الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
تجديد الموسيقى العربية "1"

على فكرة

تجديد الموسيقى العربية "1"

تألق نجوم الغناء من مصر والعالم العربى فى الدورة الثلاثين لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية برعاية وزارة الثقافة، وعقدت هذه الدورة من المؤتمر مهداة للموسيقارين الراحلين عبده داغر «1936 ـ2021»، ود.جمال سلامة «1945 ـ2012».



وإهداء هذه الدورة لهما له دلالة خاصة فالموضوع الرئيسى للمؤتمر حول الإبداع الموسيقى العربى المعاصر، وعبده داغر هو ملك التقاسيم الذى تم تسجيل بعض مؤلفاته فى أوروبا فى ألبوم موسيقى بعنوان: «ملك التقاسيم» عام 1993، وقد تعددت رحلاته الموسيقية لأوروبا، وكان آخرها فى باريس، وذلك لافتتاح قسم الموسيقى الشرقية بكونسرفتوار جانفيليه الذى يعد أقدم كونسرفتوار بالمدينة، وداغر من أعظم عازفى الكمان بالشرق فى القرن العشرين، أما د.جمال سلامة فقد حصل على أعلى شهادة فى التأليف الموسيقى من كونسرفتوار تشايكوفسكى بموسكو تحت إشراف المؤلف العالمى «ختشادوريان» عام 1976، وله أعمال سيمفونية وأوبرالية عربية، وموسيقى للحجرة، كما لحن العديد من الأغنيات الشهيرة لكبار المطربين فى مصر والعالم العربى كما عمل أستاذا بكونسرفتوار القاهرة بأكاديمية الفنون، «من كتاب اللجنة العلمية للمؤتمر».

ويأتى الاحتفال بهما مرتبطا بقضايا المؤتمر الذى أقيم بعنوان: «الآلات الموسيقية فى الإبداع الموسيقى العربى المعاصر»، والمؤتمر برئاسة د.مجدى صابر رئيس دار الأوبرا المصرية.

وقدم الموسيقيون المصريون والعرب أوراقا بحثية مهمة اهتمت جميعا بالبحث عن خطاب موسيقى جديد يستفيد من التراث الموسيقى العربى الأصيل، ومن الإنتاج الموسيقى العالمى المعاصر، وهذا يدل على عمق ارتباط الموسيقى العربية بالتنوير والتطور الفكرى كجزء من تجديد الخطاب الثقافى وقد أكد على هذا د.عزيز الورتانى «تونس» فى بحثه الذى قال فيه إن الموسيقى العربية فى عصر النهضة لم تنفصل عن يقظة الفكر والأدب وعن مقالات مفكرى الإصلاح فكانت أعمال الموسيقيين ورواد المسرح الغنائى صدى حيا لتطلعات النخبة الإصلاحية العربية فى مجال التقدم الحضارى فتطورت أساليب الأداء نتيجة لظهور عقلية إبداعية حديثة تجمع بين العقلية الشرقية والغربية فى التعامل مع المؤلفات الموسيقية.

واهتمت البحوث العلمية الأخرى بالتأكيد على ضرورة التمسك بما يميز الغناء الشرقى من أصالة مثل فن الارتجال وهو أحد الظواهر الإبداعية فى الموسيقى العربية، وهو أداء تلقائى وفقا لخيال العازف دون إعداد مسبق حيث يتعاون المؤدى والعازف على تحقيق صورته الكاملة، والارتجال فن قديم أطلق عليه ابن سينا اسم «فن الزواق» فى نوسوعته «الشفاء» كما تقول د.مها العربى «مصر» فى بحثها حول أسلوب الارتجال لآلة القانون فى مصاحبة موال «اللى انكتب ع الجبين» نموذجا، وهو الموال الذى لحنه وغناه عبدالوهاب، وكتب كلماته إبراهيم عبدالله، وعزفه محمد عبده صالح على القانون.

والمؤتمر الذى تواصلت جلساته العلمية، والمهرجان الذى ازدان بحفلاته الغنائية قالت عنه جيهان مرسى مديرة المهرجان: ثلاثون عاما وهذا المهرجان هو السد المنيع ضد كل موجات الغناء الهابط، وكان هدفه دائما تقديم الفن الراقى للجمهور.