السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

هاجمونى مع أن الشرع فى صفى

د.آمنة نصير: هذه اقتراحاتى لحياة لائقة للمطلقة

زوجة طردها زوجها فى منتصف الليل بعد عشرة دامت 25 عامًا ليتزوج من أخرى أكثر صبًا وجمالًا، هو المشهد الذى كان سببًا فى مطالبة الدكتورة آمنة نصير أستاذ الفلسفة والعقيدة بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب السابق بضمان حق المطلقة التى عانت وكافحت خلال سنوات زواجها لتأثيث منزل الزوجية وكانت شريكة لزوجها قبل الانفصال على الحلوة والمرة وأمًا متفانية فى تربية أبنائها.



 

لأسباب مختلفة طالبت الدكتورة آمنة بحق للمرأة بعد الطلاق فى اقتسام (دخل) أو ثروة زوجها ووضعت شروطًا ومعايير للاقتسام، مؤكدة أن ما طالبت به لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية بل هو أساس الإنصاف.

لا تكف المناقشات على مواقع التواصل ومؤخرًا على كلوب هاوس من آثار تداعيات الطلاق بعد الخمسين من العمر على نساء كبر أولادهن، وخرجن من بيت الزوجية بلا مكان للإقامة، وبلا مصدر للإنفاق بعد الطلاق.

التقينا بالدكتورة آمنة للحديث عن رؤيتها للمشاكل التى تواجه المرأة المطلقة وخاصة النساء اللائى قضين أجمل سنوات عمرهن فى خدمة أسرة، وانتهت حياتهن بالطلاق فى ربيع العمر، وسألنا د.آمنة عن رؤيتها لاحتفاظ المرأة بحقوقها؟ وكيف تطالب باقتسام الدخل؟ وما هى الشروط التى يمكن وضعها فى عقد الزواج لضمان مورد رزق أو دخل لها فى حالة الطلاق؟! وإلى نص الحوار..

طالبت بحق المرأة المطلقة فى جزء من ثروة طليقها بالانفصال.. حدثينا عن هذا المقترح؟

ليس الثروة كى نكون محددين، الثروة تقسم عند الوفاة والمطلقة ليس لها حق فيها، أنا أتحدث عن دخل شهرى سواء مرتب أو إيجار لمحل أو تجارة.

تكمل: «طالبت بنص قانونى يضمن للمرأة هذا فى عقد الزواج على أساس إذا زاد الزوج على خمس سنوات قبل الطلاق، يصبح لها حق 5 % من دخله ومن يستمر زواجهما 10 سنوات يحق لها 10 % وبهذا التدرج 15 عامًا تأخذ 15 % و20 عامًا تأخذ 20 % و25 عامًا تقاسمه كل ما يملك من ثروة. 

 

 

هذا الكلام قلته قبل أن أدخل البرلمان وأتمنى أن يجد هذا الاقتراح تجاوبًا وتنفيذًا على أرض الواقع لأنه سيصلح أمورًا عديدة، وسيبطئ من التسرع فى الطلاق لأسباب هامشية أحيانًا وسيدفع هذا الاقتراح بالرجل لأن يضع فى اعتباره ألف حساب قبل اتخاذ قرار الطلاق.

تكمل د.آمنة: أذكر أننى فى يوم وأنا خارجة من بيتى صباحًا وجدت سيدة تفترش (النجيلة) وقد نامت ليلتها فى الشارع واقتربت منها وسألتها فقالت إنها قضت مع زوجها 25 عامًا وأنجبت ثلاثة أبناء، وتفاجأت بعد كل العمر بزوجها يدخل من باب البيت وفى يده السكرتيرة الصغيرة وقد تزوجها وقال لها مهمتك انتهت.

وهذا المشهد أثر فيّ وطلبت وقتها العدل والإنصاف بأن يكون للزوجة حق فى دخل طليقها ما دامت كانت صالحة وأمًا ترعى أولادها.

تعرضت لهجوم عنيف بسبب مطالبتك والبعض وصفها بغير المنطقية وضد الشرع ما تعليقك؟

تعرضت لحملة شرسة واعتراضات عنيفة وتقوَّل على بعضهم بكلام غير الذى قلته وطالبت به، أنا لم أقل ثروة بل قلت: دخلًا لا يتنافى مع الشرع، بل بالعكس هو قمة الإنصاف.

ومنذ قرن كانت تبنى بيوت وعمارات سكنية للنساء بلا مأوى بعد الطلاق وكان يشرف عليها بيت المال بهدف حماية المرأة من قسوة الشارع.

ولكن المرأة ليست فى كل الأحوال تكون مظلومة، بعض السيدات قد يسئن استغلال الوضع؟

المرأة إذا فقدت بيتها وفقدت زوجها ماذا سيتبقى لها؟ وما هو البديل؟ لا يوجد امرأة تريد خراب بيتها.

بينما لدى الرجل بعد طلاق زوجته أكثر من بديل، وهو من حقه أن يتزوج مثنى وثلاث ورباع، لكن المرأة هى غالبًا التى تطرد من بيتها وهو أمر شديد الصعوبة فى وضع النساء مقارنة بالرجال.

ما الشكل القانونى لطرحك هذا؟

أن ينص فى عقد الزواج على حق المرأة فى ضمان مورد للإنفاق حال الطلاق.

ويجوز وضع عدد من الشروط في عقد الزواج شريطة ألا تحل حرامًا ولا تحرم حلالاً، ومن حق كل فتاة أن تضع فيه ما تريده من شروط.