الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أعادت الجدل على السوشيال ميديا

عاوزين نقسم الثروة ولانحرض على الإنفصال

رغم أن الطلاق أبغض الحلال فإنه أحيانًا يكون القرار الأوقع لحياة غير مستقرة. لكن  الغريب ما انتشر مؤخرًا من تقاليع للطلاق بشكل مبالغ فيه، أثارت جدلاً كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعى.. بداية من حفلات الطلاق التى تظهر فيها المطلقة بكامل أناقتها ورونقها مرورًا بحفلات الكوكتيل على شرف منفصلة حديثًا، تعكس تلك الوقائع ببهجة ظاهرية مدى الكبت والمعاناة النفسية والجسدية التى طالت بعضهن خلال الحياة الزوجية، تخطى الأمر الحفلات إلى «نادى المطلقات» والذى أخذ صيتًا كبيرًا الآونة الأخيرة على مواقع التواصل خاصة بعد الجدل الكبير الذى أثارته رئيسة النادى بتصريحها بأن المطلقة تستحق نصف ثروة الزوج بعد الانفصال. وما بين مؤيد ومعارض للفكرة.. تحدثنا مع «عبير الأنصارى» رئيس النادى.



 

 

تصريحاتك بشأن أحقية المطلقة فى نصف ثروة الرجل، أثارت جدلاً كبيرًا؟

- من حق الزوجة الحصول على نسبة من مدخرات الرجل، الذى قام بادخارها بعد زواجهما، خصوصًا لو مر على زواجهما 20 سنة.. فالمرأة بعد 20 سنة زواجًا تركت عملها، وأفنت حياتها فى تربية الأولاد وتوفير الراحة لزوجها.. من الصعب أن تجد مصدرًا للرزق بعد تخلى زوجها عنها.. من أجل أن يتزوج بأخرى أصغر منها سنًا أو عدم رغبته فى استكمال حياته معها. ففى هذه الحالة من حقها أن تأخذ نسبة من ثروته كى تستطيع الإنفاق على نفسها، والدكتورة «آمنة نصير» أيدت ذلك وأكدت أنه لا بد أن يدرس تشريع فى هذا الشأن الذى حاولت أن تناقشه فى البرلمان.. وهذا أمر يحدث فى الخارج.. كى تضمن المرأة حقها وتأمين حياتها فى حال طلاقها.

هل هناك رجال داخل النادى؟

- النادى اسمه نادى «الثقة للمطلقين» أى رجال وسيدات.. فالطلاق لا تقتصر أعراضه النفسية السلبية على المرأة فقط هناك رجال يتأثرون به بشكل سلبى.. والهدف من النادى ليس تأييد الطلاق أو الدعوة إليه، إنما هو مساندة المطلقين سواء سيدات أو رجالًا فى قضايا مختلفة أو الوقوف على حلها، ومعرفة الأسباب التى أدت للطلاق، وتجنب الوقوع فيها إذا أرادوا الزواج مرة أخرى.. وهناك أيضًا محاضرات للرجال فى كيفية فهم سيكولوجية المرأة.

كيف كان وقع الدعوة لتقاسم الثروة بين الزوجين على أعضاء النادى خصوصًا الرجال؟!

- لاقت بعض الاعتراضات، بينما وافق عليها البعض الآخر.. لكن تظل القاعدة أن الناس على شروطهم، فإذا شرط أحد الأطراف شرطًا على الآخر خلال الاتفاق على عقد القران فلا بد من الوفاء بهذا الشرط وإن خالف الشرط يجوز بطلان العقد.

ومن أين أتت لك فكرة النادى؟

- جئت إلى مصر بعد طلاقى، وواجهت تنمرًا شديدًا أحيانًا، كونى أحمل لقب مطلقة.. مما عاد بالسلب على أولادى.. لا أنكر أن الأمر ازداد سوءًا بعد تأسيسى نادى المطلقات.. حيث كانت الفكرة جديدة على الناس.. لكن الموضوع الآن أصبح مقبولاً عما كان سابقًا.. فقد أصبح لدينا مجتمع صغير للمطلقين والمطلقات نناقش فيه المشاكل التى تواجه المطلقين، وتقدم لهم المساعدة لتخطى تلك الأزمة والانخراط مرة أخرى فى المجتمع بكل ثقة.

كيف نجحت فى فرضها على السوشيال ميديا؟

- كان النادى جمعية مشهرة فى بداية الأمر، بالإضافة إلى أن إقبال الأعضاء الذى لم يكن كبيرًا فترة ما حتى قررنا أن نقوم بعمل نادى على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» وأطلقنا عليه نادى «الثقة للمطلقين».

وهل هناك إقبال كبير على النادى؟

- الإقبال حاليًا أفضل لكننا نأخذ وقتنا فى قبول الأعضاء، بعد التأكد من أن حساباتهم الشخصية حقيقية ونتأكد من شخصياتهم كى نضمن الاحترام والرقى فى التعامل.. ومن شروط النادى، أن الانضمام إليه بشهادة الطلاق.

وهل يقبل النادى أرامل أيضًا؟

- نعم، فمشاكل الأرامل مثل مشاكل المطلقات.. فى  الوحدة وغياب محيطين حولها يساندونها ويدعمونها سواء رجلًا أو امرأة.

ما الأنشطة التى يقدمها النادى لأعضائه؟

- كنا نقوم برحلات كثيرة سافرنا إلى سانت كاترين، الفيوم، والصحراء البيضاء والصحراء السوداء.. فكل رحلة كان وراؤها هدف مثل تقارب الأم من أولادها والاندماج معهم وانخراطهم مع الناس.. والتعرف على أشخاص جديدة.. بالإضافة إلى تقارب الأطفال ومعرفتهم بأن هناك أطفالًا في مثل ظروفهم وأن انفصال والديهم لن يقلل منهم أبدًا.. وبالفعل نجح النادى فى ذلك.. فهذه الرحلات كان لها أثر إيجابى كبير.

هل يستهدف النادى توفيق الرؤوس فى الحلال خاصة أن من أعضائه رجالًا مطلقين ونساء مطلقات أو أرامل؟!

- بالطبع لا، فمنذ تأسيسه حتى يومنا هذا لم يتم سوى حالتين زواج من الجمعية ولم يكن للجمعية دخل فى ذلك.. ولا هدفها تزويج المطلقين.

هناك انتقادات شديدة لك باعتبارك متزوجة وتديرين ناديًا للمطلقات؟

- بالفعل هناك من ينتقد وجودى داخل النادى بعد زواجى، لكنى أؤكد أن الطلاق ليس آخر الدنيا، وعندما يفهم الشخص نفسه يختار صح المرة الثانية.. لذلك أتمنى أن يكون الزواج الثانى ناجحًا، وأنا واثقة فى اختيارى هذه المرة بأننى «اخترت صح».

لماذا يتهم النادى بالتحريض على الطلاق؟

- النادى لم يحرض على الطلاق بالمرة.. كما أننى لا أشجع على الطلاق.

هل هناك حالات طلاق رجعت لأزواجها من داخل النادى؟

- هناك سيدة عادت لزوجها، ورجلان عادا لزوجتيهما.. وذلك بعد العلاج الجماعى الذى يخضع له أعضاء النادى تحت إدارة طبيب نفسى أو لايف كوتش أو استشارى علاقات.. فعندما تسمع المرأة مشكلة من رجل غير زوجها تتفهم نقاط الخطأ التى وقعت فيها والتى أدت بها إلى الطلاق، وكذلك بالنسبة للرجل.. فهذا النوع من العلاج مهم جدًا أن تسمع المشاكل بصوت عال ومن أشخاص مختلفين كى تدرك أخطاءك.

ما رأيك فى حفلات الطلاق التى تقوم بها بعض السيدات الآن بشكل مبالغ فيه؟

- أراها طبيعية ولو أنى أرى أن المبلغ الذى ستصرفه المطلقة فى الإنفاق لإقامة الحفلة، أولى بها أن تدخره لتربية الأولاد.

ما خططك القادمة للنادى؟

- أتمنى أن ينشط النادى خصوصًا أن هدفه تقديم المساعدة، فكثير من الرجال الأعضاء عرفوا جيدًا مدى المعاناة التى تعانيها المرأة بعد الطلاق من مسئولية الأولاد والإنفاق الصعب عليها وحدها، كما شعر الكثير من الرجال بتقصيرهم تجاه أولادهم.

ما النصيحة التى تقدمينها للمطلقين؟

- أنصحهم بأن حياة أخرى بعد الطلاق ممكنة.. وهناك فرصة أخرى للاستقرار.. ولكن بحسن الاختيار.. فإذا أحسن الشريك اختياره، سيسعد بحياة صحية خالية من المشاكل.. فمن السهل تغيير العادات،  ولكن من الصعب تغير الشخصية.. فالبعض يلجأون إلى التمثيل فى فترة الخطوبة أملاً فى تغير  الشخصية بعد الزواج.. لكن للأسف يصل الأمر بعد الزواج إلى الطلاق.