الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

احترام إرادة الشعوب وسيادة الدول الوطنية

الرئيس يوجه كلمة لرؤساء أجهزة المنتدى العربى الاستخبارى
الرئيس يوجه كلمة لرؤساء أجهزة المنتدى العربى الاستخبارى

بعدما لعبت مصر دورًا رئيسيا فى إنشائه توحيدًا للجهود العربية، شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أعمال المنتدى العربى الاستخبارى ووجَّه كلمة للمشاركين فى أعمال الاجتماع الاستثنائى للمنتدى والذى عُقِد بمقره بالقاهرة، والذى خُصَّص لتعزيز التعاون العربى المشترك فى المجالات الأمنية والمعلوماتية، فضلًا عن تبادل الرؤى الاستخباراتية لمكافحة الإرهاب والتهديدات الإقليمية



 

وأعرب الرئيس فى كلمته عبر «الفيديو كونفرانس» عن ترحيبه بالوفود المشاركة فى «المنتدى العربى الاستخبارى»، مثمنًا سيادته مجهوداتهم لإثراء أعمـال المنتـدى منـذ تدشـينه، باعتبـاره مـحفـلًا فريـدًا مـن نوعـه فى المنطقة، على نحو يعـزز مـن التعاون العربى المشـترك فى المجالات الأمنية والمعلوماتية، وهو ما تجسّد من خلال المبادرات التى أطلقهـا أعضـاء المنتـدى خلال الفترة الماضية للعمـل الأمنى المشترك، وتبادل التقييمات فى إطار من الشفافية الكاملة حول مصادر التهديدات المحيطة بالمنطقة العربية.

كما شدَّد الرئيس على مبدأ المسئولية المشتركة فى مجابهة التحديات التى تواجه المنطقة، خاصةً ظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف، والتى تستدعى انتهاج مقاربات شاملة خـلال التعامل مع الأزمـات الإقليميـة، من خلال التركيز على إنهاء التدخلات الأجنبية فى شئون المنطقة العربية، واحترام قرار وإرادة الشعوب وسيادة الدول الوطنية ومؤسساتها، بما من شأنه إنهاء استغلال التنظيمات الإرهابية والتكفيرية لهذه الأزمات وتداعياتها، مؤكدًا أن مصـر لـم ولـن تـألو أى جهد فى مساعدة أشقائها على الوصول ببلادهم إلى بر الأمان، من خلال الحل السياسى الشامل الذى يتضمن خطوات وإجراءات متزامنة تستند إلى توحيد المؤسسة العسكرية، وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة، وإنهاء ظاهرة الميليشيات المسلحة، وتفعيل إرادة الشعوب.

من جانبهم؛ وجَّه الحضور من رؤساء أجهزة المخابرات العربية الشكر للرئيس على رعايته المستمرة لأعمال «المنتدى العربى الاستخبارى»، مؤكدين أهمية المنتدى كآلية قوية وداعمة للتعاون الاستخباراتى الوثيق بين الدول العربية الشقيقة، فضلًا عن مساهمته فى إرساء منظومة متكاملة ومحكمة لمكافحة الإرهاب تعتمد على تكامل الأدوار وتبادل الخبرات والتحديث والتطوير المستمر لآليات المواجهة فى هذا الشأن، بما يساعد على صون الأمن القومى العربى وتحقيق الآمال المنشودة لشعوبها..

اجتماع استثنائى للمنتدى العربى الاستخبارى بالقاهرة
اجتماع استثنائى للمنتدى العربى الاستخبارى بالقاهرة

 

 

وفى كلمته لرؤساء أجهزة «المنتدى العربى الاستخبارى» وجَّه الرئيس الشكر والتقدير لرؤساء الأجهزة المشاركين على مجهوداتهم بالدفع بآفاق التعاون بين الأجهزة الشقيقة، وإثراء أعمال المنتدى العربى الاستخبارى منذ تدشينه، باعتباره محفلًا فريدًا من نوعه بمنطقتنا، يعزز من التعاون العربى المشترك فى المجالات الأمنية والمعلوماتية، وهو ما تجسد من خلال المبادرات، التى أطلقها أعضاء المنتدى خلال العام الجارى، للعمل الأمنى المشترك، وتبادل التقييمات فى إطار من الشفافية الكاملة حول مصادر التهديدات المحيطة بمنطقتنا.

مؤكدًا الثقة المطلقة والآمال الكبيرة التى تعقدها شعوبنا على قدرات وجهود الأجهزة فى حماية وصون سيادة واستقلال وكيان ووحدة أراضى ومقدرات وثروات وطننا العربى، وأضاف أن الاجتماع الاستثنائى للتباحث حول التداعيات المحتملة للأزمة الأفغانية، ترسيخ لمبدأ المسؤولية عن مواجهة التهديدات فى إطار العمل العربى المشترك، تحت مظلة المنتدى العربى الاستخبارى. 

وتابع الرئيس: أبعث برسالة للمجتمع الدولى تؤكد على اتحاد أجهزتنا ومؤسساتنا لتنسيق الرؤى وتوحيد المفاهيم إزاء المخاطر المختلفة والمحتملة، خاصة فى ظل ما عكسه الواقع، وأثبته التاريخ بمنطقتنا، من أنه لا سبيل أفضل من الاتحاد، لمواجهة شاملة للتهديدات التى تعصف بمنطقتنا.

وأشار إلى أن مصر كانت فى مقدمة دول العالم التى عانت من انتشار آفة الإرهاب الأسود، الذى كان أحد أهم مسبباته عدم انتهاج المجتمع الدولى لمقاربات شاملة خلال التعاطى مع الأزمات الإقليمية والدولية، سواء فى فلسطين أو أفغانستان أو العراق، ومؤخرًا الأحداث التى شهدها ولا يزال يعيشها وطننا العربى فى ليبيا وسوريا واليمن.. وهى أزمات لا حل لها سوى بإنهاء التدخل الأجنبى فى شؤون المنطقة العربية، واحترام قرار وإرادة الشعوب وسيادة الدول الوطنية، ومؤسساتها وبما من شأنه إنهاء استغلال التنظيمات الإرهابية والتكفيرية لهذه الأزمات وتداعياتها.

وأضاف إن ما شهدته الساحة الأفغانية مؤخرًا يجب أن يدق ناقوس الخطر، ويتعين التعامل معه بأقصى درجات الاهتمام والجدية، حتى لا نعود مجددًا إلى الوراء، عندما تغافل الجميع عما حدث عقب الانسحاب السوفيتى من أفغانستان، وتركوا واحة للإرهابيين كى يخططوا ويتدربوا وينشئوا دولة داخل الدولة، التى ما لبست أن وجهت نيران سمومها نحو أوطاننا والحضارة الغربية على حد سواء.

ولذا فإننى أدعوكم جميعًا لتوظيف قدرات أجهزتكم وتركيز جهودكم لمتابعة تطورات الأوضاع على الساحة الأفغانية، عن كثب وبكل دقة، وما تطرحه تداعياتها من مخاطر على أمننا العربى، للحيلولة دون السماح مجددًا بإعادة نشاط التنظيمات الإرهابية، وإيجاد ملاذ آمن لها، واستقطاب المزيد من العناصر وتدريبها والتخطيط لعمليات إرهابية بحرية.. بجانب ضرورة الاهتمام بمعالجة ما يعانيه الشعب الأفغانى، نتيجة الأوضاع المعيشية الحالية، وما يمكن أن ينتج عن ذلك من موجات جديدة للهجرة واللجوء، يصعب على المنطقة تحمل تداعياتها.

وتابع الرئيس: ليس بعيدًا عن أفغانستان وأنها جزء أصيل عزيز على قلوبنا جميعًا فإن مصر لم ولن تألو أى جهد فى مساعدة الأشقاء فى ليبيا على الوصول ببلدهم إلى بر الأمان من خلال السير على طريق الحل السياسى الشامل الذى يتضمن خطوات وإجراءات متزامنة تستند إلى توحيد المؤسسة العسكرية وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة وإنهاء ظاهرة الميليشيات المسلحة وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة فى مواعيدها المحدد.

وأعرب عن الأمنيات الصادقة والدعم الكامل للسودان الشقيق فى تخطى الصعوبات الراهنة التى تواجهه وتحقيق الأمن والاستقرار والرفاهية لشعبه العظيم، كما لا يفوتنى التأكيد على مواصلة مصر لجهودها فى دعم القضية الفلسطينية ذات الأولوية باعتبارها قضية العرب المركزية وذلك بهدف تثبيت وقف إطلاق النار وإطلاق جهود السلام مجددًا وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وحل الدولتين بهدف إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، فضلا عن استمرار الجهود فى التقريب بين الأشقاء الفلسطينيين لإتمام المصالحة فيما بينهم صونًا لقدرة الشعب الفلسطينى على استعادة حقوقه عبر وحدته وتضامنه