الملك الذهبى

رواية مهمة وممتعة عن حياة الملك الذهبى توت عنخ آمون، تحاول اكتشاف المناطق المجهولة والمسكوت عنها فى التاريخ المصرى القديم، تلك هى رواية «توت عنخ آمون» للكاتب الروسى باخيش بابايف، وقد ترجمتها من الروسية إلى العربية د.سهير المصادفة، وصدرت الرواية حديثا عن المجموعة الدولية للنشر والتوزيع.

جمال الرواية الآسر يتبدى فى محاولة الكاتب الروسى البحث عن أسرار عديدة فى حياة الملك الذهبى، وخاصة سر موته المبكر، وقد أفاد الكاتب من دراسة التاريخ المصرى القديم لمدة عشرين عاما، والتركيز على فترة حكم الأسرة الثامنة عشرة، حيث فتن بحياة الملك الذهبى بعد أن وقف أكثر من ثلاث ساعات فى طابور فى موسكو ليشاهد قناع توت عنخ آمون، وقد حقق باخيش بروايته تلك أعلى المبيعات، حيث نفدت الطبعة الأولى بعد صدورها بأيام، ويقول عن سر محبته للملك الذهبى: «عندما فتحت مقبرة الملك الشاب بوادى الملوك فاق ما وجد بها الخيال، فلقد كان حجم الذهب المكدس فيها مساويا للذهب الموجود فى أسواق موسكو فى السبعينيات، وهكذا حسبوا كمية الذهب وما تساويه فى عواصم العالم، لكن الشىء الوحيد الذى لم يستطيعوا مقارنته بغيره هو باقة من الأزهار الحقيقية المتواضعة كانت تنام بسلام على صدر المومياء كأجمل قلادة فى العالم»، ويضيف باخيش قائلا: «والأزهار ليس كمثلها شىء إذا ما استطاعت عبور آلاف السنين دون أن تفقد طبيعتها لتصبح رسالة عظيمة تعبر عن الإنسانية والرحمة ومشاعر الحب التى لا تتغير عبر الأزمنة».

وتعد رواية «توت عنخ آمون» هى الرواية الأولى لباخيش الذى بذل جهدا لافتا لتصوير حياة الملك الذهبى فهناك الكثير مما خفى من تاريخ هذا الملك الشاب الذى ترك لنا مجدا فنيا عظيما من خلال الصور التى أمر بنقشها على أثاثه الجنائزى فى مواقف تفيض بسالة وإقداما فى الوقائع الحربية وأخرى تتدفق حبا وحنانًا لزوجته الوفية كما يقول سليم حسن فى موسوعته عن مصر القديمة.

وقد استلهم باخيش القيم المصرية التى اعتنقها الملك الذهبى الذى عُنى بشئون العامة، وانتهج مبادئ إنسانية ونصب عينيه (ماعت) إلهة الحق والعدل والنظام عند المصريين القدماء، أما عن سر موته المبكر فقد صوَّره باخيش فى روايته كنتيجة لمؤامرة من أعدائه وبعض رجال قصره الحاكم لاغتياله فى محاولة للاستيلاء على السلطة، وفى الفترة التى تولى فيها توت عنخ آمون الحكم تحت وصاية (آى) - لحداثة سنه - أفاد الملك الذهبى من خبرة هذا القائد العسكرى المحنك، وحقق لمصر انتصارات مجيدة، ومما يذكره سليم حسن فى موسوعته أن يد (آى) لعبت دورها فى الخفاء إبان هذه الفترة المتزاحمة بالأحداث، وهو ما انعكس فى رواية باخيش الذى أفاد من دراسة تاريخ الشخصيات ليصنع فنه، وليطالعنا برواية مبدعة تؤكد أن تاريخ الفراعنة سيظل نبعا ثريا للإبداع العالمى.