الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
قراءة كف أمريكا.. حاضرها

قراءة كف أمريكا.. حاضرها

بَعد عام واحد من انتخاب چو بايدن رئيسًا للبلاد، تتساءل أمريكا ومعها دول العالم هل الرئيس الأمريكى الـ46 خيَّب ظنّنا.. لم ينجز ما وَعَدَ به.. أو لمْ يحقق حتى الآن- بعد تسعة أشهر من توليه السُّلطةـ  ما كان يتوقعه كل من أعطى الصوت له.. وكل من كان يريد بديلاً أفضل للرئيس السابق الشهير بما أجّج داخل البلاد وبما أربك فى علاقات أمريكا بدول العالم!



 

مقالات وآراء بهذا المعنى بجميع مدلولاته  أخذت طريقها للجدل المثار والمستمر حول حاضر أمريكا ومستقبلها.. وحول خروجها من الأزمات المتتالية التى صارت تواجهها وتعانى منها فى السنوات القليلة الأخيرة.. أكثر من ذى قبل على وجْه التحديد. والقائمة الطويلة تشتمل على سبيل المثال وليس الحصر الوباء بتبعاته الاقتصادية والصحية والاجتماعية.. الاستقطاب المتنامى العرقى والأيديولوچى والسياسى.. وبالطبع ما عاشته وتعيشه منذ فترة من ملفات شائكة تخص المهاجرين غير الشرعيين وتوفيق أو تقنين أوضاعهم فى البلاد، بالإضافة إلى الهُوّة الطبقية الاقتصادية والاجتماعية داخل المجتمع وما تعانى منه البلاد من عنف الشوارع واللا استقرار فى المدن.

مجلة نيوزويك الأمريكية اختارت موضوع غلافها فى صورة تساؤل: هل يستطيع چو بايدن أن ينقذ رئاسته؟ ويأتى طرح هذا الأمر كانعكاس للشعبية المتدنية التى ظهرت فى استطلاعات الرأى مؤخرًا.. وتحديدًا مع زيادة أسعار البنزين والمواد الغذائية الأساسية وأيضًا عدم استعادة الاقتصاد الأمريكى لعافيته.. واستمرار أجواء «كوفيد- 19» سواء قبلنا هذا أو تجاهلناه.

 

 

ولا شك أن مع عودة أمريكا إلى العالم.. أو سَيرها فى هذا الاتجاه تتزايد الطروحات حول سُبُل إعادة تفعيل وإحياء لما يُسَمى الدبلوماسية الأمريكية المعروفة بتنوع وعمق تجاربها على امتداد العقود لترميم وإصلاح ما تم تفكيكه وتهميشه فى عهد ترامب اكتفاءً بتغريداته الطائشة وصفقات صهره جاريد كوشنر. وهذا ما شاهدناه فى الشهور الماضية ونشاهده فى الوقت الحالى فى إطار قنوات اتصال وتواصل يتم من خلالها التفاوض والتفاهم حول قضايا تخص العالم ومناطق إقليمية وعلاقات ثنائية. وقد رأينا السَّيْر فى هذا الاتجاه عالميًا فى عودة أمريكا إلى منظمة الصحة العالمية وزيادة مساهماتها فى إرسال الأمصال إلى جميع دول العالم.. وأيضًا العودة إلى الأمم المتحدة وإلى اتفاقية باريس للمناخ ثم المشاركة فى مؤتمر جلاسكو الأخير.. أمّا إقليميًا رغم اختلافنا  أحيانًا حول توجهات الإدارة واختياراتها وجدنا عودة واشنطن إلى التواصل مع السُّلطة الفلسطينية والسعى إلى إعادة إحياء الاتفاق النووى مع إيران مع مواصلة التطمينات الأمنية والعسكرية لدول الخليج.. وبالطبع إعادة تفعيل الدور الأمريكى فى العراق وليبيا والسودان ولبنان.. إذن هناك اتصالات وحوارات وزيارات تمّت وتتم سواء فى واشنطن أو فى عواصم أخرى.. كلها تؤكد وتبيّن حرص إدارة بايدن على التواصل مع العالم.. وبالتأكيد هناك أزمة ثقة وأزمة مصداقية  مرتبطة بواشنطن منذ زمن طويل !! كما أن التحديات العالمية والإقليمية تغيرت بشكل لا يمكن معها الاعتماد فقط على وعود واشنطن.. فى ظل مواجهات وتوازنات قوى عالمية (الصين وروسيا) وإقليمية (تركيا وإيران وإسرائيل).. وكلها تحاول أن تتواجد وتشارك فى تشكيل ورسم خريطة القوى والنفوذ فى المنطقة العربية.. وفى ظل تراجُع أمريكى تجسّد بشكل يلفت الأنظار ويثير المخاوف مع الانسحاب العسكرى الأمريكى من أفغانستان.

سيد اللعبة.. وضحاياها

إنه الداهية السياسى.. هنرى كيسنجر البالغ من العمر 98 عامًا.. وهو لا يزال له حضور فى المشهد الواشنطنىّ والعالمىّ.. وموضع اهتمام ودراسة وتحليل لما قام به من أدوار ومهام وألاعيب سياسية ودبلوماسية على امتداد خريطة العالم.. وبالطبع فى الشرق الأوسط لعقود طويلة.

كتُب عديدة ظهرت من قبل للدخول إلى عالم كسينجر العجيب والمريب معًا وكيف نجح فى تحقيق الاقتراب من الصين والتعامل معها.. كما أنه كتب وتحدّث هو نفسه عن فنون الدبلوماسية وممارستها مثلما طبقها بنفسه فى التعامل مع الأعداء.. ومع الأصدقاء.

صدر أخيرًا كتاب جديد عنه باسم «سيد اللعبة» كتبه مارتن إنديك الدبلوماسى الأمريكى عن دور كيسنجر ونفوذه ونهجه فى تاريخ المنطقة وإيجاد ما سُمّى بعملية السلام ما بين إسرائيل والعرب. ومن ثم تتوالى وبالطبع تتباين قراءات المُعلقين وأصحاب الرأى لدينا فى فهم وتفسير ما حدث وما يحدث من خلال كتاب يبلغ عدد صفحاته 688 صفحة!