السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

ابن أمه ولّا ابن أصول؟!

البنت حبيبة أبوها والولد ابن أمه، جملة توارثها الكثير من الأجيال لكنها فى بعض الأحيان تكون حقيقة يتم تداولها بين تجمعات الأسر المصرية وسط آراء متباينة هل هى أزمة أم أنها علامة على حسن التربية؟!



الولد ابن أمه.. أحيانًا ما تكون صفة غير محببة لوصف البعض بأنهم أصحاب شخصية ضعيفة، بينما فى المقابل يرى آخرون أن كونه ابن أصول وبار بأمه لا ينفى رجولته ولا يعيبه، خصوصًا أن من يحترم أمه بالضرورة يحترم المرأة، بما يسحب تقديره للأم على تقديره المستقبلى لزوجته ثم ابنته.

لكن بعضهن يقلن إن معاناة بعض الزوجات من «ابن أمه» لا تقل عن المعاناة مع البخيل أو عديم المسؤولية، فتقول هبة كريم إنها تزوجت فى بيت عائلة، وعندما طلبت تغييره رفض زوجها.

بعد الزواج اكتشفت هبة أن حماتها متواجدة فى أدق تفاصيل حياتها وهى صاحبة الرأى فى ألوان الحوائط، وهى من تختار الوجبات وهى التى تعلق على ملابسها وأحيانا ترفض بعضها، وتطورت إلى المشكلة الأكبر عندما بدأت حماتها تتدخل فى مواعيد زياراتها لأهلها!

تحدثت هبة مع زوجها عدة مرات، وطلبت منه ألا تتدخل والدته لكنه رفض وقال إن آراء والدته الصائبة ستسهل عليهما إدارة حياتهما الزوجية خاصة فى البداية.

ووصلت الخلافات قمتها عندما أصرت حماتها على أن يكون اسم ابنتها على اسمها كما رفضت الذهاب لبيت أهلها بعد الولادة، لكن هبة أصرت وطلبت الانفصال أو الانتقال لبيت آخر بعيدا عن حماتها. 

أما «خ. حسام» فزوجها هو الابن الوحيد بين شقيقاته البنات، وارتباطه بوالدته جعله يتأخر فى الزواج.

وواجهت «خ» تحذيرات كثيرة من أصدقائها والمقربين خاصة أن زوجها كان يصطحب والدته فى كل الخروجات خلال الخطوبة لكنها أصرت على إتمام الزواج. 

أسبوعان فقط هى المدة التى بدأت فيها حياتها الزوجية، قبل أن تفاجأ بزيارة من والدة زوجها تخبرهما أنها عانت من الاكتئاب بعد زواج الابن وتواجدها بمفردها فى المنزل. 

توقعت هى أن تستمر الزيارة عدة أيام ثم تعود الحياة لكن الذى حدث أنها طلبت من ابنها إحضار باقى ملابسها لكى تعيش فى منزل الزوجية، ووافق الابن على هذا الوضع. 

تكمل «خ»: أصبحت الأم صاحبة المنزل الفعلية بعدما منحها ابنها راتبه بالكامل وطلب أن تتولى إدارة المنزل، لذلك أصبحت تدعو بناتها وأقاربها لزيارتها فى منزل ابنها دون استئذان زوجته. 

رفضت «خ» هذا الوضع وتدخل والدها وأشقاؤها دون جدوى، فأخبرهم الابن بشكل واضح أنه لن يتخلى عن والدته بعدما لجأت إليه، وطلب من زوجته أن تتحمل الوضع وتعتبرها والدتها. 

بعد نقاشات استمرت أشهرا قضتها فى بيت والدتها، اتفق الطرفان بأن تزورهما والدته يومين فقط فى الأسبوع وتستقر باقى الأيام فى منزلها ورغم ذلك لم تنتهِ تدخلاتها فى حياة ابنها وزوجته، إضافة إلى مكالمات الزوج التليفونية التى يروى فيها كل تفاصيل يومه. 

من جانبها، تؤكد إسراء حسن أن والدة زوجها لها تأثير كبير فى حياتهما، فهى دائمة التواصل معها ومع زوجها بشكل يومى وتقوم بزيارتهما فى المنزل بشكل أسبوعى، وأكدت أن زوجها يقوم باستشارتها فى الكثير من المواقف وأحيانا تعرض خدماتها ونصائحها خاصة فى الأمور المنزلية. 

 

 

 

لا تنزعج إسراء من هذه العلاقة، فهى ترى أنه من الطبيعى أن يتواصل الابن مع والدته كما تقوم هى الأخرى بنفس التفاصيل مع والدتها، لكن فى النهاية تنفيذ أى قرار متعلق بشئون المنزل أو الأبناء يكون راجعا للزوجين فقط.

وقالت إسراء إن احترام الابن للأم دليل على احترامه للمرأة وعلى أصالته، تمامًا كما احترام البنت لأمها، مؤكدة أنها فى بعض الأحيان تقتنع برأى حماتها باعتبارها قدوة وخبرة عنها فى شئون التربية. 

أما حنين أحمد فتقول إن زوجها قادر على التمييز بين كونه بارًا بوالدته دون أن يكون موصوما بالمعنى السيئ لمصطلح ابن أمه، فهى ترى أنه لا يترك لها مساحة لتتدخل فى شئون حياتهما وفى نفس الوقت يخبرها بالتفاصيل الخاصة بيومه. 

وكشفت أنها فوجئت فى بداية زواجهما برفضه لتعليق والدته على تصرفاته معها، حيث كانت تحرضه على أن يجبرها على ترك عملها وأن يقلل من المصروف الشهرى، لكنه أخبرها بأن هذا الوضع هو الأفضل لحياة هادئة. 

الفارق بين الرجل ابن أمه بالمعنى الاجتماعى الدارج بما فيه من الخلل وبين ابن الأصول دقيق جدًا.

حسب خبيرة العلاقات الأسرية أسماء الفخرانى أن كل رجل هو ابن أمه ولها فضل وحق كبير على ابنها، لكن إلغاء الشخصية والانسياق وراء آراء ورغبات الأم دون تفكير كثيرًا ما يكون سببًا فى أزمات كثيرة فى الحياة سواء بالنسبة للرجل أو أسرته وزوجته.

تقول: الابن الذى يسأل على والدته بشكل يومى ويخصص لها أوقاتًا لزيارتها والاستمتاع بأوقات تجمعهما فهو ابن أصول بار بأمه، ولا تجد أسماء ضررًا فى استشارة الرجال وطلبهم لنصائح أمهاتهم فى بعض التفاصيل الحياتية لكن يبقى اتخاذ القرار وتنفيذه لا بد أن يكون نابعا عن قناعاته ورأيه الشخصى واستشارة شريكة حياته. 

كشفت الفخرانى أن كثيرا من حالات الانفصال تكون بسبب الأم وتدخلها الزائد فى حياة أبنائها، حيث تكون لها الكلمة الأولى والأخيرة فى بيت ابنها دون اعتبارات لرأى الزوجة وأهمية رأيها فى بيتها، وتزداد هذه المشكلة فى حالة سكن الابن مع امه فى نفس المنزل. 

أما دكتور محمد هانى استشارى الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، فيقول إن الرجل ابن أمه المحب لها مثالى يحترم ويقدر الأنثى لكن إذا تحول الأمر لانعدام القدرة على اتخاذ قرار فتصبح مشكلة من الصعب حلها. 

ووجه هانى نصائح للمقبلات على الزواج بضرورة الانتباه لبعض التصرفات خلال فترة الخطوبة حتى لا تتورط فى زيجة قد لا يكتب لها الاستمرار بسبب غياب الخصوصية وتدخل الأم وأحيانا الإخوة البنات، وحذر من الزواج فى بيت العيلة لأن فى هذه الحالة سيكون تواجد الأم أساسيا فى أغلب المواقف اليومية.