السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

سيمفـونيــة تغنـى بهـا العـالــم

الأحفاد يعيدون أمجاد الأجداد
الأحفاد يعيدون أمجاد الأجداد

خاص- صباح الخير الأقصر- د.سهام وهدان القاهرة- مصطفى عرام



 

احتفت وسائل الإعلام الأجنبية بافتتاح طريق الكباش، وسط تأكيدات خبراء واقتصاديين بانعكاسات شديدة الإيجابية على سوق السياحة المصرية، وقال خبراء إن معدلات الطلب السياحى على زيارة الأماكن الأثرية شهدت ارتفاعًا بنسبة زادت على 55 ٪ منذ بدء التحضيرات لافتتاح الكباش.

وعاد طريق الكباش إلى النور بعد نحو 3500 سنة، وضم أكثر من ألف تمثال على هيئة جسم ورأس كبش.

 

الرئيس السيسى والسيدة قرينته فى حفل الافتتاح
الرئيس السيسى والسيدة قرينته فى حفل الافتتاح

 

 

ويربط الطريق بين معبد الكرنك ومعبد الأقصر فى جنوب مصر.

دعم طريق الكباش جعل مدينة الأقصر أكبر «متحف مفتوح» حول العالم، وأبرزت صحف ووكالات أنباء عالمية احتفالية مصر بطريق الكباش.

واعتبرت «البايس» الإسبانية، استكمال ترميم المنطقة بأنه «إنجاز مفتوح» صاحبه تجديد كبير لمحافظة الأقصر. وعلقت الصحيفة على الافتتاح باستعادة الروعة القديمة لطريق الكباش التاريخى، مع لمسات معاصرة لمهرجان أوبت الفرعونى.

ووصفت «تاجسشاو» الألمانية حفل افتتاح الكباش بثانى «حفل ساحر» من نوعه بعد الاحتفال بنقل المومياوات. 3 آلاف سنة

تحت عنوان «طقوس مذهلة أسطورية فى الأقصر»، أبرزت وكالة الأنباء الإيطالية حفل افتتاح طريق الكباش، وقالت إن مصر قامت بتحسين «مذهل» لتراثها الأثرى.

فيما قالت «إن بى سي» الأمريكية إن مصر أحيت تقليدًا ثقافيًا مختلفًا تمامًا لم يشهده العالم منذ عدة آلاف من السنين.

 

إعادة طريق الكباش بعد 3500 سنة
إعادة طريق الكباش بعد 3500 سنة

 

وأضافت أن «مصر افتتحت طريقا عمره 3 آلاف عام بعد جهود مذهلة للتنقيب والترميم.

وقالت «فرانس 24» الإخبارية إن الطريق كان يُسمى فى الأساطير المصرية القديمة بـ«طريق الرب» الذى تحول إلى متحف عالمى مفتوح.

وطبقًا لتوقعات سابقة انعكست التحضيرات لافتتاح الكباش على ارتفاع مشهود وفى نسب الإقبال السياحى الأجنبى التى عانت توقفا خلال فترة جائحة كورونا.

وزادت بنسبة 55 % حجوزات الأفواج السياحية إلى مصر، فيما أحدثت أفواجًا مختلفة تغييرات فى البرامج السياحية بعدما طلبت مد فترة الإقامة لمتابعة الاحتفال، فيما طلبت العديد من بيوت الأزياء العالمية بتنظيم عروض لها فى محل احتفالية الكباش.

ويؤكد خبراء أن افتتاح الكباش فى حفل أسطورى سوف تستمر تداعياته وآثاره الإيجابية لعشر سنوات مقبلة طبقًا للاهتمام العالمى بمتابعة الحدث، بعد الرسائل الطويلة من الدولة المصرية بمدى الاهتمام بإعادة إحياء التراث والحضارة المصرية مثلما حدث بموكب المومياوات بالقاهرة والذى تلاه توافد أعداد غفيرة إلى المتحف القومى بالحضارات.

وشكل المرممون المصريون ملحمة بإعادة البريق لطريق الكباش الفرعونى عقب سنوات من العمل الجاد. ملحمة ترميم

وقاد مرممو الآثار المصريون ملحمة لإعادة الطريق الفرعونى الممتد من معبد الكرنك شمالاً حتى معبد الأقصر جنوبًا، بطول 2700 متر بعد ترميم مئات القطع الأثرية بدقة عالية وسرعة فائقة.

ويعتبر مشروع طريق الكباش بالأقصر من أكبر المشروعات الأثرية فى إطار خطة شاملة لاستعادة التراث المصرى الحضارى وإعادة تقديمه للعالم بصورة عصرية على الطريقة المصرية.

وواجهت إعادة طريق الكباش صعوبات عديدة، مثل وجود الطريق وسط منطقة سكنية، وانتشار المبانى والأراضى الزراعية حوله ما أدى لتوقف العمل لسنوات قبل توجيهات الرئيس السيسى باستئناف الجهود فى 2017 بدعم واهتمام بالغ وانخرط رجال الترميم فى مسح شامل للطريق القديم عن طريق التصوير والتوثيق لكل قطعة أثرية، ثم إزالة الأتربة وإتمام التنظيف الميكانيكى والكيميائي».

وبدأ إحياء الطريق بإعادة إظهار أعداد كبيرة من الكباش وأجزاء منها بعد العثور عليها من قبل الأثريين أثناء عمليات البحث فى المنطقة وكانت حالتها سيئة، قبل أن يبدأ المرممون فى تركيبها من جديد بمواد حديثة، وإظهار الألوان الأصلية لكل قطعة.

 

 

 

واستعانت وزارة الآثار بأبرز المرممين من المحافظات المصرية نظرًا لحجم العمل الهائل، إضافة لتدريب العشرات من خريجى كليات الآثار ومعهد ترميم الأقصر وضمهم إلى التجربة.

دولة تدعم

لم تبخل الدولة بأية احتياجات بعملية الترميم وتم توفيرها على الفور أو استيرادها من الخارج.

وبعد سنوات من العمل الشاق تم الانتهاء من ترميم كافة الكباش، وكان آخرها المكتشفة فى منطقة نجع أبو عصبة وهو إنجاز غير مسبوق فى مجال الآثار.

واستمر عمل فرق الترميم طوال العامين الماضيين وسط عديد من الصعوبات من بينها العمل تحت الشمس الحارقة فى الأقصر، حيث خاضوا الترميم فى مناطق مكشوفة وسط أجواء الأقصر الحارة، إضافة إلى استمرار العمل رغم تفشى كورونا.

بدأت ملامح طريق الكباش تظهر مع اكتشاف معالمها فى أربعينيات القرن الماضى، مع أول كشف عن أول تمثال عام 1949، لتكثر بعدها سلسلة الاكتشافات التى تروى الكثير عن تاريخ مصر.

ويتكون الطريق من مسار يحيطه 1200 تمثال، ويجسد بعضها أبوالهول وكباش.

وشكل حفل افتتاح الكباش طقوسا من مهرجان قديم كان ينتقل عبر طريق الكباش كل عام خلال العصور الفرعونية ويشمل مقطوعات موسيقية مستوحاة من القصص المكتوبة على جدران المعابد بالهيروغليفية.

وأعاد الاحتفال المهيب روح مهرجان الأوبت القديم بما تضمنه من الموسيقى والرقص والعروض الضوئية.

ووصفت «التايمز» حفل افتتاح الكباش بأنه نافس مواكب الفراعنة فى عيد الأوبت.

وأضافت الصحيفة فى تقريرها الذى جاء بعنوان «مصر تعيد افتتاح شارعها الكبير لأبى الهول فى الأقصر»: إن المحافظة شهدت على مدار الأشهر القليلة الماضية أعمال تطوير مكثفة لرفع كفاءة البنية التحتية وتطوير وتجميل الكورنيش والشوارع والميادين بها ومشروع ترميم صالة الأعمدة بمعابد الكرنك وتطوير نظم الإضاءة بمعبد الأقصر، إلى جانب ترميم القاعة الـ 14 عمود بمعبد الأقصر، مع التجهيزات لحفل الافتتاح.

وعلقت الصحيفة على الحفل المبهر بوصفها أن الأحفاد استطاعوا إعادة ما بناه الأجداد، وأعلنوا للعالم أن ما حدث فى الماضى لم يكن صدفة وأن المصريين قادرون على صنع المجد على مر الزمان.

وقالت صحيفة ABC إنه بعد أكثر من سبعة عقود من المحاولات المتقطعة لإعادة الطريق لأصله القديم نجحت مصر فى تحقيق معجزة أثرية باستعادة الطريق المقدس.

 

 
 
 

 

نهضة شاملة

أشارت الصحيفة إلى النهضة التی تشهدها مصر، فى عصر الرئيس عبدالفتاح السيسى, مؤكدة أن الأقصر ستصبح من أهم المحافظات على الخريطة السياحية فى العالم، مشيرة إلى أن مصر ما زالت تبهر العالم بالنجاحات التى حققتها على المستوى الاقتصادى والتنموى.

وصفت صفحة الاتحاد الأوروبى الرسمية على فيس بوك حفل افتتاح طريق الكباش بالأقصر بالحدث الرائع خلال تقديمها التهنئة لمصر، ونشرت صورا من الحفل.

واحتفت وسائل الإعلام الأجنبية بالأغانى والمقطوعات التى قدمت فى الحفل، وهى مأخوذة من أناشيد وترانيم مدونة على جدران المعابد المصرية القديمة ترتبط بعيد الأوبت الأشهر فى مصر القديمة.

وفى الحفل تم أداء 3 أناشيد منها أنشودة الافتتاحية المدونة على مقصورة الملكة حتشبسوت الحمراء بمعابد الكرنك، وكانت تغنى فى بداية الموكب، وأنشودة نبوءة تتويج حتشبسوت وهى مدونة على المقصورة الحمراء وأنشودة نداء آمون من صالة الـ14 عمود بمعبد الأقصر، وكانت تغنى فى صحبة الموكب ثم يختم بأنشودة الافتتاحية عند وصول الموكب إلى معبد الأقصر.

وزار 35 سفيرًا من دول العالم البر الغربى صباح اليوم التالى للافتتاحية «الجمعة».

فيما توافد آلاف الزائرين لزيارة الطريق صباح الجمعة.

وبدأ بناء الطريق المقدس «الكباش» على يد الملك أمنحتب الثالث الذي بدأ تشييد معبد الأقصر، قبل أن يستكمله الملك نختنبو الأول، مؤسس الأسرة الثلاثين.

طريق الآلهة

يبلغ عرض الطريق 700 متر، ويصطف على جانبيه تماثيل الكباش، نحت كل منها من كتلة واحدة من الحجر الرملى على هيئتين: واحدة على شكل جسد أسد ورأس إنسان باعتبار الأسد أحد رموز  إله الشمس، والثانية على شكل جسم ورأس كبش، رمز خنوم إله الخصوبة فى الديانة المصرية القديمة، باعتباره الإله الخالق للبشرية كلها.

وأحيا ملوك الفراعنة فى ذلك الطريق أعيادًا مختلفة منها «عيد الأوبت» «عيد الفيضان» وعيد تتويج الملك وكثير من الأعياد القومية.

بمرور السنوات طُمس كثير من معالم الطريق بإشغالات مختلفة، وفى عام 1949 جرى الكشف عن الطريق مجددًا، وبدأت محاولات إحيائه فى مشاريع توقفت عام 2011 قبل أن تبدأ فى سبتمبر 2017 بتوجيهات رئاسية، وخلال أعمال الحفائر تم الكشف عن عدد من التماثيل، بالإضافة إلى عدد من المبانى من العصور اليونانية والرومانية، وأفران لصناعة الفخار والتمائم ومبنى من الطوب اللبن من عصر الملك منخبرع من الأسرة 21 وشاهد قبر من القرن 10 الميلادى.

ورصدت مجلة «صباح الخير» فى الأقصر ما تم إنجازه من تطوير شامل لمدينة الأقصر ضم المتاحف والمواقع الأثرية لمعبدى الأقصر والكرنك، بخلاف «الكباش» الرابط بينهما.

وزودت المواقع الثلاثة بلوحات إرشادية بمعلومات عامة لكل موقع، وبعنصر «الكيو أركود» للمعلومات الخاصة بكل موقع، فضلا عن العديد من الخرائط المساحية بمعلومات كافية بمخططات المعابد وطريق الكباش لتوضيح مسار الزيارة بالمواقع الثلاثة حسب التسلسل التاريخى لكل موقع.

وأبرز أعمال الترميم لمعبد الكرنك هى «الجداريات الملونة» لصالة الأعمدة الكبرى أكبر بهو أعمدة فى العالم، حيث يبلغ طوله 52 مترًا وعرضه 103 أمتار وبه 134 عمودا على هيئة زهرة البردى بارتفاع 20 مترا، وتم ترميم 12 عمودا بالتنظيف الكيميائى بعد إزالة التلف بسبب عوامل التعرية.

بالإضافة إلى ترميم وإعادة تركيب تمثال «تحتمس الثانى» بالصرح الثامن بمعابد الكرنك، وكان مقسمًا إلى 74 قطعة.

بلغ ارتفاع التمثال بعد ترميمه نحو 11 مترًا، وهو أضخم التماثيل بمعابد الكرنك، واستغرق ترميمه 6 أشهر. كما رمم تمثال «آمون» من عصر توت عنخ آمون بالتعاون مع المركز المصرى - الفرنسى لدراسات معابد الكرنك، واستكمال الصدر والساق اليسرى بالمقاربة مع تمثال يماثله بالمتحف المصرى بالتحرير.

أما معبد الأقصر فقد تم ترميم «5» رءوس لتماثيل لرمسيس الثانى ووضعها فى أماكنها الأصلية بفناء الملك وتنظيف وترميم وإعادة تركيب تمثالين لرمسيس الثانى أيضًا بالبوابة الغربية للمعبد، إضافة إلى ترميم صالة الـ14 عموداً التى أنشأها الملك توت عنخ آمون والملك حور محب، وتنظيف أعمدة صالة الاحتفالات الكبرى، كذلك تنظيف وصيانة واجهة المعبد والتماثيل بها، وأخيرًا عمل بوابات للدخول لطريق الكباش.