الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

روح أكتـــوبر تهــــزم الإرهـــــاب

تنمية سيناء.. ملحمة مستمرة
تنمية سيناء.. ملحمة مستمرة

مرت مهد الحضارات سيناء، بنصف قرن من المواجهات المباشرة والخفية، التى أثبت فيها الجيش المصرى أنه مصنع الرجال، بدأها بالتغلب على العدو الإسرائيلى، فى حرب المواجهة التى سجلها التاريخ الحديث، بينما تواصل الدولة منذ هذا التاريخ مواجهة من نوع أكثر شراسة، هو خطر الإرهاب.



تبذل القوات المسلحة المصرية جهودًا مكثفة لمحاربة الإرهاب فى شمال سيناء، وكانت أكبرها فى السنوات الأخيرة، «العملية الشاملة سيناء» التى بدأت فبراير 2018؛ لوضع حد للأعمال الإرهابية واستئصال الجماعات التكفيرية، وربطها بعمليات سابقة واسعة النطاق، بدءًا من العملية «نسر» فى عام 2011، التى تضمنت نشر القوات على نطاق واسع فى سيناء والصحراء الغربية، فضلًا عن نشر أعداد من القوات على مقربة من قناة السويس.

وحققت تلك الاستراتيچية الذكية نجاحًا كبيرًا، وتمكّنت من القضاء على الإرهاب والإرهابيين الذين، وتلاشت هجماتهم التى استهدفت المدنيين والعسكريين والشرطة. 

 

30 ألف مشروع بتكلفة 6 تريليونات جنيه خلال 7 سنوات
30 ألف مشروع بتكلفة 6 تريليونات جنيه خلال 7 سنوات

 

وفى هذا السياق، قال اللواء أركان حرب محمد الشهاوى، مستشار كلية القادة والأركان، لـ«صباح الخير»: إن القوات المسلحة كانت ولا تزال تحمى الأمن القومى المصرى، ومقدرات ومكتسبات وحياة الشعب، وتحمى حدود وكيان الدولة فى حروب تقليدية سابقة مثل حرب 1948، 1956، 1967، وحرب الاستنزاف التى استمرت 1041 يومًا ثم حرب أكتوبر 1973، التى هدمت نظرية الأمن الإسرائيلى، وكسرت ذراعها الطولى ممثلة فى قواتها الجوية، وهزمت الجيش الذى كان يدّعى أنه لا يُهزَم.

وأضاف الشهاوى: إن القوات المسلحة المصرية كما نجحت فى تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلى، استطاعت أيضًا خلال السنوات الأخيرة القضاء على الكتلة الصلبة للإرهابيين، وتدمير بنيتهم الأساسية من خلال استراتيچية شاملة للقضاء على الإرهاب، والتى لم تعتمد فقط على العمليات العسكرية والأمنية، ولكن فى تنفيذ مشروعات التنمية فى كل بقاع الوطن؛ خصوصًا سيناء بتنفيذ مئات المشروعات، بتكلفة بلغت 700 مليار جنيه.

واستكمل الشهاوى: كان لنصر أكتوبر المجيد روح القوة والعزيمة والصبر والمثابرة، والروح المعنوية المرتفعة التى استمرت مع مصر حتى الوقت الراهن، فى القضاء على حكم جماعة الإخوان الإرهابية فى ثورة 30 يونيو 2013، وفى تنفيذ المشروعات القومية على رأسها «حياة كريمة» لصالح 4500 قرية بتكلفة 700 مليار جنيه، بالإضافة إلى إقامة العديد من المشروعات التنموية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.

غروب شمس الإرهاب فى شبه الجزيرة
غروب شمس الإرهاب فى شبه الجزيرة

 

روح أكتوبر

قال الشهاوى: إن روح أكتوبر التى استطاعت تحرير وتطهير سيناء من الاحتلال الإسرائيلى ومن الإرهابيين، هى نفس الروح التى تقوم بتنفيذ المشروعات التنموية العملاقة، فخلال 7 سنوات كان هناك أكثر من 30 ألف مشروع تكلفت 6 تريليونات جنيه، من مشروعات استصلاح للطرق والمحاور، والاستزراع السمكى، والاستصلاح الزراعى، وتربية الحيوانات، والدلتا الجديدة، ومشروع مستقبل مصر، والقضاء على العشوائيات، وأنفاق قناة السويس، وغيرها فجميعها مشروعات تعم بالخير على الوطن.. وقال: فكما كانت سيناء معبرًا للغزاة، وكانت طريقًا للمعارك؛ فهى أيضا مقبرة للأعداء.

قال الشيخ عبدالله جهامة، أحد أبطال حرب أكتوبر، رئيس جمعية مجاهدى سيناء: انتصرت مصر بعزيمة الرجال ونترحّم على كل شهداء الوطن، الذين ضحوا بأرواحهم، من جنود وضباط ورؤساء دول من أجل تحرير أرض سيناء، وتحقيق نصر أكتوبر العظيم. مضيفًا: إنه لا يخفى على أحد بعد نكسة 1967، انتقلت الدولة إلى البر الغربى ولم يتواجد بسيناء إلا أبناؤها، الذين أقاموا عدة خلايا بسيناء لقنت العدو «درسًا لن ينساه».

وأضاف «جهامة»: أبناء سيناء تكاتفوا مع القوات المسلحة ضد العدو، وأقاموا خلايا لرصد حركات العدو من خلال منظمة سيناء العربية التى أنشأها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وكان لأبناء سيناء دور كبير وبطولات عديدة على أرض «مهد الحضارات» أثناء فترة الاحتلال.

واستكمل: لم تكن مهام الخلايا مقتصرة على الرصد فقط؛ بل نفذت عددًا من العمليات الناجحة ضد إسرائيل، منها نسف الطيارين الإسرائيليين، والتى نفذتها منظمة سيناء، وأسفرت عن مقتل 11 طيارًا.

وأكد جهامة، على أن شمس الإرهاب بدأت تغرب فى سيناء، وأن وسط سيناء خالية تمامًا من هذه الجماعات، بعد الانتصار على قوى الشر بعزيمة رجال القوات المسلحة والشرطة، الذين استطاعوا السيطرة الكاملة على جميع البؤر الإرهابية.

وأشار إلى الأنفاق فى سيناء، والتى كان الغرض منها توصيل المعونات للفلسطينيين من تحت الأرض، تم استخدامها بشكل يصدر إلى مصر قوى الشر الإرهابى، التى تعبث بأمن مصر واستقرارها، ولذلك تم إيقاف هذا المصدر؛ لأن أمن مصر القومى خط أحمر لا يمكن تجاوزه، سواء من خلال الأنفاق أو البحر.