الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
 أفواه وأرانب من تانى!!

أفواه وأرانب من تانى!!

الانفجار السكانى قنبلة موقوتة نواجهها وخطر داهم يحاصرنا على مدار السنوات الماضية وحتى وقتنا الحالى وما بعده، ما لم ننتبه جيدًا كى نعمل على معالجة تلك المشكلة من جذورها وبكل جدية.



فطفل أو اثنان على الأكثر أيًا كان نوعهما هذا يكفى وما زاد على ذلك فغالبًا ما ينقلب إلى الضد ويقف عقبة ضد التنمية. 

 نحن فى حاجة ماسة لوضع ضوابط محددة لمثل هذه الأمور الشائكة التى تؤثر على مستقبلنا بالسلب وتؤثر كثيرًا على كل خطط التنمية التى تنتهجها الدولة من أجل مستقبل أفضل، فيجب التصدى للحد من كثرة المواليد أو الإنجاب بغير تفكير أو تعقُّل.

  ونحن نعانى كإحدى الدول الأكثر إنجابًا وزيادة سكانية ومحدودة الموارد دون مراجعة مع  النفس  أو النظر لمقدرات الدولة وما تبذله من  جهد جبار للنهوض بمصر، وفى ظل موارد لا تُمكِّنها من استيعاب هذه الكثافة السكانية عامًا بعد الآخر.. وانظروا جيدًا إلى الميادين والشوارع والمواصلات وما وصلنا له من ازدحام  فى كل مكان  فهذا أمر يدعو للقلق. 

وفى الوقت نفسه، نحن نصارع الزمن من أجل مصرنا الجديدة؛ فكم من المشروعات العملاقة تُقام حاليًا، بالإضافة إلى التوسع فى الطرق وإقامة الكبارى والتوسعات العمرانية الجديدة وتنمية الريف المصرى فى ظل مبادرة حياة كريمة، كل هذه الأمور تتطلب مزيدًا من الخدمات العديدة من مدارس وجامعات ومستشفيات وخلافه.

ولكن المنطق أو العقل يقول بعيدًا عن العواطف نحن فى حاجة إلى أجيال قوية تملك القدرة أو الكفاءة، فالاهتمام بالكيف أصبح أهم بكثير من الكم أو الكثافة العددية فى الإنجاب نحن فى حاجة إلى مواطنين يملكون التفوق فى جميع المجالات. 

 وهنا يجب أن نُحكِّم عقولنا بعيدًا عن التفسيرات إياها أو الذين يزجون بأنفسهم فى سياق الأمور وتفسيراتها ويخرجون بها عن سياقها، ولأن تنظيم النسل والحد من الكثافة الإنجابية بات ضرورة ملحة وأصبحت مسألة أمن قومى للبلاد حتى لا تذهب كل ثمار التنمية هباء.  وفى اعتقادى معدلات الزيادة لم تتراجع أو تتوقف بالصورة التى ننشدها جميعا لكنها لا تزال فى مرحلة الخطر الذى يخيفنا ويحدق بنا، وعلى الدولة بكل مؤسساتها ورجال الفكر والثقافة والدين وكل طوائف المجتمع التصدى لهذه الظاهرة السلبية التى تلتهم الأخضر واليابس معًا والخروج منها إلى بر الأمان خاصة  وأن مواجهة هذا الأمر يعتبر أمرًا استراتيجيًا للدولة  المصرية فى السنوات القادمة. 

 وقد حان الوقت بالتوجيه والإرشاد وأن يحاسب كل مواطن نفسه ويعمل على تنظيم النسل وتحديده؛ حتى  لو كان ذلك بعيدًا عن أى إلزام أو قوانين، فكل طفل  يولد زيادة يمثل عبئًا على الدولة والشعب.

صحيح هناك من يفسر بأن كل طفل يولد ورزقه معاه، لكن المولى القدير سبحانه وتعالى أعطانا الفكر والعقل الذى نميز  به ما بين الصواب أو الخطأ  ويجب أن نستيقظ أو نفيق قبل فوات الأوان، وأن نقف صفًا واحدًا كالبنيان المرصوص أو بعيدًا عن حكاية الأفواه والأرانب التى لا حدود لها .. وتحيا مصر