابع: أوعوا حد يتصور إنه هو الأفضل، من حقه يفكر إنه هو الأفضل، بس فيه فرق بين إن هو الأفضل، وبين إن يفرضه على الآخرين على أنه النهج والمسار اللى لا حياد عنه، وغير كده تبقى متجاوز.

وأكد الرئيس على أهمية الحوار واختلاف الآراء، لأنه لا يوجد من يمتلك الحقيقة المطلقة أو المسار السياسى المطلق، موضحًا: إذا كنتوا بتؤمنوا بالتعدد والتنوع والاختلاف حقيقة مش منظور دينى فقط، ولكن حتى من منظور فكرى وثقافى وسياسى.

وحول نسب الفقر فى مصر، قال: حد يقول إن نسب الفقر فى مصر عالية.. صحيح، بس تعالى قولى، أنت تعرف إن الدولة دى 100 مليون ومواردها محدودة! كيف تستطيع الدولة بكل ما أوتيت من قوة تعظيم مواردها لتتيح لها إنها تخلى معدل دخل الفرد جيدًا.

 

عدم التمييز شعار نمارسه
عدم التمييز شعار نمارسه

 

وعن حال المستشفيات فى مصر، قال الرئيس: إن البعض قد يقول إن المستشفيات فى مصر لا تقدم خدمة طبية جيدة، ده صحيح، بس تقدر تقولى دولة زى مصر كل موازنتها المتاحة تساوى 10 % من الأموال المطلوبة لتشغيل وإدارة الدولة المصرية، أنت عاوز تريليون دولار.

وردا على سؤال صحفى عن الأوضاع فى السودان قال الرئيس:

دعمنا المجلس السيادى بكل عناصره، لأن السودان يمس الأمن القومى المصرى واستقرارها أمر فى منتهى الأهمية لنا، والاستقرار لا يأتى إلا بالتوافق وليس بشكل آخر.

وقال الرئيس: حريصون على استقرار المنطقة وليس السودان فقط، لأننا شفنا إن الحالة الموجود فيها الجسد العربى فى سوريا ولبنان والعراق وليبيا والصومال ودول كثيرة، ويا ترى هو ده الوضع الصحى للمنطقة؟! الاستقرار سيمنح فرصة للجهود فى المنطقة أن تتحرك فى اتجاه التنمية والتعاون. وقال إن الدولة تريد أن تجعل التعليم أفضل تعليم فى العالم، وكذا الخدمة الصحية لتكون الأفضل على الإطلاق، مشيرا إلى أن هناك حالة رضا بين المواطنين لما تقوم به الدولة.

وتابع: 7 أو 8 ملايين إنسان شغالين ومبطلناش شغل، ومش هنبطل وهنفضل نشتغل لحد ما نخليها بلد بجد، ومش هتبقى كده إلا بينا كلنا، وثقتنا فى نفسنا وقبلها ثقتنا فى ربنا، إنه يساعدنا ونجتهد.

وأشار الرئيس إلى أن الدولة المصرية تحرص على تحسين التعليم وتنمية الإعلام والدراما المصرية بشكل قوى، ونحاول أن نطور ونصلح الخطاب الدينى فى إطار العنوان الكبير، وهو أن هذا الوجود خلقه ربنا، وما يحدث فيه من تطور ليس خارجا عن قدرته.

معلومات غير دقيقة

ورد الرئيس، على سؤال عن حالة حقوق الإنسان وزيادة ما أسماه بـ حالات اعتقال واحتجاز، قائلا: هطرح على شبابنا المصرى الموجود هنا وعلى شباب آخرين، لو مستعد إن هو ياخد كل البيانات التى تُطرح ويتم تداولها فى الخارج عن العدد والسياسيين والاحتجاز والاختفاء القسرى ويتم خلال شهر أو شهرين أو 3 شهور الوقوف على حقيقة ذلك، وأتحدث عن شباب محايد وعندما تظهر نتائج عمل هذه اللجنة يعلنها للناس.

وأضاف: أحيانا تكون البيانات المتحصل عليها غير دقيقة والموضوعات التى يتم طرحها ليست كاملة، وهقول هاتوا البيانات اللى انتو بتتكلموا عليها وقوائم الاختفاء القسرى وعملنا ده قبل كده فى أول مؤتمر شباب لتصويب أى إجراء خاطئ.. هو انتوا بتحبوا شعبنا أكتر مننا؟ هو أنتو خايفين على بلادنا أكتر مننا، أنا بتكلم اللى بيسمع بلدنا مش لاقية تاكل مستعدين تساعدونا؟! البلد دى عاوزة تعيش والشعب عاوز يكبر وينمو زى ما الباقى كبر وبقى حكاية، عاوزين نبقى حكاية إحنا كمان، وعشان كده بقول محدش هيحب مصر أكتر مننا.

 

الرئيس السيسى: هاخد بيد البلد لقدام
الرئيس السيسى: هاخد بيد البلد لقدام

 

وتحدث الرئيس عن أزمة المياه فى مصر وإيجاد حلول للتغلب عليها، من بينها إعادة تدوير المياه، لافتًا إلى أن مصر خلال 3 سنوات ستكون الدولة الأولى عالميا فى تدوير المياه.

سد النهضة

وعن ملف السد الإثيوبى قال الرئيس: إحنا ننظر بكل تقدير وإيجابية فى التنمية لأشقائنا فى إثيوبيا، بس أرجو ألا يكون ذلك على حساب المياه، وزى ما إنتو شوفتوا الدولة المصرية فى المياه تقريبًا عايشة على شريط المياه اللى بييجى من أسوان حتى الإسكندرية، وباقى الأرض اللى هى حوالى 95 % أرض صحراوية.

وأشار إلى أنه حرص منذ توليه السلطة على إدارة ملف السد الإثيوبى من خلال الحوار الهادئ والتفاوض بعيدًا عن أى شكل من أشكال الانفعال، وأن هذه أمور بين البلدين من الممكن أن تحل، والوصول إلى اتفاق حول ملء وتشغيل السد.

وأضاف: كنا فى سنة 2015 وصلنا لاتفاق مع أشقائنا الإثيوبيين والسودانيين بشأن هذا الموضوع، أنه لا يتم ملء السد إلا بعد الوصول لاتفاق قانونى بشأن عملية الملء والتشغيل، تراعى كل شواغلنا، ولما استمر سنة واثنين وثلاثة وأربعة ولم نصل إلى حل، والموقف الإثيوبى كان جامد فى مكانه اضطرينا إن إحنا نتحرك فى طريق مجلس الأمن حتى نعطى قوة دفع مش الهدف منه كان أكتر من إن يكون فيه قرار لمجلس الأمن يؤكد أهمية سرعة الوصول إلى قرار أو اتفاق بشأن ملء وتشغيل سد النهضة.

 

 

 

حرية التعبير

وأكد الرئيس أن حرية التعبير والرأى مكفولة قائلا : مستعد أسمع أى نقد حقيقى يكون ده سبيل لتقدم الدولة، أمنى أنا والحكومة إننا ناخد الشعب لقدام مش ناخده للضياع والتدمير.

وأضاف: أنا دايما أقول مستعد فى كل سنة أعمل انتخابات فى مصر، كل سنة، بس بطلب شرط واحد ثمن تكاليف الانتخابات تدفعوها أنتم، أنا بتكلم بجد، وكل المنظمات الدولية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والاتحاد الافريقى والجامعة العربية ومنظمات المجتمع المدنى تقف على اللجان، والناس إن قالت لأ هسيبهم وأمشى.

وأضاف: إرادة الناس فى مصر هى المعيار، الناس فى مصر لو مش عاوزينى همشى علطول وييجى حد تانى، دا الكلام النهائى، غير كده يبقى عبارة عن إساءة وتشويه شكل الدولة.

وكشف الرئيس عن كواليس حوار دار بينه وبين السفيرة الأمريكية فى عام 2011.. قائلا: «السفيرة الأمريكية فى عام 2011 كانت بتقولى «مين اللى هيحكم مصر .. ورديت عليها اللى هيحكم مصر الإخوان.. وقالت لى طب وبعدين قلت لها بعدين هيمشوا لأن الشعب المصرى لا يقاد بالقوة ولا يذهب إلى الجامع والكنيسة بالعافية». 

وعن الإرهاب قال الرئيس: عندنا مركز فى مصر قادر على إنه يقوم بعمليات التدريب والتأهيل وتبادل الخبرات فى مجال مكافحة الإرهاب، الإرهاب يستخدم كأداة لتدمير وتخريب مستقبل الدول وتفضل دولنا فى دوامة التخلف والتراجع.

وعلق الرئيس على تناول الإعلام الغربى السلبى لبعض القضايا فى مصر، قائلا: محدش يقدر يقول للآخرين تقول إيه أو متقولش إيه، لازم نقبله، هو حر، لكن إحنا كمان حرين إننا نبنى بلدنا لحد ميلاقوش حاجة يتكلموا عليها غير البناء.

الخطاب الدينى

وقال الرئيس إن تجديد الخطاب الدينى هو زرع لفكر التنوع والاختلاف فى الفهم والعقول، موضحًا: مفيش حاجة زى بعضها وده من سنن الكون، ولو ده حصل مش هتجد غربة مع أخوك المسيحى أو أخوك اليهودى أو أى دين آخر أو حتى الإنسان اللى مش مؤمن بدين، ممكن بعض الناس تقول أنت كده بتخوفنا وبتدعم الإلحاد.

وأضاف: ربنا أعز وأكبر من إن الإيمان به ييجى غصب عن الناس، ربنا أعز وأكرم وأكبر ومش مستنى، والوجود كله بيسبح بوحدانيته وقدرته، والأرض باللى عليها لا تساوى عند الله شىء.

وتابع: التطرف مبنى على التمييز والاستعلاء، ولو قدرنا فى المدارس والجامعات والمعاهد والدراما نتكلم عن التنوع والاختلاف لأن ده الطبيعى.

وقال إنه لن يترك البلد للضياع، مؤكدا أنه سيواصل العمل والبناء والتعمير كى تكبر. مضيفا: «عاوزين نفضل نشتغل ونبنبى ونعمر ونوصل ونكبر ويبقى عندنا ناتج محلى، والمواطن المصرى دخله كلام يحرج ويكسف، يبقى يكسب ويقدر يعيش ويفتح بيت زى ما الكل بيعيش، المصرى مبيتفسحش عشان عاوز ياكل.. وتابع الرئيس: حد يقول كده؟! آه بقول كده لأن دى القضايا الخاصة بى، لأنى هاخد بيد البلد لقدام مش لحاجة تانى، عاوزين نبقى حكاية، محدش يعيقنا ويعرقلنا».

نهضة زراعية

وأشار الرئيس إلى أن مصر هذا العام أضافت نحو 300 ألف فدان صالحة للزراعة اتزرعوا السنة دى قمح، وإن شاء الله خلال السنتين اللى جايين هنضيف 2 مليون فدان ونصف آخرين، فيه فرص عمل فى هذا الاتجاه، طب الاتجاه ده ممكن يبقى فيه قيمة مضافة أكتر؟، طبعا، لو مخلتهوش بس منتجات زراعية عادية، ممكن نعمل فيه تصنيع زراعى للمنتجات اللى بتطلع عشان يبقى فيها فرص عمل، وفى نفس الوقت فيها قيمة مضافة للناس.

وأعلن إنشاء ما يقرب من 100 ألف صوبة زراعية الواحدة على الأقل بتشغل من فردين لـ3 أشخاص، لما بنتكلم عن 100 ألف صوبة يبقى كده بتوفر فرصة عمل من 200 ألف لـ300 ألف فرصة عمل لشباب وشابات.

ولفت إلى أننا فى برنامج الاتصالات نعمل على تهيئة الشباب وخريجى الحاسبات وكليات الهندسة، ومن يمتلك مهارة فى هذا الاتجاه، من خلال تدريبه بمبادرات تقوم بها وزارة الاتصالات بتكلفة مالية كبيرة.

وقال الرئيس السيسى: عندما واجهتنا مشكلة الطاقة كان الأمل الموجود لدى الناس أن نسعى فقط لإنتاج الطاقة الكهربائية حتى نحقق أو نوفر أو نسد العجز لدينا، ونحن لم نعمل على ذلك فقط، إننا نتحدث عن خطوات حتى تصبح مصر دولة محورية فى هذا المجال، ليس فقط مع أوروبا بل مع كل جيرانها السودان، ليبيا، السعودية، الأردن، مع إسرائيل.. فنحن قادرون على أن نصبح دولة متقدمة ببنية أساسية للطاقة، لدينا وفر فى الطاقة.

وردا على سؤال حول تمكين المرأة، قال الرئيس إن: «السيدات فى مصر يعرفن جيدا أنى منحاز جدا لهن.. والرجال فى الحكومة زعلانة جدا.. وده ليه؟ .. احتراما وتقديرا لقدرات المرأة، وهذا ليس كلام شعارات لأننا نتحدث عن ممارسات ننفذها مثلما نتحدث عن عدم التمييز.. هل عدم التمييز مجرد شعار يتم إطلاقه لا بل هو شعار نمارسه، وأود التأكيد أنه ليس لدينا تمييز ضد المرأة فى أى شىء ولا يوجد أبدا تمييز بين الرجل والمرأة، وحجم العمالة فى القطاع الحكومى من النساء يقارب النصف».