السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مش كل حمص ينفع «حلبسة»

حمص الشام .. مزاج المصريين فى الشتاء
حمص الشام .. مزاج المصريين فى الشتاء

العادة المصرية أن الشتاء يعنى «حلبسة».. الحلبسة هى حمص الشام، أكثر المشروبات مصدرًا للطاقة، بالكثير من السعرات الحرارية، ولذلك يأتى «حمص الشام» على رأس المشروبات الشعبية بكم فيتامينات هائل.



وفى المأثور الشعبى ارتبط السحلب بليالى الشتاء، لذلك يتفنن المصريون فى إعداده، والجديد تقديمه بالفاكهة من الموز والكيوى.

أما البليلة فتدخل بقوة على قائمة أطعمة البرد فى ليالى الشتاء.

 

حسب الدكتور محمود إبراهيم، رئيس قسم البقوليات بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، هناك أنواع وأصناف وأحجام من الحمص فى مصر، منها ما يتميز بحبوبه الكبيرة، وآخر بذوره صغيرة، إضافة إلى ما يعرف بـ«الحمص المجهر» المتداول فى طنطا.

يعنى مش كل الحمص يصلح لمشروب «الحلبسة»، والحمض «المجهر» الصغير الحجم يفضل استخدامه للتسلية وصناعة الحلويات.

ولأن مش كل الحمص يصلح للحلبسة، فإن الحلبسة ليست المشروب المناسب للجميع، وحسب الدكتورة إيمان فكرى استشارى التغذية العلاجية تدخل الحلبسة على قائمة الممنوعات فى فترة التخسيس «الريجيم».

كما أن الحلبسة من المشروبات التى لا ينصح بتناولها لمرضى ضغط الدم، لما تحتويه من إضافات تجعلها تزيد من ارتفاع الضغط، محذرة أيضًا مرضى القولون من البقوليات عموما لأنها تحتوى على ألياف مرتفعة، تتسبب فى آثار سلبية بالمعدة والأمعاء.

ولأن مش كل الحمص حلبسة، تنصح الدكتورة إيمان فكرى بطريقة آمنة لتناول الحمص، وهى أن يتم سلقه وإضافة القليل من الكمون والملح فقط، لأن تناوله بطريقة صحيحة يساعد فى بناء الجسم  ويضر تناوله بشكل عشوائى.

ويحتوى كل 100 جرام من الحلبسة على 364 سعرا حراريا، إضافة لنسبة من البروتينات 19٫30 مللى جرام.

 

 

 

والتقت مجلة «صباح الخير» عددًا من حريفة «حمص الشام» وقال «أحمد مارو» «فى الثلاثينيات من عمره» ويعمل مع شقيقه بمشروع صغير للمشروبات، بأحد شوارع القاهرة، ويقتصر عملهما فى  فصل الشتاء على مشروبات الطاقة أهمها الحلبسة، والسحلب: نختاز أجود أنواع الحمص «بلدى»، حيث يتميز بطعم ورائحة مختلفة، وسعر الكيلو يصل إلى 45 جنيها، ويباع الكوب بـ10 جنيهات، ونستهلك فى اليوم كيلو حمص.

ويعتمد «مارو» كما قال فى تصنيع الحلبسة على سر الصنعة وأنواع من التوابل والبهارات.

أما أشهر صناع «الحلبسة» فهو الحاج عوض المنياوى، الذى نزح للقاهرة من الصعيد ومعه أطفاله منذ 50 عاما، بدأ الحاج عوض طاهيًا فى مطاعم فنادق القاهرة، إلى أن استقر بعربة من الخشب وفوقها «قِدرة الحلبسة» بأحد شوارع شبرا.

بعد فترة، اشتهر الحاج عوض وأصبح فى السوق «نار على علم»، يأتى إليه مريدوه من مختلف مناطق القاهرة، وبعد سنوات من الطعم اللذيذ ذهب الحاج المنياوى ليرث ابنه سر الصنعة، لتظل الحرفة فى أسرة المنياوى لليوم، مع تغيرات العصر، بتغييرات فى البهارات، والإضافات والأهم طريقة التقديم وتعدد الأسماء لأنواع مختلفة، من الحلبسة.

للسوهاجية تاريخ مميز مع «حمص الشام» واشُهرهم مكان أسسته إحدى الأسر منذ 30 عاما، بعد استقرارهم بإحدى مناطق القاهرة، حيث أحد فروع محل للعصائر أضافوا له مشروبى «الحمص والبليلة».

وحسب محمد السوهاجى للآن العادة الشعبية لمحبى السهر والتجول فى الشوارع ليلا لتناول كوب حمص الشام مضافا إليه عصير الليمون.

وقال السوهاجى: يبدأ موسم الحمص من نوفمبر، وهو أيضا موسم الإنفاق عند تجاره لشراء كميات من الحمص ذى الحجم الكبير، الذى يتراوح سعره بين 30 و40 جنيها، باستهلاك يومى بين 8 و10 كيلو جرامات.