الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
 السلطنة والسميعة

على فكرة

السلطنة والسميعة

التقاسيم الفردية على الآلات الموسيقية قد تمتد من ثلاث إلى خمس دقائق، ومنها ما ينتهى خلال دقيقة واحدة أو  يمتد إلى ثمانى أو عشر دقائق، لكن هذه الدقائق هى الحكم على موهبة العازف وقدرته على ابتكار الجمل الموسيقية، والتقسيم من صلب هوية الموسيقى العربية الأصيلة ومميزاتها كما يقول د. يوسف طنوس «لبنان» فى بحثه الذى قدمه لمؤتمر الموسيقى العربية الثلاثية بعنوان: «التقسيم فى الموسيقى العربية بين النسخ والحفظ والإبداع»، ويؤكد أن هذه التقاسيم هى الابتكار الموسيقى الذى يهدده الآن تغير  الذوق العام بسبب العولمة، وتوجه الموسيقى العربية نحو الأغنية القصيرة والإيقاعية مما حرم الموسيقى العربية من وجود التقسيم إضافة إلى عدم اهتمام العازفين بالإبداع فى تقاسيمهم، هذا إذا وُجدت، وذلك بسبب غياب الجو الموسيقى الذى لا يتحقق إلا بتعاون المستمع مع المؤدى فى إنجاح العمل الموسيقى  باهتمامه واستماعه الجيد وردود أفعاله فلا تزال الموسيقى  العربية تحتفظ بمصطلح «السميعة» الذين يُقيمون المستوى  الفنى للمغنى ويتفاعلون مع فنه فيصلون إلى مرحلة الطرب كما يقول (طنوس) الذى يُعرف مرحلة الطرب بقوله: «التقسيم الموسيقى والعازف الجيد هو الذى يقود الجمهور إلى النقطة التى ينفجر فيها التصفيق،  وتداخلات الاستحسان»، ويُحذر من استنساخ تقنيات آلة الجيتار والإبهار التقنى دون إمتاع الأذن وإرواء القلب من الألحان الجميلة والتعبير عنها بإحساس ورقى. 



 فهل هى مشكلة استنساخ تقنيات الجيتار أم استخدام الأوكورديون والكيبورد على صعيد واسع فى مجمل التوزيعات الموسيقية الحديثة؟

يرى د. ميشال الشمالى «لبنان» فى بحثه: 

 «أن المشكلة ليست فى الآلة بل فى العازف والمؤلف فالموسيقى العربية يمكنها الاستفادة من آلات الموسيقى الغربية وتطويعها إذا  أحسنت توجيه موسيقاها».

أما عن استخدام الآلات الشرقية فى تطوير الموسيقى العربية، وتطعيمها بمذاق جديد، يقول د. بلال الشيخ «مصر» فى بحثه بعنوان «استلهام شخصية البطل الشعبى باستخدام المزمار البلدى فى موسيقى الرقصات الشعبية عند على إسماعيل» حيث تناول تجربته مع الرائد الأول لفن الرقص الشعبى من خلال فرقة رضا للفنون  الشعبية، حيث دعا على إسماعيل وهو من أهم المؤلفين الموسيقيين وكُتاب الأوركسترا إلى توظيف الآلات الموسيقية الشعبية وخصوصا المزمار البلدى الذى لعب الدور الأساسى فى رقصة التحطيب «سماح النوبة» لفرقة رضا بمصاحبة الأوركسترا فإذا تذكرت كلمات الأغنية الجميلة على نغمات المزمار «وسماح النوبة / بدى أزورك / وأنا جلبى وياك / وحبيبى فى إسنا / وأنا بلدى سوهاج / يا جريد النخل العالى /ميل وارمى السلام» فتذكر على إسماعيل الذى عمل على إحياء التراث الشعبى  المصرى على أسس علمية متطورة، واعتمد على استلهام أفكاره الموسيقية من صميم البيئة وعمل على تطويرها.