السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
قدرات الردع مع دعوات السلام

قدرات الردع مع دعوات السلام

عالم صناعة السلاح حول العالم هو الأكثر غموضاً والأكثر تشابكاً.. وهو الأكثر تعقيداً فى قائمة الصناعات المدنية.



تستمد الدول الكبرى نفوذها على الخرائط من قدراتها على الردع.. لذلك فإن تكنولوجيا الصناعات العسكرية عنوان أول وبند رئيسى فى مرادفات القدرة والقوة.

لأسباب كثيرة ومختلفة توصد الدول الكبرى على نفسها حقول تصنيع السلاح بكوالين من حديد، وشفرات سرية، بأرقام خرافية ورموز تصل أحياناً إلى أشكال غريبة أشبه بالتعاويذ، لا يستطيع فكها أحد.

سعت دول كثيرة لحيازة شفرات تصنيع السلاح الحديث ولم تنجح.

مصر نفسها قبل 34 عاماً، كان مجرد إقامة معرض أسلحة، ولو أقل كثيراً من «إيديكس» حلماً ظل بعيد المنال.

(1)

عام 1987 كانت أول محاولة مصرية لمعرض أسلحة محدود.. أقيم المعرض فى مطار ألماظة شرق القاهرة، كان الأمل وقتها أن تنجح المحاولة، وترقى نفسها بنفسها.. لكن لم يحدث.

لأسباب مختلفة، ظلت تجربة «الماظة» حلماً فى حاجة إلى مليون عامل مساعد للنجاح.

التوقيتات فى عرف صناعات التسليح أطول من الزمن. أمواج التحديث وتطبيقات نظريات تحديث السلاح متلاطمة بحيث تجعل الساعات أطول من المعتاد، والأيام أطول من العادة.. والسنوات لا تماثل سنواتنا مما تعد وتحصى.

عام 2018 تحقق الحلم المنتظر «بإيديكس» فى نسخته الأولى.

ثم جاء إيديكس فى نسخته الثانية لإضافة أبعاد استراتيجية على تجربة مصرية رائدة.

اخترقت مصر - ضمن دول معدودة على أصابع اليد الواحدة - خريطة التنمية العسكرية حول العالم وكشفت طلاسم التصنيع وكسرت سلاسل علقت على أبواب الصناعات التسليحية المتطورة الحديثة.

استعرضت مصر قوتها فى إيديكس النسخة الثانية. واستعرضت مصر قدراتها, وقدرات مصر رشيدة.

تطلق مفاهيم القوة الرشيدة، من القدرة على الردع دون رغبات الاعتداء.. تنطلق مفاهيم القوة الرشيدة أيضاً من الاستعداد لمد يد التعاون مع الجميع فى إطار متوازن من حقوق محفوظة ومعايير ندية وفق نظرية «التنمية للجميع».

يظل السلام دائمًا فى حاجة إلى قوة تحميه. تستمد الدول قدراتها على إقرار السلام بقدراتها على الردع الاستراتيجى.

تبقى صناعة السلاح أساسية فى معادلة الردع الرشيد.

فى إيديكس النسخة الثانية، فردت مصر سلاحًا مصريًا 100 ٪ على مائدة أكبر شركات التسليح فى العالم بنجاح مضاف إلى نجاحات على أصعدة أخرى.

تستمد الدول الرشيدة قدراتها على البناء والتنمية فى قدراتها على حماية حدود البناء وأراضى التنمية ومعادلات المستقبل.

فى الدول القوية تبقى نواتج معادلات المستقبل هى مضروب القدرة على الردع فى  معاملات التنمية على أرض الواقع.

 

تجربة مصرية رائدة فى عالم السلاح الحديث
تجربة مصرية رائدة فى عالم السلاح الحديث

 

(2)

عام 2017 وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى بإقامة معرض عملاق للسلاح المصرى.

بدأت المؤسسة العسكرية المصرية فى العمل على قدم وساق. عام 2018 أعلن الراحل اللواء محمد العصار عن أول نسخة من إيديكس.

كل مقومات القدرة على إقامة مصنع عملاق بالفعل موجودة، من أول السلاح المصرى المصنع بأيدٍ مصرية فى شركات مصرية على الأراضى المصرية، مروراً بتطوير دائم مصرى هو الآخر 100 ٪ بالاطلاع المستمر على أحدث نظريات التسليح ومستجداتها حول العالم، وانتهاء بخبرات عسكرية مصرية اكتسبتها مصر من تاريخها العسكرى، فى معاركها الحربية ومن تجربتها فى الحرب على الإرهاب.

بين إيديكس الأول وإيديكس الثانى مساحة قصيرة من زمن، تخطاه إيديكس 2021 بطفرات من المشاركين والعارضين والسلاح المعروض وحجمه.

عام 2018 شاركت 316 شركة من 41 دولة بحضور حوالى 10 آلاف من كبار العسكريين والممثلين الصناعيين حول العالم.

تعاظمت الأرقام فى إيديكس 2021 بأكثر من 400 شركة عالمية، وبحضور زاد على الـ30 ألف زائر، وبزيادات واضحة فى السلاح المصرى المعروض وقدراته وحداثته.

حقق إيديكس أهدافًا على مسارين.

المسار الأول محلى، بتلبية احتياجات قواتنا المسلحة والشرطة من أسلحة وقطع غيار ومهمات تسليح قتالى متطور.

بينما المسار الثانى كان ترسيخ وضع مصر بامتياز على خريطة الدول المنظمة لمعارض السلاح عالمياً.

تسير مصر بخطوات سريعة على مسار تصنيع السلاح, الفرقاطة «كورنيت جوتير» المحلية الصنع بالكامل مثال. صنعنا 3 فرقاطات «كورفيت» بأيد مصرى 100 ٪.

يبقى التسويق عاملاً أساسياً وإضافياً لإغلاق دائرة التصنيع العسكرى. احتكار دول معينة ومحددة صناعة التسليح خلق بلا شك صعوبات فى رفع نسب التصنيع المحلى بالدول الأخرى.

أوجدت الدولة المصرية بدائل مختلفة لكسر الاحتكارات الدولية، وبدأت «بإيديكس» التسويق على نطاق عالمى، ليس فقط لسلاح حديث، إنما سوقت أيضًا لاستعدادات الخبرات المصرية فى التعاون والتدريب المشترك.. ونقل تلك الخبرات إلى الراغبين.

لم تنجح مصر السنوات الأخيرة فى تحقيق معادلة تنويع مصادر السلاح، بتوازن مع الجميع، وبعلاقات قائمة على الندية مع الجميع فقط، إنما أسهمت مصر أيضًا إلى تعاون تسليحى مشترك مع الجميع.. خصوصاً أن مصر تحوز عمالة مدربة رخيصة، مصانع سلاح على أعلى مستوى، إضافة إلى كوادر قادرة، وكفاءات أظهرت نفسها بقوة ووضوح فى إيديكس 2021.