الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
أن تعيش بعمق

أن تعيش بعمق

من النوادر والحكايات القديمة أن فيلسوفا كان قد اعتزل الحياة لأنه لم يعد يرى أو يتعلم شيئا جديدًا، وعندما علمه أحدهم كيف يلتقط قطعة مشتعلة من الفحم عاد  الفيلسوف إلى الاكتشاف مرة أخرى، وعاش فى سعادة منذ ذلك الحين.



ومن هنا يقول الكاتب الأمريكى «ج. فرانك دوبى» «أن الشىء الجديد دائمًا جديد لكل من يريد أن يتعلم وأن يحيا، حتى ولو كان قديما فى نظر الغير، ومن الطبيعى أن يكون الوعى والرغبة فى المشاهدة من لوازم الاكتشاف».. ومن خلال قوة الملاحظة كان «دوبى» يكتشف الكثير من خلال رحلاته، ومنها تأملاته فى الحياة  البرية التى غالبا ما تُدرك عن طريق الرائحة، فالغزلان تتعرف على رائحة البشر، فهى تعتمد على أنفها أكثر مما تعتمد على عينيها، والغزلان فضولية بطبعها، والخيول أيضًا تعتمد على حاسة الشم، وتتعود على رائحة الناس . 

ويحث «دوبى» قراءه على الاكتشاف فيقول: «لا تكن كالرجل الذى يقول أنه عندما يكون خارج بيته لا يجد مكانا آخر يذهب إليه سوى أن يدخل البيت، وعندما يكون داخله لا يجد مكانًا آخر يذهب إليه سوى أن يخرج منه، فتلك هى الشيخوخة بعينها، تجدد فالتيقظ هو الحياة، والأهم امتلاك عقل وحواس متفتحة للاكتشاف».

أما «صوفى كير» الكاتبة التى وُصِفت كتاباتها بأنها تصدر عن نفس تعرف كيف تتذوق كل  لحظة تمر بها، وتفيد منها فتحكى عن مقولة غيَّرت حياتها مؤداها «أن كل لحظة الآن يمر بها الزمن هى المستقبل».

وتقول «صوفى» إن هذه الملاحظة كانت سببا فى إعادة تنظيم حياتها إلى حد كبير.  فالإيمان بأن المستقبل هو الآن يجعل المرء يفكر ويعمل وهو ينظر إلى  الأمام، وبوسعه تحت إلحاح أهمية اليوم الذى يعيشه أن يكتسب القدرة على تنظيم الحياة بصورة تجعلها تتيح له تنوعًا وثراءً لا حصر له.

كانت «صوفى» تريد أن تحيا ستة أنواع  من الحياة فى آن واحد لكن لأن المرء لا يملك سوى  حياة واحدة فقد حشدت فيها كل النوايا والرغبات، واليوم هو المستقبل، اليوم هو المعجزة التى تستقبل فيها الأرض شروق الشمس فلا أقل من أن نستقبلها  بفن الاكتشاف، إنها «فنون الحياة»  الكتاب القديم الجديد الذى أحرص على أن أقرأه من حين لآخر، والذى أسهم فيه العديد من الكتاب برؤاهم وترجمه عن الإنجليزية د. إبراهيم حافظ، والآن اكتشف حياتك، تستطيع أن تحيا حياتين أو أكثر عندما تعيش بعمق.