الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
دجاجة أم قديسة؟

دجاجة أم قديسة؟

بينما العالم يستعد لجردات سنوية للاحتفاء بأبرز شخصيات الكوكب على مدار عام مضى، والتكهنات بمن يكون فى هذه القوائم: من ابتكروا لقاحات مضادة لكوفيد - 19، أم من يلفون مليارات البشر حول أصابعهم عبر منصات عنكبوتية ويجهزون لنا المزيد من الإغراق فى عوالمهم الافتراضية، أم من أصبحت أول رئيسة جمهورية لدولة «مسلمة» فى شرق أفريقيا، إلى آخر قائمة الإنجازات والابتكارات غير المسبوقة نغوص نحن بكل ما أوتينا من إصرار وعناد فى أعماق يمكن تسميتها استفسارياً ب «هل المرأة إنسان؟. 



ولا يفوت   يوم دون أن تطالعنا العناوين الصحفية والخناقات العنبكوتية بسؤال أو فتوى أو سجال تبرهن على أن هناك إصرارا ما على استمرار الإجهاز على المرأة المصرية بسطوة تفسيرات دينية يصفها البعض ب «الجائرة» ويعتبرها البعض الآخر جديرة بالعصور الوسطى، لكنها تحظى بسكوت مجتمعى يرقى إلى درجة الرضا والاغتباط.

ونذكر على سبيل المثال لا الحصر «الترند» الرائج منذ أيام والذى يرتكز على دعوة «سمحة» للمرأة التى يخونها زوجها بأن عليها أن تدعو له بالهداية وتستره ولا تفضحه وتحتفظ بما رأت أو سمعت لنفسها!!! ليس هذا فقط، بل يشير الرأى الدينى «السمح» الذى لا يظلم المرأة – التى أصبحت رئيسة جمهورية ووزيرة وسفيرة ناهيك عن كونها امرأة معيلة تطعم وحدها دون زوجها ما لا يقل عن رٌبع البيوت المصرية - أن الزوجة «الصالحة» عليها ألا تخرج سر زوجها وما يقع فيه من تقصير وهفوات. وعليها أن تذكره بالله عز وجل ونعمه وتنبهه بأن عليه ألا يستخدم ما رزقه الله فيما يغضب الله. آه والله. 

ولم يخبرنا عالمنا الجليل بعدة أشياء منها: هل المرأة إنسان؟ بمعنى المرأة التى يقرر زوجها أن ينكح أخرى أو يصادقها أو يدخل معها فى علاقة افتراضية، هل مثلاً يعنى مجرد افتراضاً ممكن أن يسبب لها ذلك نوعاً من الكدر أو الحزن لا سمح الله؟! ولم أقول أن خيانة الزوج لزوجته يؤدى إلى شعور الزوجة بالقرف الشديد والمقت العميق منه ومن سيرته ومن اليوم الذى جمعها به. 

لماذا؟ لأن البعض ممن يطلون علينا بآراء ونصائح مشغولون بشدة لدرجة لا تسمح لهم بالتفكير فى افتراضية أن المرأة إنسان له مشاعر وكيان، وليست مجرد بهيمة تنكح أو دجاجة تبيض أو خادمة ترعى العيال والبيت. كما لم تتطرق الإجابة إلى وضع المرأة التى أقام معها الزوج العلاقة، هل ينبغى سترها كذلك شأنها شأن الزوج الخائن، أم أن الزوج مسكين لكونه مجرد تركيبة هرمونات وشهوات لا يمكن كبحها أو السيطرة عليها؟ وفى حال كانت هذه المرأة متزوجة، هل نطلب من الزوج أن يسترها ويدعو لها بالهداية أم يقتلها وهو يعرف أن القانون فى صفه من الألف إلى الياء؟ 

عموماً، أنا على يقين بأن المرأة المصرية ستثبت إنها إنسان ولو بعد حين، وليست دجاجة تبيض أو قديسة تغفر ما هو غير قابل للغفران.