الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

من فاعل إقليمى إلى لاعب دولى

الرئيس متحدثا أمام قمة فيشجراد
الرئيس متحدثا أمام قمة فيشجراد

المرونة التى يتحرك بها الرئيس عبدالفتاح السيسى على الصعيد الخارجى، تشير إلى أننا أمام رئيس استطاع أن يكسب ثقة قادة العالم من خلال سياساته وإنجازاته على الصعيد الداخلى أولا، ثم الصعيد الخارجى، بمعنى أن مصر ما كان لها أن تكون صوتاً مسموعاً، ولها حضور مميز تسعى القوى الدولية والإقليمية إلى إشراكها فى أى فعاليات أو تجمعات لولا أن الدولة المصرية أصبحت دولة رائدة على الصعيد التنموى، توفر كل أساليب ومقومات الحياة الكريمة لشعبها ولأى فرد مقيم على أرضها، دولة حققت معدلات نمو على الصعيد الاقتصادى، دولة وفرت شبكات حماية اجتماعية لمواطنيها غير القادرين، وفرت سكناً كريماً لهم وحياة كريمة، أصدرت الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، وفرت لهم الأمن والأمان بعد فترة من عدم الاستقرار نتيجة لانتشار الجماعات الإرهابية والأفكار المتطرفة التى انتشرت الفترة الماضية، واستطاعت القوات المسلحة والشرطة المدنية القضاء على تلك الجماعات الإرهابية، وفى السياق ذاته تقوم الدولة بمحاربة ومجابهة الفكر المتطرف بالفكر الواعى المستنير.



 

قمة فيشجراد تأكيد جديد على مكانة الدور المصرى
قمة فيشجراد تأكيد جديد على مكانة الدور المصرى

 

انها إنجازات ونجاحات حققها الرئيس السيسى على أرض مصر خلال السنوات السبع الماضية، كل تلك الإنجازات تكون حاضرة عندما يشارك الرئيس السيسى فى اى فعاليات أو لقاءات مع قادة دول العالم ولابد أن تكون حاضرة، لأن حجم ما تم إنجازه فى السنوات السبع كان بحاجة إلى عقود، لذلك فان ثقة دول العالم والقادة على الصعيد العالمى تترجم من خلال مشروعات مشتركة، استثمارات متبادلة، مشاركة فى الفعاليات والتجمعات، سواء على الصعيد الثنائى أو الثلاثى أو حتى على الصعيد الإقليمى، وقد لاحظنا ذلك خلال مشاركة الرئيس السيسى لتجمع فيشجراد الأسبوع الأول من أكتوبر 2021 وفى الأسبوع الثانى من الشهر ذاته نجد مشاركة الرئيس فى قمة ثلاثية مع اليونان وقبرص. 

إنه الدور الإقليمى الرائد لمصر فى المنطقة الذى هو محصلة سياسات داخلية ناجحة، فلا يمكن لأى دولة أن تقوم بدور إقليمى أو دولى فاعل وهى تعانى من أزمات داخلية أو مشاكل فى هيكلها أو نسيجها الاجتماعى أو الاقتصادى أو حتى السياسى، فالدول القوية تُبنى اولا من الداخل تحقق معدلات نمو وتنمية لمواطنيها، تسعى لأن يحيا السكان على أرضها حياة كريمة، تنجز مشروعات قومية عملاقة تعود بالخير والنماء على المواطنيين تبنى جيشا قويا قادرا على حماية الحدود والمقدرات، والثروات داخل حدودها، تعتمد مفهوماً واسعاً وعميقاً لحقوق الإنسان، الحق فى السكن والعيـش والحــرية والتنقـل

« الحياة الكريمة للناس». تحقق أعلى معدلات الأمن والأمان لمواطنيها سواء فى الداخل أو الخارج. عندما تنجح الدولة فى تحقيق كل ما سبق فهى تستطيع أن تتحرك خارج حدودها وأن تلعب دورًا إقليميًا فعالاً ومحورياً بل تلجأ اليها القوى الدولية لكى تكون ضامنا أو فاعلا فى اى مسار تفاوضى أو حل اى ازمة سياسية فى الإقليم، وقد برزت مصر خلال السنوات السبع الماضية وكانت سياسة الرئيس عبدالفتاح السيسى الخارجية نموذجاً فى كيفية ادارة تلك الأزمات، فأصبحت مصر فاعلاً دولياً وإقليمياً فى حل أزمات المنطقة. 

 

حقل ظهر نتاج سياسات اقتصادية رشيدة للحفاظ على الموارد الطبيعية
حقل ظهر نتاج سياسات اقتصادية رشيدة للحفاظ على الموارد الطبيعية

 

الأقوياء لا يقفون إلا بجانب بعضهم، الدول القوية تتقارب.. تتعاون.. تجتمع، تعمل على صياغة رؤية جديدة مقاربة جديدة حول الأمن والتنمية وهذا ما نجحت فيه الدول الثلاث مصر واليونان وقبرص، لقد استطاعت تلك الدول أن تصل إلى أعلى مستوى من التعاون والتنسيق على مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والأمنية فمن خلال تلك الآلية تم الاستفادة من الثروات الطبيعية الموجودة فى شرق المتوسط وصارت منظمة غاز شرق المتوسط والتى مقرها القاهرة من المنظمات الفعالة ذات الأهمية على الصعيد العالمى وأمن الطاقة، وذلك نظرا لما تمثلة منطقة شرق المتوسط من أهمية كبرى باعتبارها احد المناطقة المهمة المنتجة والمصدرة للغاز فى العالم، كما تم خلال الية التعاون الثلاثى التوقيع على اتفاقيات للربط الكهربائى بين مصر واليونان وقبرص عبر البحر المتوسط وبذلك تكون للمرة الاولى فى التاريخ أن يتم ربط افريقيا بأوروبا عبر الطاقة الكهربائية، كما سوف يتم فى الفترة المقبلة تنفيذ مشروع ربط حقل افروديت القبرصى بمحطات الإسالة المصرية فى كل من دمياط وادكو على ساحل البحر المتوسط من أجل نقل الغاز من قبرص إلى مصر لاسالته وإعادة تصديره إلى قبرص فى المرحلة الأولى ثم بعد ذلك إعادة تصدير الغاز إلى دول شرق ووسط أوروبا، سياسات الرئيس السيسى جعلت مصر مركزًا إقليميًا للطاقة وصمام أمان الطاقة على مستوى العالم. 

حضور الرئيس عبدالفتاح السيسى ومشاركته فى القمم الدولية مع القادة والزعماء سواء فى تجمع فيشجراد والتى تعد المشاركة الثانية لمصر، إذ كانت المشاركة الاولى فى عام 2017 وكانت مصر الدولة العربية الشرق أوسطية الوحيدة التى تشارك فى هذا التجمع ولم يشارك فى هذا التجمع من قبل سوى ألمانيا واليابان، إضافة إلى مشاركة مصر فى القمة التاسعة لآلية التعاون الثلاثى بين مصر واليونان وقبرص واستضافتها للدورة العاشرة لتلك الآلية العام المقبل، فهو خير دليل على أن مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى - انتقلت من الإقليمية إلى العالمية - ولم لا؟ مصر الآن لديها رصيد سياسى وحضارى وثقافى وعسكرى يمكنها من النهوض والحركة، الآن أصبح صوت الدولة المصرية أقوى وصداه يتردد فى العالم كله، العواصم العالمية أصبحت تنتظر ما يعلن عنه الرئيس فى خطاباته، كلماته، تحركاته، سياساته، إنها مرحلة جديدة لمصر التى لطالما حلمنا بها والآن يتحقق كل ما يحلم به المصريون.