الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

استعداد دائم لحماية أمننا القومى وصون مقدراتنا الاقتصادية فى المياه العميقة

الفريق أحمد خالد قائد القوات البحرية فى العيد الـ54: البحرية المصرية رمانة الميزان فى المتوسط والأحمر

أسود فى البر.. نسور فى الجو.. وحوش فى البحر.. تلك هى أبرز سمات رجال القوات البحرية المصرية الذين يحتفلون بعيدهم الـ54؛ ذكرى إغراقهم المدمرة إيلات الإسرائيلية فى 21 أكتوبر 1967.



احتفلنا معهم بعيدهم على ظهر حاملة الطائرات «المسترال جمال عبد الناصر» والتقينا الفريق أحمد خالد, قائد القوات البحرية, الذى أكد لنا تربع الأسطول البحرى المصرى على قمة بحريات العالم، والاستنفار الدائم لحماية مياهنا الإقليمية ومقدراتنا الاقتصادية فى المياه العميقة.

فى بداية حديثه، قال الفريق أحمد خالد: إن مصر تحرص على تطوير قدراتها العسكرية فى كافة الأفرع والتخصصات وإدخال أحدث النظم القتالية والفنية فى ظل التحديات الخاصة بالأمن البحرى فى منطقة الشرق الأوسط وتعدد الصراعات الناتجة عن التغيرات الدولية والإقليمية بالمنطقة وتأثيرها على الأمن القومى المصرى والعربى.

وبناء عليه جاء قرار القيادة السياسية للدولة بتطوير القوات المسلحة المصرية بما يتناسب مع تقديرات دقيقة تتجه نحو المهام المستقبلية للقوات البحرية ضمن رؤية استراتيجية شاملة للحفاظ على الأمن القومى المصرى.

 

 

 وسعت الدولة إلى تطوير إمكانيات القوات البحرية بالتعاقد على أحدث الوحدات البحرية ذات النظم القتالية والفنية المتطورة من ضمنها امتلاك مصر لحاملات الطائرات طراز (ميسترال) والفرقاطات الحديثة (فريم - جوويند - ميكو 200) والغواصات طراز ( 209 / 1400) مما كان له الأثر فى إحداث نقلة نوعية للقوات البحرية المصرية وتعزيز قدراتها على استمرار تواجد وحداتها البحرية بالمياة العميقة والحفاظ على مقدرات الدولة بالمناطق الاقتصادية الخالصة كما ساهم ذلك فى التأكيد على الثقل الإقليمى لجمهورية مصر العربية وجعل قواتنا البحرية نقطة اتزان لاستقرار مسرحى البحر المتوسط والأحمر، ومسار لا يمكن تجاوزه عند وضع الترتيبات الأمنية بالمنطقة.

بسواعد مصرية

 وأشار قائد القوات البحرية إلى أنه مع تم افتتاح قاعدة 3 يوليو البحرية يوليو الماضى، رفع العلم على عدد من الوحدات المنضمة حديثا لقواتنا البحرية والتى تم بناءها فى شركة ترسانة الإسكندرية وترسانة القوات البحرية بأياد وسواعد مصرية، وقد حرصت القوات المسلحة على تطوير قدراتها العسكرية فى كافة الأفرع والتخصصات وإدخال أحدث النظم القتالية والفنية - بضم قطع جديدة للأسطول البحرى المصرى من خلال الإحلال والتجديد للوحدات والتى تخضع لعدة معايير منها التهديدات الحالية والمستقبلية وإحداث التوازن العسكرى مع دول الجوار وفق أحدث النظم ووفق آخر مستحدثات التطور العلمى والتكنولوجى فى مجال التسليح، وأيضا دعم القدرات الاقتصادية للدولة من خلال التصنيع المشترك للوحدات البحرية بترسانة الإسكندرية (فرقاطات طراز جو ويند - ريبات - لنشات 28م) والذى يعتبر الخطوة الأولى على طريق النجاح حيث تمكنت الأيدى العاملة المصرية من اكتساب الخبرات والحصول على المعرفة من الشريك الأجنبى حتى تصل بإذن الله إلى مرحلة التصنيع بأيدى مصرية بنسبة 100 %.

وأضاف قائد القوات البحرية أن أحد الركائز التى تقاس عليها قدرات بحريات العالم هى القدرة على التصنيع العسكرى المحلى، فكانت رؤية القوات البحرية هى الإصرار على نقل التكنولوجيا البحرية الحديثة من خلال التصنيع المشترك مع الشركاء الدوليين وهو ما ساهم بشكل كبير وفعال فى إكساب العمالة المصرية خبرات جديدة ومتطورة أدى إلى اقتحام مجال الصناعات البحرية بشكل احترافى ما ساهم بشكل ملحوظ فى تصنيع وإضافة عدد كبير من الوحدات البحرية مختلفة الأنواع والطرازات لتلبى كافة إحتياجات القوات البحرية فى جميع الاتجاهات مما رفع القدرات القتالية للقوات البحرية والقدرة على العمل فى المياه العميقة والاستعداد لتنفيذ المهام بقدرة قتالية عالية والمساهمة فى دعم الأمن القومى المصرى والحفاظ على المقدرات الاقتصادية بالبحر فى ظل التهديدات والعدائيات المحيطة بالدولة المصرية حاليًا.

 

 

قواعد جديدة

 اتساقًا مع قيام القوات البحرية بزيادة قدراتها بضم وحدات حديثة بتصنيع مشترك، فإن زيادة القدرات على الصيانة والإصلاح يتم أيضا بالتوازى بإنشاء قواعد جديدة لاستقبال أكبر عدد من القطع البحرية وتوفير قواعد لوجيستية ومناطق ارتكاز لوحدات قواتنا البحرية لتوفر الإنتشار المناسب والمتوازن بمسرحى العمليات البحرى (المتوسط -الأحمر) بما يمكنها من دفع الوحدات البحرية فى اتجاه التهديد فى أقل وقت ممكن.

 وتم تطوير وإنشاء قواعد بحرية جديدة بتصميم يفى بمطالب جميع الوحدات البحرية الحديثة تزامنًا مع إعادة تنظيم القوات فى أسطولين وعدد من الألوية البحرية التابعة لها وانضمام الوحدات البحرية الحديثة (حاملات الطائرات المروحية - فرقاطات - لنشات - صواريخ - غواصات)، حيث تم إنشاء قاعدة برنيس البحرية وقاعدة 3 يوليو البحرية بالإضافة إلى قاعدة شرق بورسعيد البحرية.

وأكد الفريق أحمد خالد على أن مقياس تقدم الشعوب أصبح مرتبطا بمدى امتلاكها لمنظومة متكاملة من الطاقات البشرية والتقنية القادرة على الابتكار والتطوير والبحث وبناء قاعدة متطورة للتصنيع والتأمين الفنى والصيانة والإصلاح، ولذا تحرص بحريات الدول العظمى على تعزيز أواصر العلاقات الثنائية العسكرية بمصر وذلك لما تشهده القوات البحرية المصرية من تطوير متسارع ومتنامى بفضل الدعم المستمر من القيادة السياسية والعسكرية للدولة، حيث تسعى بحريات العالم إلى تنفيذ تدريبات مشتركة عابرة مع القوات البحرية المصرية تأكيدًا على ما توصلت له قواتنا من تقدم من خلال منظومة متكاملة تتكون من العنصر البشرى القادر على الابتكار والتطوير.

 

 

ويأتى ذلك من خلال التركيز على أهم مكونات القوة البحرية وهى: العنصر البشرى والذى يتم تأهيله بالمنشآت التعليمية للقوات البحرية بدءً من الجندى المقاتل وانتهاء بقادة الوحدات والتشكيلات على أحدث ما وصل إليه العلم العسكرى البحرى وباستخدام مناهج مطورة، ومحاكيات تدريب ووسائل تعليمية على مستوى عالمى، بالإضافة إلى اكتساب الخبرات من بحريات الدول المتقدمة من خلال الدورات المنعقدة بالخارج أو المشاركة فى التدريبات المشتركة.

ثم منظومة تأمين فنى على أعلى مستوى حيث تمتلك القوات البحرية ثلاثة قلاع صناعية تتمثل فى كل من (ترسانة القوات البحرية - الشركة المصرية لإصلاح وبناء السفن - شركة ترسانة الإسكندرية)، تعمل ضمن منظومة متكاملة لها القدرة على التأمين الفنى وصيانة وإصلاح الوحدات البحرية المصرية، كما أصبحت قادرة على التصنيع بعد تطويرها وفقًا لأحدث المواصفات القياسية العالمية بدعم من القيادة العامة للقوات المسلحة.

وقد بدأت بالفعل فى تصنيع عدد من لنشات تأمين الموانئ ولنشات الإرشاد والقاطرات بالإضافة إلى التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة فى مجال التصنيع المشترك من خلال مشاركتهم بنقل التكنولوجيا إلينا حيث يجرى العمل فى مشروع الفرقاطات (جوويند) بالتعاون مع الجانب الفرنسى والفرقاطات طراز (ميكو 200) بالتعاون مع الجانب الألمانى، وتتم الصناعة فى هذه القلاع بسواعد وعقول مصرية مدربة ومؤهلة.