الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

طهاة يتكلم العالم عنهم

من مطابخ مشاهير الفن والسياسة

راشيل راي
راشيل راي

يجمع فن الطهى مختلف الجنسيات فى لغة مشتركة عالميًا، رغم تباين ثقافاتهم واختلاف مجتمعاتهم، تميزهم وتصبغ أكلاتهم بنكهات مختلفة، تتفق فى جمال شكل العرض وتناسق الألوان.



والطبخ أحد أهم ما يكشف سمات المجتمعات وتتغير الأكلات كما تتغير المجتمعات.

فالطهى فن يتطور فى مطاعم العالم، وبات مشاهيره ينافسون نجوم الفن وكرة القدم، ويروجون لعلاماتهم التجارية على وسائل التواصل الاجتماعى، والصحف، والبرامج التليفزيونية.

 

جوردون رامزي
جوردون رامزي

 

رصدنا هنا أشهر 4 طهاة حول العالم، وقصص نجاحاتهم، مع اختلاف ثقافاتهم وجنسياتهم، وكيف أصبحوا فى قوائم المنافسات العالمية بثروات طائلة من قدرات تُميِّز كل واحد فيهم فى المطبخ.

الشيف النمساوى «وولفجان بوك» عمره الآن 72 عامًا، انفصل والداه قبل وقت قصير من ولادته، ثم تزوجت والدته من عامل مناجم الفحم «جوزيف بوك» الذى تبناه وأعطاه اسمه.

لم يلتحق «وولفجان» بأى مدرسة متخصصة؛ ولكنه احترف الطهى بالممارسة والتدريب وتنمية المهارات.

تزوج بوك من «مارى فرانس ترويلو» فى السادسة والعشرين، وتحديدًا عام 1975، ولمدة 6 سنوات قبل أن ينفصلا عام 1980، ليتزوج من المصممة «باربرا لازاروف» عام 1983، لينفصلا هما الآخران بعد قصة حب عرفها العالم، وكان لها دور كبير فى نجاحه المهنى، حيث تعاونا مع بعضهما، وافتتحا سلسلة من المطاعم المميزة، قبل انفصالهما عام 2003، ليتزوج صديقته القديمة «جيليلا أسيفا» عام 2007.

ارتبط اسم «وولفجان بوك»، بحفلات الأوسكار، حيث احتكر أصنافًا محددة من الأطعمة على مدار 22 عامًا، وأطلق عليه «طباخ النجوم»، وتم تكريمه كوكيل  للطعام الرسمى لحكام المباريات الرياضية، وكان يدير العديد من المطاعم حول العالم قبل أن يشترى مطعمًا خاصًا اعتُبر بعد ذلك واحدًا من أفضل 40 مطعمًا فى أمريكا.

وُلد «بوك» بكرنثيا بالنمسا، وتعلم الطهى على يد والدته، والتى كانت هى أيضًا طاهية فى مدينتها، ثم انخرط فى التدريب العملى وعمره 14 عامًا، وانتقل لفرنسا حيث عمل فى العديد من أشهر المطاعم هناك، وتميز بأسلوب فريد، وخلق لنفسه «سر الصنعة»، من خلال دمج عناصر من التقنيات ذات الطابع «الفرنسى - الآسيوي» وأخرى من الطهى الأمريكى، كما ابتكر «طبخات» عالية الجودة فى أنحاء العالم.

وظل بوك ينتقل من مكان إلى آخر حتى أصبح محترفًا، وبدأ يدون العديد من الوصفات فى كتب الطهى،قبل أن يستمع لنصيحة أحد أصدقائه ويتوجه إلى أمريكا.

 

وولفجان بوك
وولفجان بوك

 

 أول وظيفة له كانت فى مدينة «إنديانا بوليس» وهناك ذاعت شهرته، قبل أن ينتقل إلى لوس أنجلوس عام 1975، حيث لفت انتباه مجتمع هوليوود، وسطع نجمه كطاهٍ شهير يقدم المأكولات التقليدية المعروفة والابتكارات الجديدة، فى مطعمه بغرب هوليوود.

أغرب ما فى قصة حياة بوك أسماء أطباقه أما أشهرها فهى «البيتزا الفرنسية المغطاة بسمك السلمون المدخن والكافيار، وسونوما الخروف الصغير المطهو ببطء مع الخضر والروزماري».

عمل بوك على هذه الأطباق 18 عامًا، وكانت هى مفاتيح أبواب الشهرة، وهو الوحيد الذى حصل على جائزة أفضل شيف للعام مرتين من مؤسسة جيمس بيرد، كما حصل مطعمه على جائزة من المؤسسة نفسها عام 1994م.

 

 

 

«وولفجان بوك» كان ذا كاريزما دولية أحد أكثر الطهاة غنى فى العالم، بثروة 82.5 مليون دولار، وهو الوكيل الرسمى لمهرجان «أوسكار»، حيث احتكر تصميم أصناف الطعام فى حفلات جوائزه منذ أن كان فى الـ 24 من عمره.

ويعود فضل تنوع مذاق وجباته وتطورها، لاختلاطه بالعديد من الثقافات؛ حيث استطاع مزج أطعمته بنكهات الصينى والتايلاندى والكورى مع المطبخ الفرنسى،وظل يتدرج فى الصعود حتى افتتح مطعم اللحوم فى عام 2006، والذى فاز بعدة جوائز منها «نجمة ميشلان». 

جوردون رامزي

الشيف «جوردون جيمس رامزي»، هو بريطانى عُرف دوليًا بالشخصية القوية الأسطورية، يشتهر بمهاراته غير العادية فى صنع الطعام، وأصبح طاهيًا بعد تعرضه لإصابة خطيرة أثناء مباراة كرة قدم، ليصبح الوحيد فى بريطانيا الذى يحصل على 14 نجمة ميشلان.

ظهر «جيمس» على شاشات التليفزيون، وأصبح من المشاهير حول العالم ليقدم وصفاته للمشاهدين، وأسَّس مكانة لا تنافس مقاربة لمكانة معلمه «ماركو بيير وايت»، وتصدر قائمة طهاة العالم.

وقدر أخذ جيمس أجرًا عن كل حلقة تليفزيونية يقدر بـ225 ألف دولار، وأرباحًا سنوية 60 مليون دولار.

و«رامزي» 55 عاما، ولد 1966، بإسكتلندا، وعاش بها حتى الخامسة من عمره، ثم انتقل إلى «ستانفورد أبون» بإنجلترا، وكان ترتيبه الثانى بين 4 أشقاء.

عمل والده بوظائف مختلفة، منها مدير حمام سباحة، ولحام، وصاحب متجر.

والدته «هيلين» كانت تعمل ممرضة، وتم اختياره للعب كرة القدم مع «وارويكشاير» تحت سن 14عاما، ولكن انتهى مشواره الكروى بسبب إصابة خطيرة فى ركبته.

فى الـ19 من عمره بدأ رامزى يسعى للحصول على مؤهلات الطهى، فالتحق بكلية «نورث أوكسفورد» لدراسة إدارة الفنادق، ثم انتقل إلى لندن وعمل بها 3 سنوات مع «ماركو بيير وايت» فى جامعة «هارفي»، وقرر دراسة المطبخ الفرنسى ثم بدأ العمل مع «ألبرت رو» لمدة عام، ثم فى أحد الفنادق بمنتجع للتزحلق فى جبال الألب الفرنسية، حيث أصبح الرجل الثانى فيه قبل انتقاله لباريس لمدة 3 سنوات.

 

جيمى أوليفر
جيمى أوليفر

 

عاد جوردون إلى لندن عام 1993، وحصل على منصب رئيس الطهاة، فى أحد مطاعمها الكبرى 1996، وتزوج من «كيتا إليزابيث» والمعروفة باسم «تانا»، ولديه 4 أولاد.

خلال عام 1997، افتتح مطعمه الخاص الذى حصل على 3 نجوم ميشلان خلال 4 سنوات، وواصل إنشاء سلسلة من المطاعم الناجحة فى إنجلترا، وغلاسكو، وأيرلندا، ودبى،وطوكيو، ونيويورك، وفلوريدا، خلال 15 عامًا.

وفى لوس أنجلوس 2012 افتتح مطعمًا مميزًا فى سوق سياحية شهيرة.

بين عامى 2004 - 2012، ظهر رامزى فى عدة مسلسلات، وعام 2010 بدأ الإنتاج كما أصبح محكمًا فى النسخة الأمريكية من Master chef، بالإضافة إلى تأليفه 21 كتابًا، اثنان منها كتبهما عن سيرته الذاتية.

عام 2006 حصل رامزى على وسام عالى كما حصل على جائزة Catey وكان الثالث الذى فاز بـ3 جوائز من Catey أكبر جوائز الضيافة فى المملكة المتحدة، ودخل قاعة مشاهير الطهى، وحصل على وسام الشرف من ملكة إنجلترا 2013.

جيمى أوليفر

ولد «جيمى أوليفر» 1975 فى جنوب شرق إنجلترا فى قرية «كلافرينج»، وتعلم مهارات الطبخ فى «Cricket Players»، وهو مطعم مشهور امتلكه والداه تريفور وسالى.

وفى عمر الـ 11عامًا شارك فى العديد من منافسات الطهى.

عام 2000، تزوج «أوليفر» من عارضة الأزياء «جولييت نورتون»، وأنجبا 4 أطفال، وأبرم شراكة مع سلسلة متاجر شهيرة تبلغ  تكلفتها مليونى دولار فى العام، ولمدة 11 سنة، وفى عام 2002 افتتح مطعما خيريا، توسع حتى أصبحت سلسلة كبيرة فى دول مختلفة فى أوروبا.

عام 2005، أطلق أوليفر حملة «Feed Me Better» للمساعدة فى تثقيف تلاميذ المدارس البريطانية فيما يتعلق الأطعمة الصحية، ثم أطلق حملة رسمية لحظر الوجبات السريعة فى المدارس، وأدت جهوده إلى تغييرات جوهرية فى نظام الوجبات المدرسية فى بريطانيا.

واشتهر أوليفر على نطاق واسع ببرامج الطهى التلفزيونية، والتى تركز على إنتاج الأغذية العضوية حملت وصفاته، فيما كانت كتبه الأكثر مبيعا على جانبى المحيط الأطلسى؛ حيث ركز على تحسين النظام الغذائى للأطفال، وحقق أحد كتبه أكثر من مليون نسخة مبيعًا فى بريطانيا وحدها2010، كما حصل على جائزة MBE عن برنامجه التلفزيونى، إلى جانب إدارته لـ15 مطعمًا لتدريب الشباب ليصبحوا طهاة، كما أسس «أوليفر» مؤسسة تعليمية ضمت أمهر الطهاة فى بريطانيا.

عام 2003، حصل جيمى أوليفر على وسام الفروسية من الملكة إليزابيث الثانية، وفى ديسمبر 2009 حصل على جائزة TED، وبلغت ثروته ما يقرب من 400 مليون دولار، وفقا لصحيفة «صنداى تايمز ريتش» ولا يزال إلى الآن على رأس قائمة الطهاة، ولا يزال الأعلى أجرًا فى العالم.

وافتتحت مجموعة مطاعم «أوليفر» أكثر من 19 فرعًا حول العالم، وتبدل تسمية مطعمين من مجموعة «جيميز إيطاليان» فى جزيرتى بالى وهونج كونج، بعلامة تجارية جديدة «جيمى أوليفر كيتشن».

ورغم شهرته المدوية، استمر أوليفر فى السفر حول العالم لاكتشاف خلطات وأطعمة مختلفة.

عام 2018 واجهت مطاعم «أوليفر كيتشن» أزمة اضطرت إلى إغلاق 12 من فروعه فى المملكة المتحدة، مع التخلّى عن 600 موظف، وتسببت بيئة العمل فى انهيار مطاعمه، وبلغت ديونه حوالى 96 مليون دولارا، ووُضعت سلسلة المطاعم التى تحمل اسم الطاهى الشهير، تحت إدارة المحكمة فى إطار إجراءات الإفلاس!

راشيل راي

الطاهية «راشيل راي»، هى واحدة من أشهر مقمدات برامج التليفزيون الأمريكى تسلمت جائزة «إيمي» 3 مرات وقامت بتدريس دورات الطهى فى مسقط رأسها بنيويورك، وعملت إلى جانب الطهى مؤلفة، ونشرت كتابها الأول «وجبات مدتها 30 دقيقة»، ثم نشرت ما يقرب من 30 كتابًا للطهى، ما جعلها واحدة من أنجح الطاهيات حول العالم.

ونجحت «راي» فى جمع قدر هائل من المال، حيث يبلغ صافى ثروتها 775 مليون دولار.

وراشيل دومينيكا راى، مولودة عام 1968م، وهى أمريكية الجنسية، انتقلت مع عائلتها إلى نيويورك عندما كانت فى الثامنة من عمرها، وكانت والدتها تدير مطاعم هناك، وتزوجت «راشيل» من مغنى موسيقى الروك «جون كوسيمانو» عام 2005 ولم تنجب منه.

اكتسبت «راي» شهرتها من عملها فى عدة مطاعم على رأسها «Macy>s»، وتنسب «وجبات 30 دقيقة» إلى عملها فى هذا المطعم، بعدها أصبحت لديها 3 سلاسل من المطاعم الشهيرة «فود نيت ورك».

أساليب «راي» فى الطهى أهم أسباب شهرتها الدولية.

وتستخدم راى، فى طهيها مكونات مختلفة مثل الأعشاب الطازجة، والثوم، ومرق الدجاج، لتعزيز النكهات، وتعتقد أن المقادير ليست كل الطهى.. وأن الإبداع هو الأساس.