السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

جدل تجدد بعد الحوادث الأخيرة

الحل فى «رخصة إنجاب»؟!

ريشة: خضر حسن
ريشة: خضر حسن

على مواقع التواصل كتبوا فى إشارة إلى أخطاء بعض الآباء غير المتعمدة فى التربية ما يترتب عليها اضطرابات نفسية للأبناء.



فالأبناء هم الوجه الآخر لأسرهم خارج المنزل، وهم أيضًا من يدفعون الضريبة سواء كانت بيئة صحية أم لا.

لذلك عادت المطالبات «بعد حوادث انتحار المراهقين الأخيرة» بضرورة تشريع يلزم الأب والأم بالحصول على رخصة إنجاب قبل الزواج واجتياز دورات تؤهلهم لبناء أسرة وتربية الأبناء، وأن يخضعوا لاختبارات تحت إشراف استشاريين ومتخصصين سلوكيين ونفسيين وتربويين.. وأن يتم ذلك بشكل إجبارى ويكون بندًا أساسيًا من بنود وثيقة الزواج، الغرض من تلك المطالبات  ضمان جيل سليم معافى مؤهل لتحمل المسئولية.

قامت صباح الخير بعمل استفتاء، حول حصول الأزواج على رخصة للإنجاب، وما بين مؤيد للفكرة ومعارض لها، نستعرضها فى السطور القادمة.

مواكبة التفتح

توافق «غادة أحمد» محاسبة بإحدى الشركات على فكرة إلزام المتزوجين برخصة إنجاب لتأهيلهم للتعامل مع أجيال جديدة مختلفة فى التفكير وفى السلوك، خصوصًا أن الأبناء اليوم متفتحون للغاية مقارنة بأجيال الآباء، لذلك علينا كأمهات وآباء أن نواكب هذا التفتح فى التربية حتى لا تحدث فجوة تؤدى فى النهاية إلى انغلاق الأبناء على أنفسهم.

تضيف: تربيتنا من وجهة نظرهم قديمة ومتخلفة ورجعية، لذلك أتمنى أن يكون هناك إلزام للمتزوجين حديثًا برخصة تقول إن من حصل عليها مؤهل نفسيًا وصحيًا وتربويًَا على الإنجاب.

تكمل: فللأسف أقابل الكثير من الأهالى الذين ظلموا أبناءهم فى التربية بسبب سلوكهم العشوائى، لذلك سأكون أول المنضمين لهذه الكورسات أنا وزوجى إذا تم طرحها، فلماذا أرفض الفكرة، مادام النفع سيعود على أبنائى فى المستقبل؟

تمرد على التقاليد

أما عن رامى ممدوح «مهندس البترول» فقد رفض رخصة الإنجاب مؤكدًا على حق أى أسرة أن تربى أبناءها بالطريقة التى تناسب المستوى الاجتماعى المحيط سواء كانت الطريقة الحديثة أو القديمة!.

فكرة سديدة

من جانبه يرى المحاسب أحمد على أن إلزام راغبى الزواج برخصة للإنجاب فكرة سديدة، وإذا تم تفعيلها سنتجنب الكثير من مشاكل القصور فى التربية التى تقع أحيانًا فى محيط الأسرة بسبب عدم دراية الأهل فى التعامل مع أبنائهم، كما أن هذه الدورات ستساعد تقارب الأب والأم ومشاركتهما معًا فى التربية، وبالأخص الآباء لأنهم كثيرًا ما يتركونها على عاتق الأم، وهو ما يسبب نوبات الغضب التى تنعكس فى النهاية بالسلب على الأبناء.

وتوافقه فى الرأى «منال محمد» - ربة منزل، التى ترى أن رتم الحياة السريع وإشغال الأب والأم فى العمل جعلهما يهملان أبناءهما سواء شبابًا كبارًا أو أطفالًا صغارًا.. وبالتالى ينتج عنه الانفجار فى السلوك والتصرفات غير السوية والانحرافات فى التفكير، التى قد تؤدى بالأبناء إلى اكتئاب شديد.

تؤكد منال أن خطوة الإنجاب ليست سهلة بالمرة، فإنجاب طفل يعنى تحمل مسئولية أكبر من أكله وشربه، إنما هى بناء حياة شخص صغير ليكون له بصمة كبيرة فى المجتمع.

مجرد سبوبة

الدكتور محمد محمود حمودة استشارى الطب النفسى من جانبه ضد رخصة الإنجاب، فهو يرى أن الكلام النظرى لن يفيد لأن التطبيق العملى مختلف تمامًا، يقول: لن أستطيع تعليم أحد العوم وهو على الشط! الأمر نفسه بالنسبة للتربية، فمهما قلنا للمتزوجين حديثًا أفكارًا نظرية وطرق تربية نظرية، فوجود طفل فى الواقع يجعل الموضوع مختلفًا تمامًا.

يرى الدكتور حمودة أيضًا أن الحصول على رخصة الإنجاب لا يعنى أن الآباء والأمهات مؤهلون 100 ٪ لتربية أطفالهم، والأوقع من وجهة نظره أن ينظم الأب والأم زيارة الطبيب النفسى بشكل مستمر فى الوقت الذى يصل طفلهم إلى سنتين أو ثلاث سنوات، وحتى لا تتفاقم فيما بعد، ويعتبر د. حمودة كتب التربية ودورات التأهيل «سبوبة».