الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
جلسة كوتشينج... جلد الذات

جلسة كوتشينج... جلد الذات

أخيرا أفرجت عن الكلمات وقالت: هو إزاى ممكن الإنسان يأذى نفسه؟ ولو أذاها يعمل إيه؟ يعاقبها ولا يسامحها؟



خلينا فى أول سؤال: إزاى ممكن الإنسان يأذى نفسه.. عشان نعرف إجابته.. خلينى أسألك.. هو إزاى الإنسان ممكن يأذى غيره؟

سكتت قليلا.. أجفلت عينيها.. ونظرت للأسفل كأنها تحاول أن تتذكر إجابة سؤال لم يكن على بالها الآن.. ثم نطقت بثقة أكثر:

ممكن نأذى الآخرين مثلا بالضرب.. بالإهانة أو بالتعدى على حقوقهم، ظلمهم.. ثم سكتت تنتظر منى أن أصحح ما قالته.

طيب لو حد بيأذى نفسه.. تفتكرى ممكن يعمل نفس الحاجات دى معاها؟ يعنى هل شفتى حد بيشتم نفسه، بيضربها، أو ما بيديهاش حقها؟

آه أنا ممكن ساعات أعاقب نفسى أما أغلط بأنى أضرب نفسى أو ساعات أعور إيدى.. لأنى ممكن أكون ارتكبت غلط كبير وأستحق العقاب. بتعورى نفسك؟ 

آه عملتها مرة بصراحة.. وأكيد ممكن أشتم نفسى بينى وبين نفسى وأقول أنت إنسانة ما تستحقيش تبقى أم.. إما أحس إنى قصرت مع أولادى.

بس جسمك ده أمانة من ربنا عندك! طيب قولى لى ده بيحسسك بإيه؟ راحة، شماتة، ضيق أكتر؟

أكيد بابقى متضايقة. 

طيب إزاى ممكن حد يظلم نفسه أو يتعدى على حقها؟

تلعثمت.. فكرت.. وعادت نظرات الخجل .. طال الصمت.. فقررت أن تلقى بالإجابة فى وجهى وهى وحظها.

هو ممكن مثلا الإنسان يظلم نفسه أنه ما يمتعهاش، ما يبسطهاش، ما يعملش اللى فى نفسه.

تفتكرى إيه الفرق بين إنسان بيمتع نفسه ويبسطها وإنسان بيظلم نفسه وبيأذيها؟

شردت بعيدا.. سافرت خارج الغرفة.. وتبعثرت الكلمات ثانية بين شفتيها.. حتى أفرجت سراحها أخيرا وفاجأتنى قائلة:

هو يعنى إيه استمتاع؟

عند هذه اللحظة وقفت أنا عن الكلام المباح.. فقد انتهى زمن الجلسة وشعرت أنها غاصت كثيرًا خلالها فى داخلها فى أفكارها وماضيها ومستقبلها.. فقررت التوقف هنا.

إيه رأيك أنا هاوقف الجلسة هنا النهاردة.. ومن النهاردة لحد الأسبوع الجاى عايزاك تفكرى وتسألى كل اللى تعرفيهم وتدورى على النت عن معنى كلمة «استمتاع».

عادت ثقتها لنفسها.. وبدت السعادة فى مقلتيها وقالت:

اتفقنا هادور لحد الجلسة الجاية.

وهكذا تكون جلسات الكوتشينج.. تغوص فى داخلك.. تتوقف عند معانى لم تتوقف عندها من قبل.. عند مشاعر لم تشعرها من قبل، وربما فاتتك، ربما.. فى الجلسة أساعدك أن تستكشف أغوار نفسك حتى تفهمها وتقودها حيثما تريد.. تقودها لبر الأمان.