الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
متحف للسينما.. ووظائف خالية!

متحف للسينما.. ووظائف خالية!

ظاهرة لفتت مؤخرًا الأنظار، وبالتالى تزايدت حولها التساؤلات. إنها تخلى الأمريكيين والأمريكيات عن وظائفهم أو استقالتهم من مناصبهم بعد أكثر من عام من تفشى الكورونا. وعدد من استقالوا فى شهر أغسطس الماضى فقط بلغ نحو 4٫3 مليون، وكان عددهم نحو ٤ ملايين فى كل من شهرى يوليو ويونيو الماضيين.



بالتأكيد تعددت الأسباب إلا أن النتيجة واحدة. «باى باى» وتخلص من وظيفتك القديمة ولنبدأ صفحة جديدة. هذا هو شعار المرحلة للعديد من البشر فى أمريكا خاصة الأجيال الجديدة مادامت هناك فرصة لبداية جديدة ومختلفة فى تقديرهم.. ليه لأ؟ نعم، حدثت خلال شهور الوباء صدمة نفسية واجتماعية واقتصادية توالدت معها مراجعة للذات وإعادة نظر لقائمة الأولويات فى الحياة، وبالتالى تواجد السعى لمصدر رزق جديد ربما يكون أفضل ووظيفة جديدة بعيدًا عما كان مكبلاً لأحلام الفرد أو كان مقيدًا لانطلاقاته المهنية.

وبلا شك تبدلت متطلبات وأولويات الأسرة الأمريكية خاصة لدى من لهم أطفال وتلاميذ فى المدارس. وبما أننا سمعنا وقرأنا كثيرًا عن توقعات تتحدث عن عالم جديد بدأ يتشكل مع تفشى الوباء واستمراره فإن الاقتصاديات القائمة أخذت تتبدل أو تتحور حسب احتياجات المرحلة ومتطلباتها، ومن ثم تغيرت طبيعة فرص العمل المتوافرة فى المرحلة الحالية.. فى المقابل تغيرت مطالب الساعين لشغل الوظائف مع الأخذ فى الاعتبار مدى ارتباطها بضمانات صحية واجتماعية تساندهم فى أوقات الشدة والأزمات! لذلك ما لفت الأنظار مؤخرًا أيضًا توافر أكثر من 10 ملايين وظيفة شاغرة أو فرصة عمل تبحث عمن يشغلها فى أقرب فرصة ممكنة.

إن مشهد أسواق العمل وحركات البيع والشراء.. ومحاولات الاقتصاديات المختلفة فى التعافى والعودة إلى ما كانت عليه صارت أمورًا تتابعها وسائل الإعلام باهتمام وجدية لعلها تنجح فى مهمتها فى مساعدة المواطن فى فهم وتفهم ما حدث وما يحدث من جراء وباء كوفيد 19 الذى اجتاح البلاد والعالم.. ولم يغادره حتى الآن.

المتاحف تعاود نشاطها..

فى وقت تحاول فيه المتاحف فى أمريكا أن تعود إلى حياتها الطبيعية.. أو تلك الحياة التى اعتادت أن تعيشها قبل مارس 2020 تم الإعلان عن افتتاح متحف للسينما فى لوس أنجلوس.. متحف الأكاديمية المانحة لجوائز أوسكار. والمتحف الذى بلغت تكاليفه 282 مليون دولار تم افتتاحه فى نهاية شهر سبتمبر الماضى. وقد أعلنت إدارة المتحف أن عدد مقتنياته يزيد على 13 مليون قطعة أو أثر أو مادة سينمائية ستكون معروضة فى جميع قاعات المتحف الذى طال انتظاره لسنوات عديدة. قيمة تذكرة الدخول لهذا المتحف 25 دولارًا.

ومن المتوقع أن يكون هذا المتحف الخاص بالسينما وتاريخها وأبطالها وأساطيرها وأفلامها وكل ما له صلة بالعالم السحرى الجذاب والآسر ملتقى لعشاق السينما ومريديها. وبما أن المتحف يفتتح فى 2021 فإن التفاعل والتواصل والإبهار والتثقيف العام هم مكونات التجربة الإنسانية العميقة والموحية التى سوف يعيشها الزائر لهذا المتحف الخاص بالسينما.. وهذا هو ما يسعى إليه القائمون بأمره.

وفى الجانب الشرقى للولايات المتحدة وفى مدينة نيويورك تحديدًا يحاول متحف متروبوليتان للفن أن يتعافى ويستعيد زواره.. خاصة أن عدد من تردد عليه فى السنوات السابقة لعام الوباء (2020) قد وصل لنحو 7 ملايين من الزوار سنويا. إلا أن فى السنة الماضية بسبب غلق المتحف بمبانيه لـ 202 يوم فإن عدد الزوار بلغ نحو مليون واحد فقط.

المتحف الشهير الذى فتح أبوابه لأول مرة 13 أبريل 1870 ( من 151 عامًا) يضم أكثر من مليونى قطعة أثرية وفنية.. ومجموعة مقتنيات المتحف من الفن المصرى القديم تشمل نحو 26 ألف قطعة ذات قيمة فنية وتاريخية وأثرية (حسب توصيف المتحف الأمريكى العريق).. وجدير بالذكر أن أكثر من نصف هذه المقتنيات هى حصيلة التنقيب الأثرى فى مصر والذى قام به خبراء الآثار بالمتحف  على مدى 35 عامًا..بدءًا  من عام 1908. وهى فترة زمنية تزايد فيها الاهتمام الغربى بالحضارة المصرية القديمة، كما يوجد بالقسم المصرى منذ عام 1978 معبد دندور الذى يرجع تاريخه إلى القرن العاشر قبل الميلاد.. وقد أهدته مصر لأمريكا عام 1965 تقديرًا لمساهمتها فى إنقاذ آثار النوبة.

عودة الحياة للمتاحف صارت أمرًا ملحًا..

والكل يتطلع لتلك العودة..