الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

تفصيل الغذاء الوريدى فى 57357

مكافحة السرطان بالتغذية العلاجية

إعداد الوجبات حسب الرغبات
إعداد الوجبات حسب الرغبات

يرجع ارتفاع نسبة الشفاء من السرطان بين الأطفال المرضى داخل مستشفى 57357 إلى مجموعة من السياسات العلاجية المطورة فى بروتوكولات العلاج والاهتمام بتخصصات مثل التغذية العلاجية، أحد الأقسام الفريدة والمميزة داخل المستشفى.



يحتل قسم التغذية العلاجية داخل مستشفى 57 الريادة فى منطقة الشرق الأوسط، برئاسة الدكتورة «جُلسن صالح» أستاذ تغذية علاجية متفرغ بالمعهد القومى للتغذية.

حسب الدكتورة جُلسن صالح فإن التغذية العلاجية هى استخدام الغذاء كنوع من أنواع العلاج، لأنه لا بُد أن يدخل ضمن البروتوكول العلاجى؛ لأهمية الغذاء فى علاج أمراض السرطان وفى الوقاية.

تقول الدكتورة جُلسن، إنه كلما ارتفعنا بقدرة الجهاز المناعى وقللنا من الملوثات والمواد المسرطنة، تزداد فرص منع حدوث السرطان، والعلاج يكون إمّا جراحيًا وإمّا كيماويًا أو إشعاعيًا لأن العلاج مجهدٌ لجسد الطفل؛ لأنه فى طور نمو، واحتياجاتهم تكون أعلى وأكبر، وكثيرًا ما يتعرض الأطفال خلال مراحل العلاج لقىء وإسهال أو فقدان شهية، ودورنا هو تعويض الطفل عمّا يفقده بسبب المرض وبسبب العلاج، وفى الوقت نفسه نقدم له احتياجاته الغذائية لضمان نمو طبيعى؛ لأنه ليس من المقبول أن يكون مريض السرطان «جلد على عظم» حسب الصورة المتخيلة.

وأضافت: منذ اليوم الأول للتشخيص، إذا بدأنا بتقييم الحالة التغذوية وبتدخل محدد، فلن نصل إلى مرحلة تأخر النمو، وأيضًا لن يضطر الطبيب المعالج إلى وقف العلاج بسبب سوء التغذية، فعدم الالتزام ببروتوكول العلاج بمواعيده، ينعكس مباشرة على نسبة الشفاء، فأحيانًا يكون المكان والعلاج متوافرين لكن الطفل يعانى من سوء تغذية شديد، وهذا يمنع الطبيب من استكمال بروتوكول العلاج، لذلك فإن دورنا هو عدم وصول الطفل لهذه المرحلة، لتحقيق نسبة الشفاء المطلوبة. 

وأكملت رئيس قسم التغذية العلاجية بمستشفى 57357: نتابع الطفل تغذويًا قبل الجراحة أو بَعدها، وقبل العلاج الكيماوى وأثناء الجلسة وبَعدها، كما نتابعه بين الجلسات ونتابعه فى العيادة.

تكمل: مثلاً هناك نوع من اللوكيميا يحتاج إلى علاج لأكثر من سنتين، وطوال مرحلة العلاج نضع الطفل تحت الملاحظة التغذوية سواء كان داخل المستشفى أو خارجه؛ لنطمئن على حصوله على المغذيات المناسبة، وأيضًا حصوله على المكملات الغذائية إذا كان يعانى من نقص، فنضمن الالتزام ببروتوكول العلاج وأيضًا النمو الطبيعى. 

تقول د. جُلسن: بالنسبة للعلاج الإشعاعى، فتأثيره أقوى بعض الشىء على منطقتى الرأس والبطن؛ لأن الجلسات أحيانًا يومية، وهنا لا بُد أن نتدخل بصورة أكبر.

التغذية العلاجية فى مستشفى 57357 قسمٌ أساسىٌ وفريدٌ من نوعه، وتقول د.جُلسن: حققنا النموذج الخاص بنا، وبدأت مستشفيات أخرى تحذو حذونا؛ حيث يتكون القسم من 3 أساتذة طب، ومجموعة إخصائيين حاصلين على الماچستير فى الطب ودبلوم المعهد القومى للتغذية، وصيادلة حاصلين على شهادات فى التغذية من البورد الأمريكى، ولدينا أيضًا إخصائيو تغذية، وفريق لصحة وسلامة الغذاء، برئاسة استشارى، ودورهم مُهم لأن الأطفال المرضى عادة يعانون من نقص مناعة؛ خصوصًا فى حالات اللوكيميا، وتصل مناعتهم إلى صفر مع العلاج الكيماوى أحيانًا، وبالتالى قد نفقد طفلاً بسبب الإسهال أو النزلة المعوية.

 لذلك يجب أن يكون الطعام «خاليًا من التلوث»، ونحن المركز الوحيد الذى يقدم تغذية لوحدة زرع النخاع من المطبخ، فالمراكز الأخرى تعتمد على المُعلبات.

وأضافت: واثقون من صحة وسلامة الغذاء، فى ظل وجود الاستشارى الأستاذ الدكتور عفاف أمين أستاذ الميكروبيولوچى، التى طلبت أنواعًا معينة من الأوانى تتحمل درجة حرارة التعقيم، وعربات حافظة لدرجة الحرارة، ليقدم الطعام فيها للطفل المريض خاليا من أى بكتيريا، كما ندرب فريق التمريض على تنفيذ بروتوكول التغذية بدقة.

وعن توريد المواد الغذائية، قالت د.جُلسن صالح، رئيس قسم التغذية العلاجية بمستشفى 57357: نعتمد على نظام الكاترينج المسئول عنه شركة تورد بشروط وضوابط مع سحب عينات عشوائية من خلال تفتيش داخلى وخارجى من الشركة الأمر الذى منحنا الأيزو.

وحول دور الطبيب والصيدلى اليومى فى القسم قالت د.جُلسن: ننفرد بمراجعة وتقييم تغذوى يومياً للأطفال المرضى؛ لتقييم ومعرفة المشكلات وملاحظات الطبيب، من خلال نظام إلكترونى، ونُفَصّل الطعام للطفل المريض، لذلك فالوجبات ليست موحدة وتختلف طبقا لكل حالة ونراقب تنفيذ تعليمات الطبيب بالنسبة للغذاء ونناقشه كل فترة لمعرفة إذا كان الطفل فى حاجة لمكملات غذائية، أو إذا كان لديه مشكلة فى «البلع» فنقوم بتركيب «تغذية أنبوبية» أو «تغذية وريدية» إذا تطلبت الحالة وفق مراجعة دورية يومية لكل طفل.

 

مراجعة وتحرى يوميا
مراجعة وتحرى يوميا

 

ولمواجهة أعراض حالات فقدان الشهية تقول د.جُلسن: فالأكل لدينا برغبات كل طفل على حدة، وفى الوقت نفسه نراعى الحالة العلاجية، ففى حالة استخدام الكورتيزون فى العلاج، نقلل عن الطفل السكريات والدهون والمَلح، فالطفل الذى يطلب بيتزا أو حتى حواوشى نُعدّه بطريقة معينة تتوافق مع المقننات الطبية.

وتابعت: نحن من المستشفيات القليلة التى تجهز تغذية وريدية داخل المستشفى، فكل المستشفيات تعتمد على التغذية الوريدية الجاهزة فى الصيدليات، لكننا نفصل التغذية الوريدية بالمغذيات الدقيقة، وهذا أمرٌ ننفرد به.

وعن التدريب المستمر لأفراد قسم التغذية العلاجية قالت: نمتاز هنا بالتدريب المستمر للأطباء داخل المستشفى، فدائمًا أفراد القسم يحصلون على كورسات تدريبية، ولذلك ففريق قسم التغذية مميز طبيًا وعلميًا وإداريًا؛ خصوصًا أن الدكتور شريف أبو النجا يحرص على رفع كفاءة الفريق بقسم التغذية بشكل مستمر، وهم كذلك يدربون أطباء وتمريض التخصصات الأخرى.

وأضافت: لدينا خطط سنوية للتعليم المستمر للراغبين من خارج المستشفى بعد زيادة الطلب علينا لسُمعتنا الحَسنة كقسم تغذية علاجية قوى، وهذه الخطة تم إعدادها لتنظيم دورات تدريبية وتنظيم الراغبين من خارج المستشفى وفق رغباتهم فى التدريب سواء نظرى أو عملى وتحقيق تجارب محاكاة لمتابعة طريقة عمل الأطباء فى مستشفى 57357. 

واستطردت: دربنا الأطباء المسئولين عن التغذية العلاجية فى «مركز برج العرب»، وحاليًا ندرب أطباء «مركز الأورام ببنى سويف»، وندرب كليات طب، وأطباء حديثى التخرج وندرب طلبة الطب والصيدلة الراغبين فى التخصص فى تغذية الأورام. 

وخلال سنوات العمل اكتسبت الدكتورة جُلسن خبرات عديدة، حصلت على دكتوراه فى تغذية الأورام عام 2001، ثم التحقت بمستشفى 57357 منذ 2016.

تقول: نسبة الشفاء من السرطان أصبحت مرتفعة، وهناك جهدٌ ملحوظ من الأطباء النفسيين مع الأهالى، وبالتالى فالنصيحة الأساسية التى توجه للآباء والأمهات أولاً هى الإيمان واليقين بإمكانية الشفاء؛ لأن العلاج لا يقتصر فقط على الأدوية، والنصيحة الثانية هى الابتعاد عن الأطعمة المثبت علميًا أنها مسرطنة مثل الأغذية المحفوظة؛ خصوصًا اللحوم المصنعة، ومادة «مونو صوديوم جلوتاميت»، ومادة «أفلاتوكسيز»، وأنصح بطهى الطعام بالطماطم بدلاً من الصلصة، والامتناع تمامًا عن استخدام مكعبات المرق؛ خصوصًا للأطفال، وأيضًا الشعرية الجاهزة فى أكياس؛ لأنها تحتوى على مادة يؤدى الإكثار منها لتدمير خلايا المخ، فى حين أن البديل المنزلى «شعرية باللبن» مفيدة ولذيذة. 

 

 

 

وأضافت د.جُلسن: أحسن نمط غذائى هو النمط المصرى القديم، الموجود فى البردية التى وجدت بمقبرة أمنحتب، فكان المصرى ينصح ابنه بقوله «يا بنى أكثر من تناول الخضروات والفاكهة، وكل الحنطة والشعير (أى الحبوب الكاملة) ولا تقتل الحيوان فإنه للحرث (فكانوا لا يكثرون من تناول اللحوم الحمراء، والملوك فقط هم الذين كانوا يكثرون من تناولها، ولذلك سُمّى النقرس بمرض الملوك)، واصطد السمك من النهر ولا تلوث ماءه، (فحاليًا منظمة الصحة العالمية تنصح بالسمك 3 مرات فى الأسبوع، وتقليل اللحوم الحمراء إلى 300 جرام فى الأسبوع، مع تناول الدواجن والعدس والسلاطات والكشرى وكلها أكلات مصرية فرعونية)، إضافة إلى الزيتون (وهو أفضل نوع من الدهون)، وكُل اللبن محلى بالعسل، (فالحلو قديمًا كان اللبن الرايب محلى بالعسل). 

وتابعت د.جُلسن: لو نظرنا إلى الهرم الخاص بالـ «dash diet» سنجد أنه النظام الغذائى المصرى القديم، لذلك فى الصعيد نسبة الأمراض المزمنة أقل، والبدانة أيضًا لأنهم لا يزالون محتفظين بالموروث الفرعونى بشكل تلقائى، ربة البيت مثلاً للآن فى صعيد مصر تضيف الحلبة المطحونة إلى الخبز، أو تضيف الذرة إلى القمح، أو إضافة العدس الأسود إلى الفول عند تدميسه، فكلها موروثات تلقائية، فالكشرى وجبة متكاملة بشرط إضافة العدس بكميات مناسبة والطماطم والتقليل من المكرونة، فهى وجبة تحتوى البروتين والفيتامينات والدهون، ويفضل إضافة طبق سلاطة.

تقول د.جُلسن: فالأنماط الغذائية الدخيلة لم نعرفها فى صغرنا، وفى آخر مسح ديموغرافى وجدنا أن نسبة حصول الطفل على الخضار والفاكهة فى الأسبوع هو1,5 مرة فى الأسبوع؛ لأنهم يعتمدون على العصائر والأكلات المصنعة بشكل أكبر. 

 

 

 

وأكملت: لذلك بدأ مرض السكر يظهر فى أعمار صغيرة، وسرطان القولون، وبدايات الضغط فى أعمار أقل 20 عامًا؛ لأن الأكلات الحالية غنية بالسكر والملح والدهون، كما ظهرت أمراض القلب وأمراض الكلى أيضًا.  أمّا الدكتور سامر عصام، طبيب تغذية علاجية فى مستشفى 57357 فقال: يوميًا نراجع قائمة الأطفال المرضى الموجودين فى المستشفى والأطفال الجُدُد، ونجرى عميلة تحرّى لمراجعة الحالة التغذوية، مثل الوزن والطول وهل مناسب لعمر الطفل المريض أمْ لا، وقدرته على تناول الطعام بفمه أمْ لا، ثم نحدد الحالات التى تواجه مشكلات أو متطلبات معينة؛ لتحديد الأولوية لتبليغ إخصائيى التغذية؛ للحصول على عيّنة استرجاع لما سبق أن تناوله الطفل المريض من طعام خلال الـ24 ساعة الماضية، ثم بالتنسيق مع الاستشاريين الدكتورة جُلسن والدكتورة ياسمين، نبدأ فى وضع خطة لحصول الطفل المريض على احتياجاته من التغذية.

وأضاف: الميزة هنا فى مستشفى 57357، هى الإتاحة لقسم التغذية العلاجية حرية اختيار طريقة التغذية المناسبة لحالة الطفل المريض، أو المكمل الغذائى لصالح الحالة المرضية بالتشاور مع الاستشاريين والنواب والطبيب المعالج.

الدكتور إيمان زكريا عبد الحميد، صيدلانية تغذية علاجية بمستشفى 57357 قالت: نقوم يوميًا بعملية المراجعة والتحرى ونركز بشكل أساسى على التغذية العلاجية الوريدية؛ لأن التحدى الذى يواجه مريض السرطان خلال رحلة علاجه هو التغذية، منذ التشخيص وحتى التعافى التام؛ لأن الجهاز الهضمى والمعدة يتأثران بالأدوية الكيماوية، فكثيرًا ما تحدث التهابات بالفم، وهنا يأتى دور التغذية الوريدية، سواء كان المريض غير قادر على الأكل بالفم أو ممنوعاً من الأكل.

تضيف: هناك عوامل مؤثرة مثل فقدان ملحوظ فى الوزن، وفى هذه الحالات نبادر بالتغذية الوريدية. 

وأضافت: هنا فى مستشفى 57357 نقوم بتفصيل كيس تغذية وريدية لكل طفل، حسب احتياجه؛ لأن التغذية الجاهزة لا تلائم أحيانًا حالة إنزيمات الكبد، وبالتالى تختلف كميات الدهون والبروتين من مريض لآخر، وأيضا نسبة السوائل؛ لأننا لدينا حالات مرضية من عمر أسابيع حتى سن 18 عامًا، لذلك نحدد مكونات كل كيس تغذية لكل مريض، ويتم تحضيره فى الصيدلية.

 

 

 

وقالت مريم مجدى، إخصائى أول صحة وسلامة الغذاء: فى مطبخ مستشفى 57357، نطبق نظام أيزو 22000 وهو يختص بإنتاج غذاء آمن لجميع مستهلكيه، بمواصفة عالمية، ونحن من أوائل من طبق هذا النظام منذ عام 2008. 

وأضافت: يبدأ دورنا باستلام أنواع الأغذية الخام، ثم فحصها من حيث درجة حرارتها وصلاحيتها ثم تخزينها فى 3 أنواع مخازن جاف ومبرد ومجمد، والاكتشاف المبكر لأى غذاء قد يفسد.

وتابعت: نستلم هنا اللحوم خام، ونقوم بتصنيعها تحت إشرافنا؛ لأن لدينا نظام الرغبات؛ ثم يراجع من إخصائيى التغذية، ونقيس درجة حرارة الطعام أثناء الطهى مرتين؛ للتأكد من وصوله للدرجة الأمثل، ويتم توصيل الطعام للطفل خلال ساعتين، وسحب الوجبة من غرفة الطفل بعد ساعتين حتى نضمن عدم تناوله أكلاً فاسدًا.

واختتمت: المرتجع من الوجبات يتم التخلص منه مباشرة، وتوصيل الطعام للطفل فى الغرف يتم خلال عربات ومبردات تحفظ حرارته ساخنة أو بادرة ليكون طازجًا دائمًا.

 

تسجيلى