الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

بكيـت أمـام الأهرامات.. وأم الدنيا حلمى الأول والأخيـر

دريد لحام: مصر «قُبلة» الثقافة والفن العربى

ريشة: سامى أمين
ريشة: سامى أمين

نشأنا وكبرنا على أعمال دريد لحام التى أصبحت جزءًا من الكوميديا التى يعشقها المصريون، الكوميديا ذات الأبعاد السياسية والتى تشبه بشكل كبير جزءًا من تكويننا الفكرى، لذلك لم نشعر بالغربة معها وعنه، فقد كان الجزء الأكبر من جاذبيته لدى الجمهور، يتمثل فى القضايا المهمة التى سلط الضوء عليها فى الوطن العربى بشكل عام، من خلال أعماله الفنية.



على هامش تكريمه فى مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط، تحدث دريد لحام لمجلة «صباح الخير» عن مسيرته الفنية وقضايا الوطن العربى بين الماضى والحاضر، فضلًا عن دور السينما فى مناقشة أبرز قضايا الوطن، وهل حقًا تنجح فى معالجتها بعيدًا عن الشعارات الرنانة؟!

منذ «سهرة دمشق» و«صح النوم» وصولًا لـ«دمشق... حلب»، ما الذى تغير فى دريد لحام على الجانب الإنسانی؟

تغيَّر الكثير يا عزيزتى، فقد أصبحت أكثر يقينًا بأن الفن هو وظيفة، تتمثل مسئولية الفنان من خلالها بأن يقوم بزرع أفكار مهمة فى ذهن الناس، لكى يكون فنًا ممتعًا ومفيدًا فى نفس الوقت، فالفن أصلًَا للمتعة، متعة العين والسمع، ولكن إذا أدخلنا عليه متعة العقل أيضًا يصير مؤثرًا وجذابًا وممتعًا أكثر.

خلال هذه الرحلة الطويلة، يصبح الإنسان أكثر التصاقًا بوطنه، أكثر التصاقًا ببيئته، أكثر فهمًا لمعنى المواطنة، لذلك يعجبنى قول أحد المثقفين بأن «الوطن كى يكون قويًا يجب أن يكون شركة إنسانية وليس شركة مساهمة»، وهذا صحيح، فالوطن يجب أن يكون شركة إنسانية يقف فيها الإنسان بجانب الآخرين، كى يكون الوطن قويًا.

ما الصفات التى تشعر بأنها تميزك بل وساعدتك استكمال المشوار الفنى والإنسانى؟

أنا شخص عنيد، وفى المقابل صبور لأقصى درجة، فقد كنت أستاذًا جامعيًا فى الفيزياء والكيمياء قبل دخولى فى عالم الفن، وعانيت كثيرًا لتحقيق الحلم الذى ركضت خلفه بكل السعى والحماس والمثابرة. وأتذكر مقولة مهمة لـ«تشرشل» بأن «النجاح هو الانتقال من فشل إلى فشل دون أن نفقد الحماس»، فأصبح الحماس وعدم الاستسلام عنوانًا لحياتى، وبالأصل أؤمن بأن الإنسان يجب أن تكون تجاربه متعددة حتى يجد نفسه ويحقق حلمه، مَهما كانت العوائق التى تحُول بينه وبين تطلعاته.

هل الفن قادر بالفعل على محاربة الإرهاب؟ أم أن الأمر مجرد شعارات رومانسية يرددها صناع السينما؟

السياسة لها أربابها بالطبع، لكن الأفلام التى تتناول قضايا وطنية تقوم بتحريض الوعى وكشف الخطأ والخطر فى قضايا الإرهاب حول العالم، لذلك نجد الفيلسوف العربى العظيم ابن رشد يقول منذ تسعمائة عام «ألد أعداء الإسلام هو جاهل يُكفّر الناس»، وبالتالى العمل الفنى قادر على زرع أفكار تنويرية مهمة فى عقول المشاهدين على اختلاف أعمارهم، من المهم أن نوضح أن الدين ليس بالإكراه، بل أساسه القناعة والإيمان.

هل تبحث عن الحرية أم السياسة فى أعمالك؟

ــ فى كل أعمالى أبحث عن عناصر المواطنة، وأسعى للتأكيد عليها كونها مطالب إنسانية بحتة. أنا أبحث عن الحرية لا السياسة، فالوطن لنا جميعًا وبأعيننا جميعًا، وهذا ما أبحث عنه فى كل أعمالى، لأن العمل الفنى هو فكرة، أما السياسة فلأهل السياسة، لذلك فى كل مسرحياتنا كنا ندافع ونطالب بمسألة الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، نحن نبحث عن عناصر المواطنة، وهذا ليس مطلبًا سياسيًا، بل مطلبًا وطنيًَا.

ما تعليقك على وسام عروس البحر المتوسط فى مهرجان الإسكندرية؟

أسعدنى التكريم بالتأكيد، وأعده شرفًا كبيرًا لى، فأنا أعتبر «الإسكندرية السينمائى» مهرجان التآخى والمحبة لدول الوطن العربى وفنانيها، خاصة أن مصر دائمًا هى الحلم بالنسبة لى، والتواجد بها يسعدنى. 

ماذا تمثل مصر للنجم «دريد لحام»؟

قُبلة (بالضم وليس الكسر)، مصر هى قُبلة الثقافة والفنون فى العالم العربى، فأنا فى عمر الرابعة والعشرين عندما احترفت الفن كان حُلمى مصر، ولا تزال كذلك. ففى أول مرة زرت فيها القاهرة فى عام 1958، أخبرتهم أننى أريد مشاهدة الأهرامات، التى لطالما قرأت عنها فى كتب التاريخ والجغرافيا، وعندما وقفت أمامها بكيت بشدة، فقد شعرت بأنى أقف أمام التاريخ والحضارة العريقة التى عمرها أكثر من 7 آلاف عام، ولا تزال ممتدة.. وستظل دائمًا إن شاء الله.