السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
نهاد وحافظ.. الحب شريعة المتحابين

نهاد وحافظ.. الحب شريعة المتحابين

أصبحنا نتندر حينما نجد علاقة زوجية ناجحة تجمع بين حبيبين، تربطهما سنوات طوال من العشرة والمودة والرحمة، لكن العزيزة نهاد أبوالقمصان التى تقص علينا حكايات نهاد بين الحين والآخر، بعد فقد زوجها المحامى والحقوقى حافظ أبوسعدة منذ عدة أشهر وهى تعانى مرارة الفقد، وتتحدث لمتابعيها عبر مواقع التواصل الاجتماعى عن علاقة زوجية تعطى من خلالها نموذجًا يبث قيمًا نحن فى أمسّ الحاجة إليها لإنجاح هذا المشروع الذى بات مهلهلاً مفككاً، نعانى آثار عدم تقديره من جميع الأطراف، ولكن تقص نهاد حكاياتها الواقعية والتى تؤكد احترامها لزوجها، ومشاعرهما التى ربطت قلبيهما منذ وقت مبكر، ومشروع الزواج، ولم تتحدث عن علاقة مثالية خالية من المشاحنات والمشاجرات فى أسلوب يرفضه العقل والمنطق، وإنما لعبت مصداقيتها فى الحكى دورًا عظيمًا فى التفاعل والتعاطى مع واقع أينع بثماره الثلاث، فخلق جوانب وجدانية ربما لا يعرفها الكثيرون ممن تعاملوا معهما، لكن استرجاعها لرحلة عمر طويلة بكل ما تحمله من ذكريات جمة، وعواطف جياشة ترجع لاحتوائه كرجل فكان له من اسمه نصيب فكان حافظاً على العهد والوعد بينهما، فعاشا حياة يسودها الوئام والاحترام.



شحنات وجدانية، دروس إنسانية، طاقة إيجابية، نبل أخلاقى، وفاء زوجى، تعظيم لدور الأم، تفاصيل حياتية تخلق تعايشًا حسيًا، بعض الحكايات تثير التساؤلات فى الأذهان، البعض يطرح استفساراته، وهى تجيب بعفوية وتلقائية ومشاعر داعمة لبناء أسر مكتملة الأركان. فنهاد تستكمل حياتها الواقعية مع حبيبها وزوجها فى مخيلة تنامت فيها قيم الوفاء والإخلاص، لتبرهن دائمًا أن الزواج شراكة إذا أحسن الشريكان التعامل فيما بينهما بامتلاك ناصية الأدوار واحترامها وتقدير خصوصية كل منهما للآخر سينجح الاختبار لنقف أمام علاقات أقل ما تتصف به أنها منضبطة، سوية، تخلق أجيالًا متسقة مع ذاتها.

ومن أكثر العبارات التى استوقفتنى «الحب شريعة المتحابين» و«العدل أساس الحب»، «موت الكلام ويتم اللغة» فهل لنا من هذه الشعارات نصيب لنحيا بالحب وللحب، وتتحول «ساعة فى قرب الحبيب هى أغلى أمل فى الحياة».. أشعر بسعادة واستمتاع بكل ما تقصه لتخلق وعيًا حقيقيًا بكُنة تلك العلاقة التى راودها البؤس واليأس فى ظل تراجع قيمى، وثقافة ذكورية مترسخة، ومجتمع يعانى مثالب عدة مع ازدياد نسب الطلاق، لكنها تبث الأمل وتزرع الأحلام، وتشكل لوحة بديعة من الأخلاقيات والقيم السمحة والعطاء الإنسانى النبيل، ولا يفوتنى حكاية أم فضل وما بها من إنسانيات تتحكم فى أحلامنا لتحولها لطاقة نور، وكيف يزول الكرب برحمة وشفقة لشخص تنتقل حياته من العسر لليسر. عظيم أن تجيد هذا الدور فى خلق وعى مجتمعى وتغيير سلوك أفراد، وتتحول منصتها الفردية بمثابة انطلاقة لدور مؤسسى قيمى على غرار برنامج مودة للمقبلين على الزواج، لتغيير مفاهيم الأسرة من خلال فن التعامل مع الآخر، وكيف يجب احترام ذاتية الفرد وناصحة أمينة بألا تكون غير نفسك مهما كلفك الأمر فماذا تكسب لو كسبت العالم وخسرت نفسك!! حقًا ستظل قصة نهاد وحافظ حكاية حب حلوة.